أفقدتها الحرب 4 من أبنائها وأجبرها الاتفاق الروسي – التركي على النزوح من الغوطة الشرقية.. ستينية تناشد المنظمات الدولية عبر “المرصد السوري” للنظر إلى وضعها

40

تنقلت السيدة الستينية (م.خ) من بلدة النشابية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حتى وصلت إلى بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، بعد أن فقدت 4 من أولادها نتيجة القصف والحصار الذي تعرضت له في الغوطة، حيث لم يبق لها إلا ابن واحد فقط، يعاني هو الآخر من مرض “الديسك”، ما يجعله غير قادر على العمل لإعالتها وأسرته المؤلفة من 4 أطفال. ومع دخول فصل الشتاء، تبحث السيدة الستينية عن طريقة للحصول على تكاليف شراء مواد للتدفئة وبعض المستلزمات، فبدأت تعمل في مهنة قطاف الزيتون على الرغم من سنها المتقدم من أجل إعالة أسرتها، فيما يحاول ولدها كسب قوت يومه عن طريق تدريس الطلاب في منزله لمادة الرياضيات. وفي شهادتها لـ”المرصد السوري”، تقول السيدة (م.خ): “بعد أيام صعاب عشناها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق خلال فترة الحصار في بلدة النشابية، استشهد 4 من أولادي بالإضافة لشقيق زوجي وزوج ابنتي، وعشنا حياة الفقر الشديد وانقطاع سبل المعيشة من غذاء ودواء، فضلاً عن القصف الشديد الذي تعرضت له القرى والبلدات، وكان آخر من استشهد من أسرتي ولدي الذي كان يبلغ 30 عاماً، حيث كان يعمل في مشفى مدينة كفربطنا، وطالته غارة جوية أثناء خروجه من المشفى لتأمين كمية من الدم للمصابين الذين تتم معالجتهم في المشفى، ثم خرجنا بعد اتفاقيات جرت لخروج المدنيين والعناصر المقاتلة إلى الشمال السوري”.

وتضيف السيدة الستينية: “خرجنا في مسيرة 3 أيام عبر الطريق، تعرضنا خلالها للشتم من قبل المناطق التابعة للنظام و الرشق بالأحذية والحجارة، حتى وصلنا إلى بلدة قلعة المضيق، بعد منتصف الليل، وبأجواء باردة جدا، ثم بدأ المهجرين يتفرقون في مناطق الشمال السوري، أقلتنا سيارة إلى الساحة الرئيسية في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي، كنت حينها مع ولدي الوحيد وزوجته وأطفاله، بينما فضلت بناتي البقاء مع أزواجهن في ريف دمشق. لم نكن نملك سوى غطاء وبعض الألبسة فقط، ساعات طويلة لم يكترث بنا أحد على الرغم من وضعنا المأساوي، ليأتي رجل مع بزوغ الفجر وهو من مدينة حماة، وسألنا عن وضعنا ثم اصطحبنا إلى منزله. بقينا معه لمدة أسبوع كامل، وأحسن استقبالنا، ثم قام أحد المدنيين بالسماح لنا بالسكن في منزل يملكه، مؤلف من 4 غرف، وقد دمرت أجزاء منه سابقاً بفعل الغارات الجوية، قمنا بتنظيف المنزل وانتقلنا إليه بعد أن جمعت لنا بعض الأغراض والمستلزمات من بعض المدنيين في الحي، ومنذ ذلك الحين نعيش ظروف إنسانية صعبة للغاية”.

وتابعت السيدة (م.خ) شهادتها لـ”المرصد”، قائلة: “يعاني ولدي الوحيد من مرض الديسك في ظهره، حيث تم إجراء عملية جراحية له أواخر العام الفائت 2018، في مدينة إدلب، بعد أن جمعت لنا تبرعات في مسجد بلدة كفرتخاريم، ومن بعض الأشخاص المتبرعين وكانت تكلفة العملية 300 ألف ليرة سورية، وهو الآن لا يستطيع المشي لمسافات طويلة، ولا حتى حمل وزن ثقيل، ولا يستطيع العمل بسبب وضعه الصحي، ولديه 4 أطفال. أما بالنسبة للمنظمات الإنسانية، فلم نرى منها أي شيء، ولم نتسلم أي نوع من أنواع المساعدات، سوى سلة غذائية واحدة تم تقديمها من قبل منظمة كول في بداية تهجيرنا إلى هنا، ثم قمنا بالتسجيل في المجلس المحلي، ويقوم كل فترة بتقديم بعض مياه الشرب أو بضع ربطات من الخبز أحياناً. أعيش مع أسرتي وضع معيشي صعب، وبالأخص مع بدء دخول فصل الشتاء الذي شارف على الدخول، ويتحتم علي تأمين مصروف وثمن شراء مواد للتدفئة، حيث أقوم الآن بالعمل ضمن ورشة لقطاف الزيتون، بأجر 1200 ليرة سوري يومياً، علماً أنني أصرفه لشراء مستلزماتنا من غذاء ودواء ومياه للشرب واشتراكات الكهرباء وغيرها. ويقوم ولدي بتدريس 4 طلاب بكالوريا مادة الرياضيات في دروس خصوصية محاولاً تحمل مسؤولياته تجاه زوجته وأطفاله”.

واختتمت السيدة (م.خ) شهادتها لـ”المرصد السوري”، بمناشدة المنظمات الإنسانية للنظر في وضعها وعائلتها المعيشي، وتقديم يد العون والمساعدة، حيث قالت: “أناشد المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، بالنظر إلى حالتي وتقديم المساعدات اللازمة، من مواد تدفئة وألبسة ودواء ومواد غذائية ومياه للشرب، فالوضع المعيشي لا يزال في تردٍ بشكل دائم، ولم أعد قادرة على تحمل المزيد”.