الأسعار تتضاعف في أسواق إدلب خلال شهرين.. وعائلات تتقشف للتغلب على النقص

46

انخفضت قيمة الليرة السورية إلى أدنى مستوى لها، حيث سجل سعر الصرف 1250 ليرة سورية بعد أن كان سجل، في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، 700 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي.
وتشهد مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” والفصائل شمال غرب سوريا، ارتفاعا كبيرا في جميع أسعار السلع الغذائية، حيث تضاعفت الأسعار عما كانت عليه قبل شهرين، كما توقفت حركة التجارة تماما بسبب ارتفاع أسعار المحروقات الذي أثر في جميع جوانب الحياة. 
وفي الوقت ذاته، يعيش أهالي إدلب أوضاعا إنسانية صعبة في ظل انتشار مئات المخيمات العشوائية بعد نزوحهم الأخير من مدينتي معرة النعمان وسراقب وريفيهما. وشهدت أسواق إدلب تراجعاً كبيراً في شراء الاحتياجات الضرورية والعزوف عن مواد أساسية في المؤونة الشتوية الاعتيادية لكل عائلة، واضطلعت لتخفيض المخصصات الشهرية من مواد تعد رئيسية في الوجبات اليومية، بل إن البعض اختصر وجبة غذاء يوميا ليبقى على وجبتين للتأقلم مع الوضع الجديد الذي يزداد سوءا يوما بعد آخر.
وفي المقابل، تنتشر البطالة بين الشباب الذي فضل الالتحاق بالفصائل المقاتلة للحصول على سلة غذائية تسد رمق أهله وعائلته، كما أن معظم أصحاب المهن والحرف باتوا مقيدين ضمن الحالة الاقتصادية العامة للجميع.
وتعد المناطق التي تخضع لسيطرة “تحرير الشام” والفصائل منطقة اقتصادية حرة تتأثر بشكل مباشر بأسعار الصرف، كما تتأثر بالقرار السياسي الذي تتحكم به تركيا عن طريق المعبر الوحيد “باب الهوى”. وبحسب مصادر “المرصد السوري”، ارتفعت بعض السلع من معبر “باب الهوى” عن سعرها السابق بالدولار، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ارتفع طن السكر 40 دولار أمريكي عن سعره المعتاد.
وسجلت الأسواق ارتفاعاً جنونياً بأسعار المواد المستوردة من معبر “باب الهوى”، وبحسب ما وثقه “المرصد السوري”، في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من رصد لأسعار بعض المواد الغذائية والتموينية والمحروقات في ريف إدلب الشمالي، كانت الأسعار على الشكل التالي، حيث سجل البنزين 650 ليرة سورية والمازوت 550 ليرة وأسطوانة الغاز 7000 ليرة، فيما ارتفعت الأسعار في الوقت الحالي إلى 1000 ليرة سورية للتر البنزين و950 ليرة للتر المازوت وأكثر من 11000  ليرة سورية لأسطوانة الغاز المنزلي.
كذلك، ارتفعت أسعار العديد من السلع التي تعتمد على المحروقات وأهمها الخبز، حيث تباع الربطة بـ400 ليرة، بينما كانت في تشرين الثاني تباع بـ250 ليرة سورية. وتضاعف سعر كيلو السكر المستورد من 350 إلى أكثر من 800 ليرة سورية.