دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي.. المأساة والكارثة الإنسانية تتفاقم مع ارتفاع أعداد النازحين إلى نحو 800 ألف منذ شهر ديسمبر.. وسط مخاوف من نزوح جماعي لأكبر تجمع سكني في الشمال السوري

78

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار عملية نزوح المدنيين بشكل متصاعد من مدينة إدلب وبلدات وقرى واقعة ضمن مثلث معرة النعمان – مدينة إدلب – أريحا، وذلك مع اقتراب قوات النظام من أريحا ومدينة إدلب في إطار سياسة التهجير التي تتبعها روسيا والنظام السوري والمتمثلة بتصعيد القصف الجوي لإجبار المدنيين على النزوح لقضم مزيد من المناطق وانتزاع السيطرة عليها، ومع اتساع رقعة النزوح تتفاقم الكارثة الإنسانية للمدنيين السوريين دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي ولا “الضامن” التركي الذي يتحدث إعلامياً فقط، والمعضلة باتت إلى أين سيتوجه المواطنون في حال تقدمت قوات النظام أكثر إلى مدينة إدلب، التي تعد أكبر تجمع سكني ضمن منطقة واحدة في الشمال السوري، إذ يقدر عدد المتواجدين بها بين الـ 700 ألف والمليون شخص.

وبذلك، يرتفع تعداد الذين أجبروا على النزوح من إدلب منذ بدء الهجوم البري في 24 من الشهر الفائت إلى 260 ألف نسمة، بالتزامن مع آلاف الضربات الجوية والبرية. ويتوجه النازحون إلى مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في الريف الحلبي، بالإضافة إلى ريف إدلب الشمالي الغربي بالقرب من الحدود السورية مع لواء إسكندرون، ومنهم من يحاول الدخول خلسة إلى الأراضي التركية بعد دفع أموال طائلة للمهربين، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية سواء في المخيمات أو بلدات وقرى ريفي إدلب الشمالي والشمالي الغربي، دون أي ردة فعل من قبل المجتمع الدولي لما تقترفه روسيا والنظام السوري بحق المدنيين هناك وما يعايشه المدني السوري سواء في المخيمات أو في رحلة بحثه عن مكان أمن جديد في ظل الغلاء الجنوني وجشع تجار الحروب، أما “الضامن” التركي فيكتفي بالتضامن الإعلامي في الوقت الذي يواصل حرس حدوده استهداف وقتل السوريين الذين يحاولون الدخول خلسة إلى الأراضي التركية.

وارتفع تعداد النازحين من ريفي حلب وإدلب، منذ منتصف شهر يناير/كانون الثاني الفائت إلى أكثر من 350 ألف مدني، وباتت البلدات خاوية على من المدنيين باستثناء قلة قليلة ممن لم يتمكنوا من النزوح نظراً لحالتهم المادية المتردية. كما ارتفعت أعداد النازحين منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الفائت وحتى الآن، إلى نحو 790 ألف مدني ممن نزحوا من أرياف إدلب الجنوبية والشرقية والجنوبية الشرقية، بالإضافة لريف حلب الغربي