آلاف النازحين السوريين داخلياً يعودون إلى بيوتهم في أرياف حماة وإدلب

12

أثمر التحرك الرئاسي التركي والروسي يوم الاثنين في سوتشي، عن ملامح حل مأساة عشرات آلاف العائلات السورية النازحة داخلياً في محيط محافظة ادلب، حيث رصد ناشطون ميدانيون بدء عودة المدنيين النازحين من مدن الشمال الغربي السوري باتجاه ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وحسب مصدر مدني مسؤول فضل حجب هويته لـ«القدس العربي»، فإن نحو 4000 شخص من نازحي ارياف ادلب وحماة كانوا موجودين في مدينة معرة النعمان عادوا الى بلداتهم خلال الـ84 ساعة الفائتة، حيث قال المصدر ان «نحو 7 بالمئة من عموم النازحين البالغ عددهم منذ بدء الحملة على المنطقة نحو 85 ألف مدني معظمهم لجأ الى مدينة معرة النعمان، عادوا الى بيوتهم» مشيراً الى ان النسبة العظمى لم تتحرك بسبب استمرار قصف النظام السوري بالمدفعية على ريف ادلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، حيث قصف النظام السوري امس الأربعاء بلدتي التمانعة في ريف ادلب، واللطامنة في ريف حماة بالمدفعية الثقيلة.
واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد عودة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم في الريفين الحموي والإدلبي، والذين نزحوا منها في الآونة الأخيرة خلال تصاعد عمليات القصف الجوي والصاروخي من قبل الطائرات الروسية وطائرات النظام وقواتها، مشيراً الى ان حركة عودة النازحين جاءت بعد الاتفاق الذي جرى يوم أمس الأول بين الروس والأتراك وانتهاء خطر العملية العسكرية التي كانت قوات النظام تتحضر لها، حيث قال المصدر «ان مئات العائلات منذ يوم أمس الأول حتى اللحظة عادوا إلى بلداتهم وقراهم في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، فيما يشكل القسم الأكبر من العائدين من أبناء منطقة قلعة المضيق وما حولها في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي» مقدراً عددهم بنحو 7000 شخص، كانوا قد فروا بوقت سابق إلى مناطق مجاورة وإلى مناطق واقعة على الحدود مع لواء اسكندرون، خوفاً من العملية العسكرية التي كانت قوات النظام تتحضر لها، لافتا الى ان «بدء عودة النازحين بدأت بشكل تدريجي منذ توقف القصف الجوي للطائرات الروسية وطائرات النظام بعد ظهر يوم الاثنين العاشر من الشهر الجاري».

هدوء ومباراة كرة

وحسب الوكالة الألمانية (د. ب. أ) تشهد جبهات محافظتي ادلب وحماة في سوريا لليوم الثاني على التوالي هدوء تاماً على جميع المحاور حيث لم يتم تسجيل أي عمليات عسكرية بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة. وقال قائد ميداني يقاتل إلى جانب القوات الحكومية:» لم تشهد جميع الجبهات الممتدة من ريف حماة الشمالي الى جبهات ريف ادلب الغربي أي عمليات عسكرية على الاطلاق منذ صباح يوم الأحد الماضي وحتى الآن، رغم بقاء كل تلك القوات في مراكز تجمعها ، ولم يصدر اي قرار من قيادة الجيش السوري بالتحرك والانتقال من تلك الجبهات». وأكد القائد على «عدم تنفيذ الطيران الحربي السوري والروسي اي طلعات في تلك المناطق».
ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمباراة لكرة القدم اقيمت في بلد كفرنبل غرب مدينة معرة النعمان بريف ادلب الجنوبي الشرقي في اشارة الى تنفيذ الاتفاق الروسي التركي. ورحب النظام بالاتفاق الذي حصل بين روسيا وتركيا حول محافظة ادلب والقاضي بإيجاد منطقة منزوعة السلاح بين الحكومة السورية والمعارضة تحت إشراف روسي تركي. وقال مصدر في الخارجية السورية أمس الثلاثاء إن :»هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين». من جهتهم تظاهر عشرات النازحين الثلاثاء في مخيم قرب الحدود التركية للترحيب بالاتفاق الروسي التركي. ورفعوا لافتات كتب عليها «نحن أصحاب حق وحقنا العودة – ريف حماة الشمالي اللطامنة» و»راجعين بإذن الله» و»شكراً لاخوتنا الأتراك – أهالي مدينة اللطامنة». وطالب نازحون بضمانات للعودة إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

مناوشات في ريف حلب

وتصدت فصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تشكيل «الجبهة الوطنية للتحرير» لمحاولة تقدم قوات النظام السوري غرب مدينة حلب شمالي سوريا، وجرى قصف متبادل من الطرفين، وفق تصريحات صحافية أدلى بها القيادي في «الجبهة الوطنية» النقيب عبد السلام عبد الرزاق أكد خلالها ان قوات النظام حاولت التقدم إلى قرية الشيخ عقيل من بلدتي نبل والزهراء، حيث دارت اشتباكات معهم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفها.
وأضاف عبد الرزاق في تصريحاته ان استهداف مواقع قوات النظام في حيي الراموسة والزهراء والأكاديمية العسكرية غربي مدينة حلب، بالمدفعية، جاء رداً على قصفها مواقع المعارضة في منطقة البحوث العلمية وحي الراشدين وقريتي المنصورة والشيخ عقيل. وبحسب وكالة «سمارت» فقد سقطت قذائف مدفعية عدة في حي حلب الجديدة مصدرها الفصائل العسكرية في حي الراشدين، دون تسجيل إصابات بين المدنيين، حيث تجري الاشتباكات بشكل متقطع بين فصائل الجيش الحر وقوات النظام السوري غربي حلب، ويجري قصف متبادل بينهما أسفر في معظم الأحيان عن سقوط قتلى وجرحى.

المصدر: القدس العربي