“المرصد السوري” يطالب السلطات الماليزية بعدم ترحيل الصحافي السوري “كوسة” إلى سلطات النظام

79

على مدار اليومين الماضيين، تابع المرصد السوري لحقوق الإنسان ما تردد عن اعتقال الصحافي والناشط المدني والحقوقي السوري همبرفان كوسة، والذي ينحدر من مدينة القامشلي. وتابع “المرصد السوري” تلك الأنباء بقلق بالغ، لما في ذلك من مخاوف على حياة الناشط الحقوقي السوري إذا ما قررت سلطات ماليزيا التي أوقفته تسليمه إلى سلطات النظام السوري.

“كوسة” ساهم منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبيّة في سوريا بتغطية التظاهرات المعارضة لنظام بشار الأسد، كما أنه عمل مع عدد من الوكالات العربيّة والدوليّة كمراسلٍ صحافي، بالإضافة إلى عمله مع عدد من وسائل الإعلام المحلّية. وعُرف عن “كوسة” معارضته لحكومة “الأسد” والفصائل الموالية لتركيا، كما ساهم في الكشف عن ممارسات وانتهاكات أطراف النزاع في الحرب السورية بحق المدنيين. وقد دفعته التهديدات التي لاحقته وهددت حياته إلى الاضطرار لنغادرة سوريا في عام 2017، حيث توجه إلى “أربيل” في كردستان العراق، ومن هناك عمل مراسلا لموقع بوابة العين الإخبارية الإماراتي، وكذلك كاتبا مساهما في قسم الرأي على الموقع ذاته، إضافة إلى مساهماته على مدار ما يزيد على عامين في موقع “درج” اللبناني، وإسهاماته بالكتابة مع منتدى “فكرة” الّذي يدعّمه معهد “واشنطن” لسياسات الشرق الأدنى. كذلك، كتب “كوسة” بشكل دوري في موقع “المونيتور” الأمريكي الناطق بعدة لغات من بينها العربية والإنجليزية والتركية، إضافة إلى عمله في عدة وسائل إعلامية أخرى. وإلى جانب عمله الصحافي، ساهم بتأسيس “دار” وهي مؤسسة ثقافية طبعت كُتباً بشكلٍ مجاني لعدد من الكتّاب السوريين الأكراد.

وفي السبت الماضي، انقطع الاتصال تماما مع “كوسة” بعد أن أبلغ أقربائه وأصدقائه أنه تعرض للاحتجاز في مطار العاصمة الماليزية الدولي “كوالالمبور”، وهو ما يهدد أمنه وسلامته نظرا إلى وجود مخاطر حقيقية على حياته، إذا ما تعرض للترحيل إلى سوريا، حيث إن سلطات النظام ستعتقله فور وصوله إلى مطار “دمشق” إذا ما تم ترحيله.

ويناشد المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات الماليزية بضرورة النظر بعين ثاقبة تجاه قضية “كوسة”، وإدراك ما قد يلحق بحياته من تهديدات إذا ما تم ترحيله إلى السلطات السورية، فقد كان “كوسة” غادر سوريا بالأساس نتيجة التهديدات بالقتل والتصفية الجسدية والتي كانت ترده عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنه كان مطلوباً لتأدية الخدمة العسكرية لدى نظام “الأسد”، سيما وأنه يرفض المشاركة في أي عملياتٍ عسكرية. ويدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات الماليزية إلى عدم تسليم “كوسة” إلى سلطات النظام السوري، وإذا ما كانت ترغب في ترحيله، فإن “المرصد السوري” يدعوها إلى ترحيله إلى دولة ثالثة، حفاظا على حياته من التهديدات التي تلاحقه.