أحمد الجربا:: نريد سوريا دولة ديمقراطية

20

في البداية لا بد أن نحيي أهلنا السوريين في الداخل , الذين أعادوا وفي كل مكان التظاهرات السلمية والحراك الثوري , بعد إعلان الهدنة ..فكانوا واستمروا الشعب الحي الثائر الذي يرفض الاستبداد , ويؤكد أن الثورة مستمرة ..

السلام عليكم

على مرمى طائرة ودبابة من مأساتنا السورية المتناسلة خراباً وحروباً بالأصالة والوكالة، يقف مستقبل بلد محفوف بكل أنواع الخطر … خطر على أرواح الاهل في الداخل ، وحياة المشردين في الأرض خطر على الثورة والدماء التي بذلت …خطر على وحدة البلاد ومصيرها.

وأقول صراحة, إذا كان اصطلح على وصف جريمة ال 48   في فلسطين بالنكبة فإن ما يحصل في سوريا هو النكبة الكبرى …

وأمام هذا الواقع المشبع بالتحديات وهول المجازر لم تعد تنفع أنصاف الحلول , ولا الخطوات الكلاسيكية المستهلكة أو التجمعات الآنية التي تنتهي قبل أن تولد .

من هنا كان قرارنا تيار الغد  .  لأننا نؤمن بأن الغد يجب ألا يكون كالأمس , ولأننا على قناعة بأن قدر السوريين يُصنَع بأيديهم التي تساندها أيدي الأشقاء والأصدقاء …لاالعكس.

إن واقعنا المحفوف والمفتوح على أزمات معقدة خطرة كان المفتاح الذي دفعنا إلى إطلاق تيارنا متجاوزين خطوط التماس الوهمية التي أُريد لها أن تقسم جمعنا وتشتت الصفوف. نعم نحن عرب و كورد ,تركمان وآشوريون , مسيحيون ومسلمون , سنة و علويون ودروز واسماعيليون , وقبل ذلك وبعده سوريون…

نطلق من هنا الصوت عالياً ونقول  : قضيتنا سنحسمها بقرارنا الحر الواحد الذي يحمي التنوع والتعددية من أجل سوريا التي تتسع لأحلام الجميع وحتى لمغامراتهم .

 إن سوريا التي نريدها هي دولة على مقاس أحلام أبنائها لا بقياس كوابيس السلطان ومرتزقته , وغيرهم ممن جاؤوا من كل أفجاج الأرض.

سوريا التي نريدها هي التي نعمل لها ونراها : دولة سيدة مدنية حرة تراعي التنوع والتعددية , وتحترم الاختلاف ، بل تشجعه .

دولة ديمقراطية تلتزم دستوراً يصوغه شعبها على أرضها …

دولة اللامركزية الموسعة التي تعتبر وحدة الجغرافيا نتاجٌ لاحترام التعددية , والتزام شروطها و متطلباتها …

هذه الأمور لم تعد قابلة للبحث لأنها ثوابت وبديهيات للعيش في عالم الغد .

إن المراهنات على دولة طائفية أو عرقية ضيقة ,,أو نظام شمولي باسم الحزب أو الدين لم تعد من مفردات العصر , ولا من مستخرجات العمل السياسي الذي يمكن أن ينهي نكبة سوريا… ولا هو من الأمور التي انطبعت في ذهن السوريين يوم خرجوا منادين بالحرية والوحدة .

وعليه فإن المطالب بأي من الأمور المخالفة لمطلب الثورة الجوهري , هو معتدٍ على كل سوريّة وسوري …  ومشارك بدمهم المسفوك في جريمة العصر الموصوفة .

وهنا نقول أننا كتيار نؤمن بكل وضوح وجرأة بالحل السياسي المستند إلى مبادئ جنيف -1-  ومندرجاته مرتكزين الى مستخلصات مؤتمر القاهرة …

ولكننا لن نسقط البندقية أو نؤخر ترتيبها قبل إنجاز الحل الذي نحذر من تلاعب النظام به وتمييعه .

إن غدنا الذي نريده هو الغد المتصالح مع سوريا الثورة … مع العالم الحر والأصدقاء في العالم وما أكثرهم … وقبل ذلك مع المحيط العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية , ودولة الإمارات العربية وجمهورية مصر العربية

التي نخص مشيرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكر خاص على رعايته للقضية السورية واستضافته لمؤتمر القاهرة , وحسن استضافته لجمعنا هذا .

  ولن يفوتني هنا التنويه إلى وشائج الأخوة ومعموديات الدم والملح التي تجمعنا بأهلنا الكورد خارج حدود الجغرافيا السورية ,والتي ارتسمت تاريخيا وتجسدت بأبهى صورها في العلاقة مع الأخ والصديق الرئيس مسعود البارزاني الذي نخصه بتحية مستحقة عما قام ويقوم به لصالح قضية شعبنا .

إنه الغد الذي يواجه ظلامية الإرهاب الذي يمارسه النظام ومرتزقته وزبانيته ورعاتهم الاقليميين بنفس القوة التي يواجه بها التكفير والتطرف المتمثل بداعش وأخواتها , والرعاة والمحرضين والممولين .

ونقول بوضوح أن مواجهتها تبدأ من الموقف , وتمر بالعمل السياسي الداخلي والإقليمي والدولي , ونترجمها في الميدان الذي لم نتركه  , وسيتصاعد عملنا فيه في قادم الأيام التي ستحمل البشائر … ونترك للأرض الكلمة الفصل .

ولمن يتساءل لماذا تيار الغد اليوم ؟ نقول : أصبتم … لأننا تأخرنا فعلاً ,, ولكننا لم نفوت الفرصة ولا البوصلة الوطنية …  وليكن تيارنا هدية العيد الخامس لثورة شعبنا الذي عانى ما عاناه من قتل وتشرد ضاق العالم عن حمله .

نحنُ الشـبابْ لنا الغـدُ و مـجـدُهُ المُـخَـلَّـدُ

نحـنُ الشـبابْ

شـعارُنا على الزّمَـنْ عاشَ الوطنْ،عاشَ الوطنْ

بِعنا لـهُ يـومَ المِحَـنْ أرواحَـنـا بِـلا ثـمـنْ

عهدٌ علينا ..ووعد .. أن غدنا لن يشابه أمسنا , واليوم ويدنا ممدودة

للجميع وأبوابنا مفتوحة كقلوبنا وإن الغد لناظره قريب .

أحمد عوينان الجربا

تيار الغد السوري