المأساة والكارثة الإنسانية تتفاقم مع ارتفاع أعداد النازحين إلى مليون و100 ألف.. والمرصد السوري يجدد مطالبه للمجتمع الدولي بالتدخل الفوري

58

تتواصل عمليات النزوح من مناطق متفرقة بالريفين الحلبي والإدلبي، على خلفية العمليات العسكرية المتواصلة لقوات النظام بإسناد جوي كثيف من قبل الطائرات الروسية، فعلى الرغم من الهدوء النسبي على محاور التماس من حيث الاشتباكات وتقدم قوات النظام خلال اليومين الفائتين، إلا أن القصف المتواصل جواً وبراً يدفع المدنيين لمواصلة نزوحهم في إطار السياسة الممنهجة للنظام السوري والروس لتهجير أهالي وسكان المناطق.

المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد تفاقم كبير في الكارثة الإنسانية التي يعايشها النازحون في مختلف المناطق ولا سيما في المخيمات عند الحدود السورية مع لواء اسكندرون والذين يفترشون العراء لاكتظاظ تلك المخيمات بالنازحين واكتظاظ القرى والبلدات والمدن أيضاً، فيما تقف المنظمات الإنسانية لا حول لها ولا قوة أمام الكم الهائل للنازحين والذي تخطى حاجز المليون و100 ألف نازح منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول الفائت، كما أن سوء الأحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير في فصل الشتاء زاد من المعاناة والكارثة للنازحين.

حيث أن الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون باتت هي الأخرى من ضمن العوامل التي تحصد أرواح السوريين، ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري فإن أكثر 9 نازحين جلهم من الأطفال فارقوا الحياة جراء تداعيات سوء الأحوال الجوية خلال الأيام الفائتة، وهم: أب وأم وطفليهما لقوا مصرعهم اختناقا داخل خيمتهم في مخيم “ضياء 3” بالقرب من بلدة “كلي” بريف إدلب، بسبب سوء وسيلة التدفئة المستخدمة، وطفل من خان شيخون توفي في مخيم الجزيرة للنازحين في مخيمات اطمة نتيجة البرد القارس، وطفلة من مهجرين حورية بالغوطة الشرقية توفيت في مركز إيواء غير مجهز قرب قرية معراتة غربي عفرين، وطفلان اثنان توفيا نتيجة البرد القارس في مخيم القطري في المناطق الحدودية في ريف اعزاز، وطفلة جراء احتراق خيمتها في مخيم الشيخ مصطفى قرب كفربني.

ومع اتساع رقعة النزوح وتفاقم الكارثة الإنسانية للمدنيين السوريين، فإن رد فعل المجتمع الدولي لا ترقى إلى مستوى الحدث، كما أن “الضامن” التركي يكتفي بالظهور الإعلامي فقط وبث التصريحات والتهديدات دون أن يفعل شيئا تعكس قوة تلك التهديدات على أرض الواقع، على الرغم من استقدام الأتراك لأكثر من 7000 جندي تركي وأكثر من 2350 شاحنة وآلية عسكرية منذ مطلع شهر شباط/فبراير الجاري، بل إن بعض السوريين النازحين تعرضوا للقتل على أيدي الجندرما التركية بينما يحاولون العبور إلى الأراضي التركية هربا من نيران النظام والغارات الروسية. وفي ظل نكث “الضامنان” التركي والروسي وعودهما فيما يتعلق بمنطقة “خفض التصعيد”، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالضغط على الطرفين لعدم تحميل المدنيين أعباء عملياتهما العسكرية وحماية المدنيين من الأوضاع الكارثية الناتجة عن تدخلهما العسكري في سوريا. كما يدعو المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الدولية المعنية بالتدخل لإنقاذ السوريين من ويلات النزوح والتداعيات التي ستفرضها المرحلة المقبلة في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها النازحون، ناهيك عن تدخل تلك المنظمات لضبط منظومة الدعم التي استشرى فيها الفساد ولم يعد ممكنا السيطرة عليه بسهولة، حتى يتم صرف ذلك الدعم في أوجه استحقاقه الطبيعية الحقيقية وليس من أجل سد حاجة الأقارب والأصدقاء والمعارف وأصحاب المحسوبية.