الهلال الأحمر السوري يرفض السماح للأمم المتحدة بإنشاء مخيم جديد لاستيعاب النازحين في “الحسكة”.. ومصادر طبية تطالب بسرعة إنجاز المخيمات الجديدة لتفادي أوضاع كارثية مع دخول فصل الشتاء

82

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان، من مصادر موثوقة، أن الهلال الأحمر السوري التابع لـ”النظام” يرفض السماح للأمم المتحدة بإنشاء مخيم جديد في منطقة “الحسكة” لاستيعاب النازحين من “رأس العين” و”تل أبيض”، والذين يفوق عددهم 300 ألف نازح، نتيجة العملية العسكرية التركية “نبع السلام”. وبحسب المصادر الموثوقة، فإنه “كانت هناك محاولات للتواصل مع الأمم المتحدة لإنشاء مخيم جديد في منطقة الحسكة لاستيعاب النازحين من رأس العين وتل أبيض، وبحسب ما علمنا، فإن الهلال الأحمر السوري يرفض حتى الآن السماح للأمم المتحدة بإنشاء هذا المخيم الجديد في الحسكة، حيث إن المنطقة تتبع النظام ولا يسمح للأمم المتحدة بالدخول إليها لإنشاء المخيم. الهلال الأحمر السوري يحصل على معلوماته وتعليماته من فرع أمن الدولة ومن محافظ الحسكة، وهذا مؤكد حتى الآن”. وأضافت المصادر، لـ”المرصد السوري”، أنه “يبدو بهذه الطريقة أن النظام يفضل السياسة على الشعب، فالوضع الإنساني مزرٍ للغاية في الفترة الراهنة. الإدارة الذاتية حينما حررت منطقة دير الزور أنشأت مخيم (عريشة)، فلماذا هذا التعنت في مواجهة المواطنين النازحين من مناطق العملية العسكرية التركية؟”.

وقالت مصادر موثوقة، لـ”المرصد السوري”، إن مخيم “واشوكاني” الواقع بين “الحسكة” و”تل تمر” يأوي حتى اللحظة حوالي 40 عائلة، حيث تجري حاليا عملية توسيع المخيم. وقالت المصادر: “من المفترض أن تكون مفوضية اللاجئين هي المسؤولة عن تسليم الخيام للنازحين إلى المخيم، إلا أنه حتى اللحظة لم يمنحوا أي شيء، بسبب عدم موافقة محافظ الحسكة، حيث إن فرع المفوضية في دمشق يرفض منح أي مساعدات بدون موافقة المحافظ”. وأشارت المصادر إلى أن هناك عدد كبير من المصابين من المدنيين والمقاتلين يصلون إلى المشافي، حيث أكد بعض المدنيين المصابين أنهم تعرضوا لعمليات ابتزاز على أيدي الفصائل الموالية لتركيا، من بينها مطالبتهم بدفع مبالغ مالية تصل إلى 25 ألف دولار رغم تخطي أعمار بعضهم على 70 عاما. وقالت المصادر: “أغلب من تعرضوا لعمليات الابتزاز تلك من الكرد، ولم يعاني العرب من أي مشاكل إلا إذا كانوا يعملون مع مؤسسات قريبة للإدارة الذاتية”.

وأكدت المصادر أن “هناك تحضيرات من بعض المنظمات الإغاثية للعودة للعمل في المنطقة بعد أن أعلن الأمريكان أنهم باقون في المنطقة، خصوصا وأنهم يعبرون الحدود عبر العراق من خلال المعابر الواقعة تحت السيطرة الأمريكية لأنهم غير مرخصين من قبل الحكومة السورية. وإذا سيطر النظام على المعابر سيكون الوضع كارثيا، لأن المساعدات ستكون ضئيلة جدا وليس هناك تسهيل لعمليات توزيع المساعدات، كما أنه هناك العديد من الانتهاكات في عملية توزيع المساعدات ولا تكون تلك العمليات حيادية”. وأضافت المصادر: “إحدى سيارات منظمة تابعة للنظام، تعرضت لتفجير في الحسكة دون أن نعرف سببه حتى الآن، لكن لم تقع إصابات واقتصرت الأضرار على المادية فقط”، مشيرة إلى أن “مخيم الإيزيديين يجري تجهيزه إلى جانب مخيمات أخرى بالقرب من تل أبيض، من أجل استيعاب النازحين، ولهذا نحتاج إلى سرعة التحضير واستخلاص الموافقات من الأمم المتحدة من أجل تفادي مسألة اقتراب الشتاء”.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق، منذ الساعات الأولى لصباح يوم الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول، عمليات نزوح جماعية للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارًا من العملية العسكرية التركية على المنطقة. وبحسب إحصاءات “المرصد”، فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم، في ظل انعدام المساعدات من المنظمات الدولية المعنية بأوضاع النازحين والأوضاع الإنسانية، وفي ظل خروج عدد كبير من منظمات الإغاثية من منطقة شرق الفرات بعد دخول قوات النظام إليها، كون تلك المنظمات غير مرخصة بشكل رسمي من قبل دوائر النظام السوري.