«أحرار الشام «توافق على الاندماج ضمن جسم عسكري جديد لإنقاذ الغوطة الشرقية بعد دعوات لتشكيل جيش موحد
بسبب مساعي النظام الحثيثة في اختراق الغوطة الشرقية، وقضم المدن والبلدات التي تشكل معقل المعارضة السورية على تخوم العاصمة، ضمن سياسة الأرض المحروقة، أصدرت الهيئة العامة في ريف دمشق الشرقي المحاصر والتي تضم وجهاء ومثقفي وناشطي المنطقة، بيانا يمهلون فيه فصائل المعارضة العاملة في المنطقة بالانطواء تحت راية واحدة وتشكيل جسم عسكري باسم «جيش الإنقاذ الوطني».
أصدرت حركة «أحرار الشام الإسلامية» العاملة في ريف دمشق بياناً خطياً سلمته إلى الهيئة العامة، بينت خلاله موافقتها على الاندماج ضمن «جيش الإنقاذ الوطني» والقبول بشروط الهيئة، فيما أبلغ كل من «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن» الهيئة بالموافقة الشفهية، بانتظار الخطية منها حتى يوم الأحد المقبل.
وقال الناشط السوري علاء الأحمد من ريف دمشق المحاصر في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان الشرذمة التي آلت إليها الغوطة الشرقية بريف دمشق من جانب الفصائل العسكرية، وبسبب شدة التناحر فيما بينهم، كان لا بد من إصدار قرار يوقف ما صفها بـ «المهزلة» وخاصة بعد تقدم قوات النظام السوري بمساندة الميليشيات الطائفية وسيطرتهم على رقعة كبيرة من أراضي الغوطة، وتمكن القوات المهاجمة من فرض نفوذها على أهم قطاع في المنطقة «قطاع المرج» والذي يمثل سلتها الغذائية.
وأضاف: الهيئة العامة قامت بتسليم الفصائل كتب خطية تتضمن المبادرة وآلية العمل فيها، ضمن خطة زمنية لا تتجاوز الخمسة أيام، مشروطة باستلام الإجابة منهم في اليوم السادس حصراً.
وبيّن المتحدث الأهداف التي تأمل الهيئة أن تصل لها والتي تتلخص في تسمية رئيس مجلس للقيادة العامة في الغوطة الشرقية عن طريق الانتخابات، وتسمية قائد عسكري للجيش منتخباً من قبل الفصائل الثورية، والتوافق على تسمية الجيش بـ«جيش انقاذ الغوطة الوطني»، وأخيراً اندماج الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية ضمن جيش واحد بقيادة جديدة، تؤول إليه الأسلحة والمقرات والإمكانيات المادية والبشرية كافة، يحمل علم الثورة ويتبنى أهدافها ويعمل على تحقيقها.
وذهب الناشط رامي الدمشقي في تصريح لـ«القدس العربي» إلى القول ان الجسم العسكري الجديد سيتكون حسب مصادر عسكرية من هيئة سياسية مدنية واحدة تضم شخصيات فاعلة يقدر عددهم بـ 20 عضواً، ومجلس الشورى العسكري، ويضم 20 شخصية عسكرية، وهيئة أركان وتتألف من عشرة أعضاء، إضافة إلى مرجعية شرعية واحدة، من المقرر أن تضم ثماني شخصيات، حيث يتم تشكيل المكونات الأربعة السابق ذكرها وفق نسب تعادل 40 ٪ لـ«جيش الإسلام»، ومثلها لـ»فيلق الرحمن»، فيما تقدر نسبة «حركة احرار الشام الإسلامية» بـ 10 بالمئة، ومثلها لتشكيل «فجر الأمة».
وأشار المتحدث إلى ان ما تبقى من الفصائل غير المذكورة ستندمج ضمن أحد الفصائل المذكورة، حيث وافق كل من «جيش الرحمن» و«فيلق الرحمن» و»فجر الامة» على البيان شفهياً، فيما قدمت «حركة أحرار الشام» الموافقة كتابياً، وأصدرت الهيئة بياناً دعت فيه الفصائل إلى تقديم الموافقة عن طريق كتب خطية يوم الأحد.
أما الناشط الميداني صفوان السيد، فرأى بدوره وجود مصاعب حقيقية داخل الغوطة الشرقية ما زالت تشكل درعاً مضاداً لتوحد فصائل المعارضة السورية في جسم عسكري واحد، وأهمها حالة التجييش المتبادلة بين الفصائل وتبني كل طرف لروايته الخاصة، ودحض رواية الآخرين، بالإضافة إلى عملية الاعتقال المتبادلة، والخلافات السابقة التي لم يتم التوافق على حلها حتى الساعة.
ونوه إلى أن مدينة «سقبا» في الغوطة الشرقية شهدت الأربعاء، شجاراً بين أبناء المدينة الواحدة، اثنان منهم ينتمون إلى «جيش الإسلام» مع اربعة ينتمون إلى «فيلق الرحمن»، مشيراً إلى أن الخلاف كان شخصياً وبسيطاً ولكن سرعان ما تحول إلى صراع دموي، انتهى بقيام المقاتلين التابعين لـ«جيش الإسلام» بقتل اثنين من مقاتلي مدينته التابعين لـ«فيلق الرحمن». واستطرد السيد، عقب مقتل الفردين، بدأ «فيلق الرحمن» بتنفيذ حملة اعتقالات ضد عناصر من «جيش الإسلام» في مدينة سقبا، واصفاً الأحداث بالـ «مؤشرات على ان جميع الأطراف قريبة وميالة للخلافات وبعيدة عن الصلح وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الفصائلية»، حسب وصفه.
المصدر : القدس العربي