ارتفاع أسعار المحروقات.. شبح أزمة جديدة تطارد سكان ريف إدلب الشمالي مع دخول فصل الشتاء

51

تعتبر المحروقات من المواد الأساسية والرئيسية في معظم جوانب الحياة اليومية في مناطق ريف إدلب الشمالي، حيث يتم الاعتماد عليها في توليد الكهرباء وضخ المياه وتشغيل أفران الخبز، فضلاً عن استعمالها في نقل السلع وحركة السوق التجارية بشكل عام، ارتفعت خلال الأيام القليلة الماضية وبشكل لافت أسعار المحروقات بشكل عام، وبالأخص مادتي المازوت والبنزين، ويتزامن ذلك مع بداية دخول فصل الشتاء لهذا العام 2019، حيث وصل سعر لتر المازوت لحدود 500 ليرة سورية في بعض مناطق ريف إدلب الجنوبي، فيما يتفاوت سعره في مناطق أخرى ما بين 400 و475 ليرة سورية، فيما كان يباع بسعر يقارب 375 ليرة سورية، في حين وصل سعر لتر البنزين لحدود 550 ليرة سورية. وقد ساهم الارتفاع الكبير والمفاجئ في أسعار المحروقات، في وضع المزيد من الأعباء على كاهل المدنيين المتواجدين في ريف إدلب الشمالي، وبالدرجة الأولى هم النازحون والمهجرون من عدة محافظات سورية، والذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر.

أحد نازحي منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي، ويقطن في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، تحدث في شهادته لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، عن تأثير ارتفاع أسعار المحروقات المفاجئ الذي بدأ منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول، حيث قال: “شهدت الأيام الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعار المحروقات، حيث تباع اسطوانة الغاز بسعر 6700 ليرة سورية، ولتر المازوت المستورد بسعر 500 ليرة، ولتر البنزين المستور بسعر 550 ليرة سورية. هذا الارتفاع تسبب بعدة أعباء، حيث كانت ساعات تشغيل المولدات التي توزع أمبيرات كهرباء 4 ساعات، من الساعة 7 مساءًا وحتى الساعة 11، أما الآن فيقتصر تشغيلها لمدة ساعتين ونصف فقط، وكذلك بالنسبة لمياه الشرب فقد زاد سعرها أيصاً، حيث يباع صهريج المياه بسعة 10 براميل بسعر 3500 ليرة سورية، بينما كان يباع بسعر 2700 ليرة، كما ازدادت بشكل ملحوظ معظم أسعار السلع، منها الخبز والمواد الغذائية والتموينية، حيث تعمل أفران الخبز على المحروقات. ومن جهة أخرى فقد شهد السوق تراجع ملحوظ في نسبة المدنيين المستهلكين، وعزف الكثير من المدنيين عن التنقل بسياراتهم ودراجاتهم النارية الخاصة، نظراً لغلاء أسعار المحروقات، ويقوم بعض التجار باحتكار كميات من المحروقات والتحكم بأسعارها، بعد غلاء أسعارها في الآونة الأخيرة، والنقص الكبير الذي تشهده مناطق في ريف الشمالي بمواد المحروقات”.

بدوره، تحدث أحد النشطاء، وهو من بلدة الهبيط ويقطن في الوقت الراهن في منطقة “أطمة” في ريف إدلب الشمالي، في شهادته لـ”المرصد السوري”، عن بعض الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار المحروقات، قائلا: “سبب الارتفاع الملحوظ في أسعار المحروقات مثل المازوت والبنزين والغاز، هو وجود نقص كبير في كميات المحروقات في أسواق ريف إدلب الشمالي، نتيجة ما يجري في مناطق شرق الفرات والأحداث الجارية هناك، حيث كانت تعتمد مناطق ريف إدلب على استيراد المحروقات على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وتسببت الأحداث الجارية بطبيعة الحال بانخفاض عمليات التبادل التجارية، كما أن انقطاع العلاقات والمعابر التجارية مع النظام يعد عاملا آخر، فيما يقوم الكثير من تجار الأزمات في هذه الأثناء بتخزين واحتكار مواد المحروقات في ظل قدوم فصل الشتاء لزيادة أرباحهم، ويجري ذلك تحت مسمع ومرأى الجهات المسؤولة والمسيطرة على المنطقة، ويبقى المدني هو الوحيد من يتحمل عواقب كل ذلك، وتزيد يوماً بعد آخر معاناته وتكاليف حياته المعيشية، فلا بد من حلول لموضوع الاحتكار وإيجاد رقابة مشددة على تجار الازمات الذين يساهمون في تردي وضع المدنيين مادياً ومعيشياً، كما نطالب الجميع بالمساهمة في خفض أسعار المحروقات في اسرع وقت، فهي حاجة ملحة مع دخول فصل الشتاء لهذا العام”.