أحياء حلب الشرقية تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والمرصد السوري يدعو لإنقاذها قبل أن تصبح غوطة شرقية ثانية
لا يزال الطريق الوحيد الذي يربط بين الأحياء الشرقية من مدينة حلب، والتي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية مقطوعاً، بعد تمكن قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من الجنسيات السورية والعربية والعراقية واللبنانية والإيرانية والآسيوية من السيطرة البشرية على طريق الكاستيلو، في الـ 17 من شهر تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2016، عقب تمكنها في مطلع الشهر الجاري من رصد الطريق نارياً بعد التقدم في مزارع الملاح الجنوبية والوصول حينها لكتلة الجامع.
وقد رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان الوضع الإنساني والمعيشي داخل الأحياء الشرقية من مدينة حلب، حيث شهدت هذه الأحياء انخفاضاً حاداً في المواد الغذائية والتموينية ومادة الخبز، وانعدام مادة الحليب والخضروات والفواكه، بالإضافة لنقس حاد في الوقود، فيما ارتفعت أسعار المتوفر من المواد الغذائية والمحروقات والسكر، التي لا تزال متواجدة في السوق، وسط ضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، وهذا الارتفاع في الأسعار والنقص الحاد في المواد المتوفرة، وصل إلى المودا الطبية، التي تشهد المدينة نقصاً حاداً في الأنواع والكميات المتوفرة، كما جاء النقص الحاد ف الأدوية مع توقف كثير من المشافي عن العمل بعد استهداف بعضها، وخوفاً من استهداف مشافي أخرى.
في حين عمدت طائرات النظام المروحية صباح اليوم إلى إلقاء وجبات طعام صغيرة وحفاضات للأطفال، على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بعد أن دمرت هذه الطائرات المروحية أحياء مدينة حلب، عبر قصفها المكثف بالبراميل المتفجرة لأحياء مدينة حلب، والتي خلفت آلاف الشهداء وآلاف الجرحى، وترافق إلقاء الوجبات، إلقاءها لمنشورات تحدثت عن فتح 4 معابر إنسانية بين الأحياء الشرقية لمدينة حلب، والأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام في المدينة.
إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان ندعو المجتمع الدولي ومبعوثه الدولي السيد ستيفان ديمستورا، للتحرك الفوري والعاجل، لوقف هذا الحصار على أحياء مدينة حلب، والذي سيجلب مزيداً من الموت لهذه الأحياء التي حاصرتها قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية، وحتى لا تتحول الأحياء الشرقية في مدينة حلب، إلى غوطة شرقية ثانية ومضايا ثانية وحولة ثانية، ويستمر فيها الموت جوعاً ومرضاً بعد أن ذاقت لسنوات، الموت بالبراميل والقذائف والصواريخ وغيرها من أنواع الموت التي حامت حولها وضربتها، كما ندعو لتحويل ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية من أجل تحقيق العدالة، وليعاقب القتلة وآمريهم ومحرضيهم على ما اقترفوه من جرائم بحق أبناء الشعب السوري.