المرصد السوري لحقوق الانسان:براتب 2000 دولار.. تركيا تبدأ تجنيد مقاتلين في سوريا لنقلهم إلى ليبيا

34

ذكر تقرير لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم، أن الفصائل الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا، التي تشهد بدورها تدخلا تركيا لدعم حكومة فايز السراج في “طرابلس” والخاضعة لسيطرة الميليشيات الإرهابية.

وأوضحت المصادر لـ”المرصد السوري”، الذي يتخذ من “لندن” مقرا له، أنه افتتح في منطقة “عفرين” شمال حلب 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، حيث افتتح مكتب تحت إشراف ما يسمى بـ”فرقة الحمزات” في “مبنى الأسايش” سابقا، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقا تحت إشراف “الجبهة الشامية”، كما افتتح “لواء المعتصم” مكتباً في قرية “قيباريه”، وفي حي “المحمودية” مكتبا آخر تحت إشراف “لواء الشامل”.

ورصد “المرصد السوري” أن عشرات الأشخاص يقصدون تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك، وأكدت مصادر أن الفصائل الموالية لتركيا، تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهريا.

وأضاف: “علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة، فيما أكدت مصادر أخرى أن مقاتلين اثنين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهم من مهجري دمشق ومنتسبي الفصائل الموالية لتركيا”.

وكان المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أكد، في حوار لـ”الوطن”، إن تركيا تنقل عناصر إرهابية من سوريا إلى ليبيا عبر أحد المطارات التونسية، للقتال إلى جوار الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية “طرابلٍس”.

العميد خالد عكاشة: “أردوغان” يصنع نسخة سورية بنقل هؤلاء الإرهابيين إلى ليبيا

 “الأمر شديد الخطورة على معادلة الأمن داخل ليبيا، ولكن هذا كان متوقعا فهذه هي أدوات تركيا”.. هكذا علق العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات على تقرير “المرصد السوري”، وقال، في اتصال هاتفي لـ”الوطن”: “الأمر كان متوقع بشكل كبير من الجانب التركي، لأن هذه هي الأدوات التركية التقليدية التي نشاهدها منذ عام 2014 في سوريا والعراق”.

وأضاف الخبير الأمني وعضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب أن “الجانب التركي ليس لديه أدوات يتحرك في المنطقة بها سوى الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، إذ دمر الدولة السورية عبر هذه الميليشيات، واليوم يصنع نسخة سورية جديدة ينقل هؤلاء الإرهابيين إلى ليبيا ويستنسخ النموذج السوري في داخل ليبيا عبر تجميع مجموعات وميليشيات إرهابية للدفع بها كي تكون جنبا إلى جنب بجوار ميليشيات طرابلس ومصراتة، لتقوم بحماية حكومة الوفاق والحرب على الجيش الوطني الليبي وتمارس عملية إنهاك وتدمير مؤسسات الدولة الليبية”.

مدير “المصري للفكر والدراسات”: خطورة العناصر الإرهابية الموالية لتركيا أنها تدار من استخبارات “أنقرة” فتكون أكثر تدميرا

وحول علاقة الدفع بهؤلاء المقاتلين وإمكانية إرسال قوات تركية إلى سوريا وفق اتفاقية أمنية أبرمها “أردوغان” مع رئيس حكومة “طرابلس” فايز السراج، قال “عكاشة”: “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعرف أن مسألة نشر القوات العسكرية في ليبيا لن تمر بسهولة وسيكون هناك ضغط دولي وإقليمي كبير، وهذا يثير قلقه الأمر لن يمر بسهولة وكذلك الأطراف الإقليمية حاضرة وتتابع عن كثب تحركات الرئيس التركي”.

وأضاف: “أعتقد أنه يمكن أن يكون لدى أردوغان خطة لاستبدال إرسال قوات عسكرية نظامية بتلك الميليشيات كمرحلة أولى في ليبيا، وإذا وجد صغرات أو فجوات في إطار ستارة الاتفاقية الأمنية التي أبرمها مع السراج سيقوم بإرسال قوات في مرحلة لاحقة”.

واختتم مدير “المصري للفكر والدراسات” تعقيبه لـ”الوطن” قائلا: “لكن دائما نقول إن خطورة هذه الميلشيات أنه يتم إدارتها عبر عناصر من الاستخبارات التركية مما ينقلها إلى وضع يجعلها أكثر قوة وقدرة على التدمير، وهذا متحقق بالفعل من خلال ما يمسى بالجيش الوطني السوري الحر، والذي قام بعمليات عسكرية كبيرة مثل درع الفرات وغصن الزيتون وغيرها في شمال سوريا، فهذه العناصر إما تحركها شخصيات عسكرية نظامية من الاستخبارات العسكرية التركية، أو من الضباط وصف الضباط القادرين على إدارة مثل هذا النوع من المعارك”.

كاتب صحفي سوري: هؤلاء “فرق انكشارية جديدة” من الإخوان وبقايا “داعش” و”النصرة”

 “هي فرق انكشارية جديدة وجنود تحت الطلب”، هكذا علق الكاتب الصحفي السوري أحمد شيخو، في اتصال هاتفي لـ”الوطن”، على تقرير “المرصد السوري”، مؤكدا صحة المعلومات التي ذكرها التقرير كونه ينحدر من شمال سوريا، وأضاف “شيخو”: “عفرين محتلة من تركيا وتم تهجير أهلها والإتيان بمجموعات لها نفس الخلفية الإيديولوجية لحزب العدالة والتنمية وهم من الإخوان وبقايا تنظيمي النصرة وداعش وأسكنهم هناك، وهذا ما يحدث في مدن مثل رأس العين وتل أبيض وجرابلس وأعزاز”. وأضاف: “هؤلاء مرتزقة وتركيا تسلحهم وتدربهم وتمولهم، وهناك أعداد من المقاتلين الأجانب موجودين في هذه المناطق من الإيجور والدول الناطقة بالتركية، هم مجرد جنود تحت الطلب أو هم فرق الانكشارية الجديدة”.

أحمد شيخو: أهالي “عفرين” يعلمون أن المتقدمين للقتال في ليبيا يتبعون فكر “أردوغان” والعثمانيين

وقال “شيخو”: “تركيا تتحكم بقرارهم متى يتوقفوا ومتى يقاتلوا، وتم فتح المراكز بعفرين إلى جانب نواح أخرى، وأهل عفرين يعلمون أن المسجلين للذهاب إلى ليبيا أغلبهم من نفس خلفية العدالة والتنمية والإخوان ويعتبرون أن أخذهم لليبيا أو لأي منطقة ثانية تخدم العثمانية الجديدة، تركيا لديها رغبة بذات السلطة الحالية للتوسع في المنطقة”.

وحول أهداف تلك التحركات، قال “شيخو”: “أردوغان يتحرك من أجل غاز شرق المتوسط والسيطرة على ليبيا، والوضع في إدلب شمال سوريا مرتبط بالوضع في ليبيا، والضغط الروسي على أنقرة للانسحاب من إدلب مقابل موافقة موسكو على بعض خطط تركيا في ليبيا. ليس هناك تناقض بين الروس والأتراك كما يعتقد، الذي دفع تركيا للبحر المتوسط هي روسيا بغرض إضعاف الدور الأمريكي”.

أما عن مصير هؤلاء المقاتلين، قال “شيخو”: “إن نجحوا سيكون المكسب للرئيس التركي، وإن قتلوا سيتبرأ منهم وربما يشارك في القضاء عليهم حال فشلوا خصوصا أنهم ارتكبوا جرائم في شمال سوريا مثل فصيل أحرار الشرقية الذي ارتكب عناصره جرائم ضد الإنسانية”.

المصدر:بوابة الوطن الالكترونية