خلال 10 أشهر من اجتماع “بوتين – أردوغان – روحاني”… 750 ألف نازح وقوات النظام تسيطر على 70 منطقة بدعم من الروس.. وأكثر من 1550 مدني استشهدوا ضمن منطقة “خفض التصعيد” بينهم نحو 700 طفل ومواطنة

47

مضت 10 أشهر على القمة الثلاثية المتمثلة باجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني، وشهدت منطقة “خفض التصعيد” التي تمتد من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مروراً بريفي حماة وإدلب، خلال الفترة الممتدة من تاريخ الاجتماع في منتصف شهر شباط/فبراير الفائت وحتى منتصف الشهر الجاري، أحداث كبيرة من حيث مناطق السيطرة والقتل والتهجير والتدمير، واكبها المرصد السوري لحقوق الإنسان جميعها.

حيث تمكنت قوات النظام من السيطرة على ما لا يقل عن نحو 70 منطقة بدعم روسي براً وجواً وذلك خلال الفترة الممتدة منذ بدء التصعيد الأعنف في نهاية شهر نيسان/أبريل الفائت، وحتى مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، حيث سيطرت خلال شهر نوفمبر الفائت على كل من ((المشيرفة والزرزور وأم الخلاخيل جنوب شرق إدلب)) بينما تجلت المناطق التي سيطرت عليها خلال شهر آب/ أغسطس الفائت في ((مزارع الخوين والزرزور والتمانعة ومزارعها وسكيات وتل أغبر والأربعين والزكاة والصخر والجيسات والصياد وتل الصياد وبلدة كفرزيتا ونقاط غربها واللطامنة والصياد والبويضة ومعركبة ولطمين ولحايا ومورك بريف حماة الشمالي، ومدينة خان شيخون والسكيك وتل سكيك وترعي وتل ترعي والهبيط وعابدين ومغر الحمام ومغر الحنطة وكفرعين وتل عاس ومدايا والمردم ومزارع المنطار وكفريدون والصباغية بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي بالإضافة لعدة تلال ومزارع ونقاط أخرى في المنطقة))، أما المناطق التي سيطرت عليها منذ نهاية نيسان الفائت وحتى مطلع آب الفائت تجلت بـ ((القصابية وحميرات والحردانة والقاروطية وقيراطة، بالإضافة إلى قلعة المضيق والكركات والتوينة وكفرنبودة والبانة وتل عثمان والمستريحة والشريعة وباب الطاقة، والجابرية وتل هواش والتوبة والشيخ إدريس والمهاجرين والحمرا والحويز وحصرايا، وأبو رعيدة ومنطقتي العزيزية والري.))

أيضاً رصد المرصد السوري خلال الفترة هذه خروج أكثر من 26 مشفى ونقطة طبية عن الخدمة نتيجة القصف الهستيري ولا سيما الروسي، وهي (( مشفى كفرزيتا ومشفى جسر الشغور ومشفى كيوان في كفرعويد ومشافي الشام المركزي وكفرنبل الجراحي والسيدة مريم والخطيب والأورينت في كفرنبل ومشفى نبض الحياة في حاس ومشفى التح ومشفى سرجة ومشفى بلشون ومشفى الـ 112 في قلعة المضيق ومشفى المغارة ومشفى شام في بلدة اللطامنة ومشفى تخصصي في قرية هواش ومشفى النسائية بترملا ومشفى الأمل بكنصفرة، بالإضافة لـمراكز صحية وطبية في كفرنبودة ومعرة حرمة والهبيط والركايا وكفروما ومركز الغاب الأوسط وخان شيخون وحيش.))، بينما وثق المرصد السوري خلال الفترة ذاتها استخدام قوات النظام مواد محرمة دولية خلال قصفها البري تسبب بإحراق آلاف الدنمات ضمن الأراضي الزراعية الجنوبية والغربية لمدينة خان شيخون، والهبيط وعابدين وأطراف كفرسجنة وكفرعين ومناطق أخرى ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وحرش السكيبية وتل حدايا والإيكاردا في ريف حلب الجنوبي، بالإضافة لكفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، فضلاً عن عمليات التعفيش التي نفذتها قوات النظام والمسلحين الموالين لها في المناطق التي سيطرت عليها عبر سرقة المنازل والمحال التجارية والمحاصيل الزراعية للمدنيين.

كذلك رصد المرصد السوري نزوح أكثر من 750 ألف مدني منذ أواخر شهر نيسان الفائت من العام الجاري، من منازلهم ومناطقهم على خلفية القصف الهمجي من قبل الروس والنظام والعمليات العسكرية، حيث يفترش قسم كبير منهم العراء ضمن أراضي زراعية مجاورة فيما نزح قسم منهم عند أقرباء لهم في عمق إدلب وريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، كما لجأ قسم آخر إلى المخيمات الحدودية مع لواء اسكندرون، ومن الجدير ذكره أن المنطقة شهدت حالات نزوح داخل نزوح، حيث أجبر أهالي مناطق عدة بريف حماة وجنوب إدلب إلى النزوح نحو أماكن أخرى في المنطقة لتجبرهم ضربات النظام والروس الهستيرية على النزوح مجدداً نحو المجهول، في ظل ممارسات تجار الحرب في ريف إدلب الشمالي باستغلال الوضع الراهن ورفع أسعار إيجار المنازل إلى مبالغ خيالية، بينما يتجلى دور “الضامن” التركي بقتل السوريين عند حدودها عبر رصاصات الجندرما.

بينما وثَّق “المرصد السوري”، خلال الفترة الممتدة من 15 شباط/فبراير 2019 تاريخ اجتماع “روحاني – أردوغان – بوتين” وحتى الـ 15 من ديسمبر/كانون الأول، استشهاد ومصرع ومقتل 5461 شخصًا في مناطق الهدنة الروسية – التركية، وهم: 1551 مدنيا بينهم 405 طفلا و294 مواطنة، قضوا في القصف الجوي الروسي والقصف الصاروخي من قبل قوات النظام والفصائل، ومن ضمن حصيلة المدنيين، و120 بينهم 34 طفلا و20 مواطنة استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام، و2042 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين – أردوغان، من ضمنهم 1311 مقاتلاً من “الجهاديين”، و1868 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها.