بعد خفض الدعم عن قطاع التعليم في إدلب.. السوريون يواجهون الجهل بالعمل الجماعي والتطوعي 

38

انطلاقاً من أهمية التعليم واستمراريته وتزامناً مع غياب الدعم عن هذا القطاع الذي كاد أن يؤدي إلى إيقافه، ظهرت الفعاليات المدنية والعمل الشعبي في دعمه بقدر الإمكانيات المتوفرة. وفي سياق ذلك، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مبادرة أطلقها الأهالي في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب حملة، تحت مسمى “صندوق دعم التعليم” لجمع التبرعات من الداخل وأبناء المدينة في الخارج.
وتعد مدينة معرة النعمان من أكبر المدن التابعة لإدلب، ولم يبق من سكانها سوى نحو الثلث، والذين يقدر عددهم بـ40 ألف نسمة معظمهم من المهجرين والنازحين، وتضم المدينة 21 مدرسة لا تزال بالخدمة وتستقبل الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وتضم هذه المدارس 10 آلاف طالب وطالبة، يتلقون العلم في مدارس أُعيد ترميمها مراراً، بسبب ما تعرضت له من قصف.
وبحسب ما رصده “المرصد السوري”، فإن إيقاف الدعم أصاب مرتبات 250 معلم ومعلمة في معرة النعمان. وبدورهم، قدم القائمون على “صندوق دعم التعليم” في المدينة منح عن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث شملت المنح 225 معلماً ومعلمة في 18 مدرسة وبلغ المجموع 5.721.500 ل.س (خمسة ملايين وسبعمائة وواحد وعشرين ألف وخمسمائة ليرة)، وحصل كل معلم على مبلغ وقدره 25 ألف ليرة سورية أو ما يعادل 28 دولارًا آنذاك. وفي الشهر التالي، ازدادت نسبة المساهمة والتفاعل مع الحملة، حيث بلغ المجموع 7620000 ل.س ( سبعة ملايين وستمائة وعشرين ألف ليرة سورية)، وحصل كل معلم على مبلغ وقدره 39 ألف ليرة سورية أو مايعادل 43 دولارا في ذلك الوقت.
وفي فعل مشابه، قام المجلس المحلي في مدينة أورم الكبرى غرب حلب، بتوزيع ظرف مختوم يحتوي على مبلغ 5 آلاف ليرة على 110 معلمين، حيث أعلن المجلس أنه دفعها من مخصصاته، ورغم قلة المبلغ الذي لا يتجاوز 6 دولارات ولا يكفي ثمن القهوة المستخدمة يوميا في مكاتب المنظمات، فإن الأهالي اعتبروه بداية محفزة لحملات أكبر حتى لا يتوقف أبنائهم عن الدراسة.
وانتقالاً إلى المخيمات الحدودية ذات الكثافة السكانية، آثر المعلمون إكمال العملية التعليمية بأبسط الطرق، من خلال استئجار منازل وتحويلها إلى مدرسة كما في مخيمات أطمة شمال إدلب، بالإضافة إلى إنشاء مدارس ضمن خيام كبيرة لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال، حرصاً من المعلمين على استكمال العملية التعليمية.
وبالحديث عن محافظة إدلب والأرياف المتصلة معها، فإن معظم المدارس خارجة عن دعم المنظمات، وغالبية المعلمين يتقاضون رواتب زهيدة أو لا يتقاضون إطلاقاً منذ بداية العام الدراسي.
وترافق وقف دعم قطاع التعليم مع حملات إعلامية عدة ساهمت باستقطاب الدعم لجزء من مدارس الشمال السوري، في حين غابت هذه الحملات عن مدن وبلدات المناطق الحدودية التي تعتبر مناطق آمنة نسبياً وتأوي عشرات الآلاف من الأطفال النازحين والمهجرين.