220 عائلة في مخيم “الوسطانية” غرب إدلب تعيش اوضاعاً إنسانية بلا مدارس وخدمات

49

لسنوات طويلة، كانت مناطق ريف إدلب الغربي وجهة انطلاق لآلاف النازحين من منطقة “خفض التصعيد” في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي، حيث تنتشر في ريف إدلب الغربي الكثير من المخيمات العشوائية والتي تم إحداثها بعد عمليات التصعيد الأخيرة على المناطق وسيطرة قوات النظام على أجزاء واسعة منها، ما خلف حركة نزوح قرابة مليون نسمة باتجاه الشمال السوري، قرية الشيخ يوسف في ريف إدلب الغربي، تحتوي على 4 مخيمات تأوي مئات العائلات النازحة.

ولا يختلف وضع هذه المخيمات عن غيرها، فهي تعاني ظروفًا معيشية صعبة، وتنعدم فيها معظم أساسيات الحياة.. مخيم الوسطانية هو أحد تلك المخيمات، حيث يعاني ظروفًا مأساوية حقيقية نتيجة عدم تبنيه من قبل أي منظمة، وعدم توجيه أي نوع من أنواع المساعدات.

وفي شهادته لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، تحدث أحد القائمين على المخيم عن سوء أوضاعه المعيشية والخدمية، قائلاً: “مخيم الوسطانية يقع في الأطراف الجنوبية لقرية الشيخ يوسف في ريف إدلب الغربي. تم إقامته بتاريخ 10/6/2019، بعد حركة النزوح الكبيرة التي حصلت نتيجة عمليات التصعيد والقصف المكثف الذي طال قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي، ويقطن في المخيم حالياً قرابة 220 عائلة، ويفتقر المخيم لجميع مقومات الحياة، فمنذ إقامته لم يتم دعمه من قبل أي منظمة إنسانية، باستثناء مادة الخبز التي تقدمها إحدى المنظمات.

ويعيش النازحون في هذا المخيم ظروفًا إنسانية صعبة للغاية، من شح في المواد الغذائية التموينية ومياه الشرب وغيرها العديد من المستلزمات، إذ يعاني المخيم من نقص في عدد الخيام، ولا تزال إلى الآن تتوافد إليه عائلات نازحة. قمنا بالتواصل مع عدة منظمات إنسانية بهدف الحصول على عدد من الخيام ولكن دون فائدة، كما يحتاج المخيم لتبديل بعض الخيام المهترئة والتي لم تعد صالحة للسكن بسبب كونها مستعملة قبل تاريخ إقامة المخيم. المخيم يقع في منطقة مرتفعة، ولهذا السبب كانت الأضرار الناتجة عن الأمطار قليلة، إذ اقتصرت على بعض الخيام فقط، ولكن المخيم يحتاج إلى تسوية أرضه وفتح طريق يصل المخيم بالمناطق المحيطة، ويحتاج أيضا لوجود نقطة طبية ومدرسة”.

وأضاف قائلاً: “يتواجد في المخيم أيضاً بعض الحالات التي تحتاج لمساعدات مالية، من أرامل وكبار في السن وحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع دخول فصل الشتاء والبرد الشديد بات النازحون بحاجة لمواد تدفئة وبعض المستلزمات الأخرى من أغطية وألبسة، وجميع هذه الاحتياجات لا يستطيعون توفيرها بسبب حالة الفقر الشديد، ويلجأ البعض منهم للعمل في قطاف موسم الزيتون ضمن ورشات عمل في المنطقة وبأجر قليل لا يتعدى 700 ليرة سورية يومياً، لا تكفي لشراء وجبة غداء واحدة، ومن هنا فإننا نطالب ونناشد جميع المنظمات الإنسانية بمد يد العون والمساعدة لهذه العائلات وبأقرب وقت ممكن، وتوفير بعض احتياجاتها”.

وبدوره، تحدث أحد النازحين في مخيم الوسطانية، وهو من قرية الجبين في ريف حماة الشمالي، عن معاناته في المخيم، قائلاً: “نزحت مع أسرتي المؤلفة من 6 أفراد إضافة لوالدي البالغ من العمر 70 عاماً إلى مخيم الوسطانية، بعد حملة التصعيد العنيفة التي شهدتها مناطق ريف إدلب وحماة، وسيطرة قوات النظام على العديد من البلدات والقرى ومن بينها قريتي.

نعيش في هذا المخيم ظروف صعبة جداً، من غلاء كبير في الأسعار وعدم وجود فرص للعمل، وشح المواد الأساسية، في ظل عدم وجود أي جهة تدعم هذا المخيم. ومع دخول فصل الشتاء تضاعفت المأساة وازداد سوء أوضاع النازحين في المخيم لدرجة كبيرة، إذ يلجأ غالبيتهم لجمع الأخشاب وحرقها للتدفئة، بسبب غلاء أسعار المحروقات التي وصلت لأرقام كبيرة، تستلم كل عائلة ربطة خبز واحدة، ونقوم بشراء باقي الاحتياجات مع غلاء أسعار جميع السلع، وبذات الوقت نعاني من عدم وجود محلات قريبة للحصول على الاحتياجات، ولا حتى نقطة طبية أو مدرسة لتعليم الأطفال. نطالب جميع المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بتأمين ولو جزء من مستلزمات المخيم، ومن بين أهمها تأمين محروقات وأغطية وألبسة للأطفال”.