مخيم “الساروت”.. أوضاع كارثية في مخيم منسي أقيم بالجهود الذاتية في شمال غرب سورية
تصدر مخيم “الساروت” قائمة المخيمات الأكثر تضرراً في شمال غرب سورية بسبب الأمطار الغزيرة، خلال الساعات الفائتة، حيث يعد أحد المخيمات العشوائية التي أقيمت حديثاً بعد حملة التصعيد التي تنفذها قوات النظام وحليفتها روسيا على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي والغربي. وأقيم بالقرب من الحدود مع لواء إسكندرون، هرباً من جحيم المناطق الداخلية.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضاعا كارثية يعاني منها سكان المخيم، حيث يعاني المخيم من سوء الأوضاع المعيشية والخدمية، في ظل وجود عشرات العائلات النازحة، غالبيتها من قرى جبل شحشبو في ريف حماة الغربي. وبحسب ما رصده “المرصد السوري”، فإن المخيم لحقته أضرار هائلة نتيجة الأمطار الغزيرة. ويقدر عدد العائلات القاطنة بالمخيم بأكثر من 130 عائلة، حيث عملوا على بناء المخيم بجهودهم مع بداية نزوحهم في تاريخ 10/8/2019.
وبحسب مصادر “المرصد السوري”، تعاني العائلات بالمخيم من الفقر الشديد في ظل أعباء وتكاليف إيجار المنازل، حيث إن غالبية هذه العائلات تعتمد على مجال الزراعة في تحصيل مصدر دخلها، لكنها خرجت تحت وطأة القصف العنيف والمركز على القرى والبلدات والأحياء السكنية.
وكغيره من المخيمات العشوائية المنتشرة في الشمال السوري، لم يتم تقديم أي مساعدة من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري، في حين ناشد القائمون على تسيير أمور المخيم الكثير من المنظمات والمؤسسات الإنسانية لتقديم المساعدة في بناء المخيم وتجهيز أرضيته وتزويده ببعض الخدمات الضرورية، ولكن دون أدنى فائدة. وقالت مصادر موثوقة: “لم نتلق أي رد من قبلها، حيث يفتقر المخيم للكثير من الأساسيات مثل الصرف الصحي ودورات المياه ونقطة طبية ومدرسة لتعليم الأطفال، كما يعاني من نقص حاد في عدد الخيام، وتردي وضع أرضيته الترابية، فبعد أيام من الأمطار الغزيرة غرق المخيم أكثر من مرة، وتحولت أرضيته إلى برك ومستنقعات، وعانت العائلات بشكل كبير نتيجة دخول المياه للخيام وتضررها، وتوقف الطريق الوحيد الواصل إلى خارج المخيم، ما زاد من أعباء النزوح. سكان المخيم بحاجة لمساعدات عاجلة تضمن لهم البقاء في هذا المخيم المنسي، في ظل الظروف الاقتصادية التي تواجه المواطنين من بطالة وغلاء الأسعار، ونقص وغلاء فاحش في أسعار المحروقات ومواد التدفئة”.