الوضع الإنساني في الشمال السوري.. مأساة وكارثة إنسانية تعجز مصطلحات اللغة عن وصفها.. واتفاقات إقليمية وتخاذل دولي أفضت لنزوح مليون و200 ألف مدني خلال شهر

56

لم تعد مصطلحات اللغة كافية لتصف هول المشهد الذي يعايشه المدني السوري يومياً بفعل العمليات العسكرية للنظام السوري وروسيا وبمباركة تركية، في ظل استمرار عمليات النزوح الجماعي بشكل كبير نحو المجهول، وسط اكتفاء المجتمع الدولي بالتنديد الإعلامي، ووفقاً لما رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفعت أعداد النازحين من إدلب منذ بدء الهجوم البري في 24 يناير/كانون الثاني إلى نحو 430 ألف مدني سوري، في حين ارتفع تعداد النازحين من حلب وإدلب منذ منتصف يناير/كانون الثاني إلى نحو 800 ألف مدني، في ظل استمرار العمليات العسكرية جوا وبرا، في حين ارتفع العدد الإجمالي منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول، إلى أكثر من مليون و200 ألف نازح من إدلب وحلب.

حيث أن عملية سيطرة قوات النظام بدعم روسي كامل على أكثر من 300 مدينة وبلدة وقرية ضمن ما يعرف بمنطقة “بوتين – أردوغان” في أقل من عام، جاءت على حساب دماء السوريين وتهجيرهم وتدمير ممتلكاته، إذ باتت تلك المناطق خاوية على عروشها ولم يتبقى فيها إلى قلة قليلة موالين لنظام بشار الأسد عادوا إليها بعد سيطرة قوات النظام عليها، في حين أن أهالي المناطق تلك نجدهم يفترشون العراء والخيام البدائية والأماكن التي لا تصلح للسكن في كل من الحدود السورية مع لواء اسكندرون ومناطق سيطرة الأتراك والفصائل في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي كاعزاز والباب وجرابلس ومنطقة عفرين.

أما الوضع الإنساني لهؤلاء النازحين فإنه يفوق حد الوصف، بقع جغرافية صغيرة تفيض بالنازحين والأطفال والنساء، تفقتر لأدنى مقومات العيش، الكثير منهم يباتون على حافة الطرق ويصنعون خيم حجرية وبلاستيكية بدائية، دون أي تحرك دولي جدي لإنقاذ هؤلاء من اتفاقيات بوتين – أردوغان التي جلبت الويل لأبناء الشعب السوري، مصير مجهول ينتظر ملايين السوريين ذنبهم الوحيد هو الوقوف في وجه الظلم ومعارضتهم لنظام بشار الأسد والمطالبة بالكرامة والعدالة والديمقراطية.