نداء لرأب الصدع بين السهل والجبل في الجنوب السوري

25

مايحدث اليوم في الجنوب السوري علي ايدٍ ملوثة بالدم والخطف في ظل الانفلات الأمني هو قمة الانسلاخ عن مصلحة الوطن وهموم المواطن من قبل اصحاب العقول والقلوب المريضة التي باعت مكارم الأخلاق والانتماء الوطني مقابل مكاسب ومنافع يتقاسمها اللصوص وقاطعي الطرق وداعميهم من كلا الجانبين السهل والجبل ويتساءل المواطنون العاديون البسطاء الشرفاء أين مصلحة الدولة في غض النظر عن هذا الفلتان وهل يعقل ان تترك تلك الصراعات العبثية لتقضي على الشعور بالأمان و بالحد الادنى لهيبة الدولة التي يدمرها هؤلاء المارقين وتمر تصرفاتهم. دون محاسبة او تدخل ؟؟

هل ستربح الدولة التي ينبغي ان تسعى الى لملمة جراح السوريين عبر تسع سنوات واعادة مد جسور المصالحة الوطنية واشاعة روح الانتماء والاستقرار الأمني من جديد وكيف لعاقلٍ ان يفهم سبب هذا الغياب المتعمدوترك الفوضى تعم ارجاء الجنوب الغالي مخزن القمح والعنب والتفاح فضلاً عن رجاله الذين قادوا معارك الاستقلال ومنعوا التقسيم !

نحن اليوم في امس الحاجة لرأب الصدع بين السهل والجبل بعلاج جذري لحالة الفلتان الأمني وتفعيل دور القضاء وعلى الشرفاء من المحافظتين اخذ زمام المبادرة لاعادة الهدوء ومنح الفرصة لاعادة اعمار النفوس أولاً قبل اعادة الاعمار وللتاريخ والواقع على عقلاء سورية ان يفهموا ان الدولة التي تنتصر على الاٍرهاب الخارجي سيكون نصرها منقوصاً اذا لم تنتصر على ارهاب ذئاب داخلية منفلتة من كل القيم تنهش لحم البشر وتعربد خارج القانون على ظهر سيارات بلا لوحات وتحمل سلاحاً فتاكاً محمياً من مراكز قوى تراه ضرورياً لموازنةسلاح آخرحمله الشرفاء لمواجهة دواعش الداخل اولاً وبعده فقست داعش اليرموك وسخروا سلاحهم فقط للدفاع عن الارض والعرض وحماية الناس ما استطاعوا اليه سبيلًا

وفي مقاربة معكوسة لنظرية الامن وممارسات مراكز القوى تلك اصبحت لاترى الوطن الا من فتحات جيوبها ومنافع امتيازاتها ضمن قناعات زائفة وفهماً قاصراً بأنها تمارس دوراً نافعاً للدولة وأمنها وحقيقة الامر ليس إلا انتقاماً هداماً لوحدة النسيج الوطني ! وتاخيراً وعرقلة للسلام الاهلي والمصالحة الوطنية

كيف لهذا المواطن المحتاج لفرصة عمل تقيه شر التسول والجوع ان يحارب كورونا اوغيرها وينتصر ! من اين تأتيه المناعة وهو غير امن على نفسه وماله (ان وجد) وهواسمياً تحت سلطة الدولة ؟؟وتحسبه موالٍ لها ويشد أزرها !

معادلة بسيطة الحل اذا كان الحل مطلوباً.

الكاتب: زياد ابوحمدان

المصدر: المرصد السوري