“سيدمرون كل شيء”.. نزوج جماعي من الشمال السوري تحسبا لهجوم وشيك

66

يبدو أن فرحة سكان الشمال السوري بتراجع خطر داعش لن تكتمل، إذ بدأ بعضهم ترك منازلهم وأراضيهم بسبب خطر آخر قادم من الشمال.

وتستعد عائلات عديدة في مدينة القامشلي (ذات الأغلبية الكردية) شمال شرقي سوريا على الحدود مع تركيا، لمغادرة بيوتها التي توشك على اقتحامها الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وبعدما أضحت في مرمى قذائف هذه الفصائل، حسب ما يشير تقرير لشبكة CNBC الأميركية.

وتستمر المواجهات بين تركيا من جانب وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” من جانب آخر، رغم الهدنة المنعقدة بينهما برعاية روسية، بعدما توعدت تركيا بإخلاء 20 ميلا من منطقة شمال سوريا من عناصر قسد.

وكان سلمان ألشله (40 عاما)، أحد أولئك الذين قرروا مغادرة أرضه بعد أن طالتها القذائف القادمة من الحدود التركية. جمع أبنائه الخمسة وزوجته استعدادا لهجر أرضه التي ورثها أبا عن جد.

وأضاف الشله في حديثه لـ CNBC، “لقد دمروا كل شيء هنا مثل باقي القرى”. ويتوقع سكان القرية التي يسكنها ألشله أنها قد تسقط في يد الفصائل السورية الموالية لأنقرة خلال أسبوع، وبعدها قد تسقط بلدة تل تمر حيث يقيم آلاف آخرون.

وحسب الأمم المتحدة، اضطر أكثر من 200 ألف سوري إلى النزوح الشهر الماضي بسبب الغزو التركي، فيما نجح فقط 15 ألفا في الوصول إلى شمال العراق، بينما لا يزال الباقون يبحثون عن مأوى ومياه نظيفة داخل سوريا، في أماكن لا يتوفر فيها إغاثات إنسانية، متخوفين في نفس الوقت من برد الشتاء الوشيك.

الوضع في تل تمر

في مدينة تل تمر التي تشهد اشتباكات متواصلة، أصبح صوت القذائف عاديا بالنسبة للسكان.

وقد باتت تل تمر في ريف الحسكة محل خلاف حتى اللحظة بين الجانب الروسي والتركي، بعدما فشلا في التوصل لاتفاق ينهي النزاع ويحسم مصير المدينة.

لكن خيار البقاء في المدينة ليس حلا نهائيا بالنسبة لسكان تل تمر، حيث ينتظر بعضهم ما تسفر عنه الأمور خلال الأيام القادمة، بينما تلوح تركيا بإعادة غزوها الشمال السوري مرة أخرى.

وكان أردوغان قد أعلن أنه يريد إعادة توطين ما يزيد عن مليون لاجيء سوري يعيشون في تركيا، في المناطق التي سيطر عليها من الشمال السوري خلال عملية “نبع السلام” التي أطلقتها أنقرة في أكتوبر الماضي.

من ناحية أخرى، تواجه العائلات النازحة مشكلات في منازلها الجديدة، فعلى سبيل المثال، بعدما عثر ألشله على منزل على بعد 15 ميلا من مسكنه الأصلي، تبين أن القرية لا يتوفر فيها مياه نظيفة أو كهرباء، وبعض البيوت ليس بها أبواب أو شبابيك.

وقال مسؤول في “قسد” يدعى طلعت يونس، لشبكة CNBC، إنه يجب النظر إلى جيوب مدينة عفرين الكردية لرؤية المصير الذي آلت إليه بعدما سيطرت عليها الجماعات السورية الموالية لأنقرة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قدرت أعداد النازحين في عفرين غربي سوريا بحوالي 167 ألف شخص، وذلك بعد الغزو التركي للمدينة في العام الماضي.

وأضاف يونس “بعد مغادرة سكان عفرين، تم منح الأراضي والمنازل للغرباء”، مشيرا إلى تقارير عن سرقات ومصادرة ملكيات على يد الفصائل السورية الموالية لأنقرة.

المصدر: الحرة

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.