أردوغان يشن حملة إعلامية متصاعدة ضد أكراد سوريا

7

دمشق – يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملته الإعلامية ضد أكراد سوريا، حيث أبدى الاثنين تصميما على “التخلص” منهم إذا لم يرغمهم الأميركيون على الانسحاب من شرق الفرات.

ويأتي هذا التهديد الجديد لأردوغان بعد ثلاثة أيام من محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب وافق خلالها الرجلان، وفق ما أعلنته الرئاسة التركية، على التعاون بشكل “أكثر فاعلية” في شمال سوريا.

وجرت المحادثة الهاتفية الجمعة بعيد إعلان أردوغان الأربعاء إطلاق عملية جديدة “في الأيام المقبلة” ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرق الفرات في شمال سوريا.

وتدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردي، حيث تعتبرها حليفا موثوقا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، وأيضا في الحيلولة دون سيطرة إيران على طول الحدود السورية العراقية. وفي المقابل ترى تركيا أن هذا الدعم يستهدف أمنها متهمة الوحدات بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقود ضدها تمردا منذ ثمانينات القرن الماضي.

وجدد أردوغان الاثنين تهديداته رغم تحذيرات واشنطن. وقال في كلمة ألقاها في مدينة قونية “لقد تحدثت إلى ترامب. على الإرهابيين الانسحاب من شرق الفرات وإذا لم يرحلوا فسنتخلص منهم”.

وأشار الرئيس التركي “يمكننا أن نبدأ عملياتنا في الأراضي السورية في أي وقت وفقا لخطتنا الخاصة والدخول إلى أراضيها من المناطق التي نراها مناسبة على طول الخط الحدودي الذي يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وبشكل لا يلحق ضررا بالجنود الأميركيين”.

وأوضح أردوغان أنّ الجيش التركي دفن الإرهابيين في الحفر التي حفروها في سوريا والعراق وفي جنوب شرقي تركيا قائلا “لقد دفنا الإرهابيين في الحفر التي حفروها لنا، حققنا ذلك في عفرين من خلال عملية غصن الزيتون، وكذلك في سنجار، ودفناهم في جنوب شرقي تركيا وسنواصل دفنهم”.

وأضاف أن وحدات حماية الشعب “تشكل مصدر قلق بالنسبة إلينا مع ممرهم الإرهابي”. ورغم الوعيد، بدا أن أردوغان يترك الباب مواربا أمام حل وسط محتمل مع الولايات المتحدة البلد الشريك في حلف شمال الأطلسي. وقال “لأننا شركاء استراتيجيون، يجب أن نقوم بما هو ضروري” مع التكرار أن الهجوم التركي المحتمل يمكن أن يبدأ “في أي وقت”.

وارتفعت حدة التوتر خلال الأسابيع الماضية بعدما أقامت الولايات المتحدة مراكز مراقبة في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا لمنع الاحتكاك بين القوات التركية والكردية، معلنة توجهها لتأسيس قوة يتراوح قوامها بين 35 و40 ألف مقاتل شرق نهر الفرات، لضمان سيطرة دائمة على المنطقة.

وأثار هذا التوجه حفيظة تركيا التي اعتبرت هذه الخطوة محاولة أميركية لحماية وحدات حماية الشعب الكردية. وصرح وزير الداخلية التركي في وقت سابق الاثنين خلال زيارة لباكستان أن الولايات المتحدة تحاول محاصرة بلاده من خلال المقاتلين الأكراد.

وقال سليمان صويلو إن “الولايات المتحدة  الأميركية حاولت تطويق تركيا بشمال العراق، ومن ثم في مدينة عفرين (شمالي سوريا)، والآن تحاول تطويقنا في شرق الفرات (شمال شرقي سوريا)، وتركيا لم ولن تسمح بذلك”.

ويرى مراقبون أنه رغم حملة التهديد والوعيد بيد أن هناك محاذير كثيرة تقف في وجه خطط تركيا للقيام بعملية عسكرية شرق الفرات، خاصة في حال لم تتمكن من إقناع واشنطن بصوابية شنها لهذه العملية.

وزعم أردوغان الاثنين بأنه تلقى ردودا إيجابية من الرئيس دونالد ترامب بخصوص شن عملية عسكرية في المنطقة. وفي المقابل فإن الواقع على الأرض يبدو مخالفا خاصة في ظل ورود أنباء عن استقدام التحالف الدولي لتعزيزات إلى شرق الفرات. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، يستقدم معدات عسكرية ولوجيستية ووقودا إلى قواعده في الشمال السوري ضمن منطقة شرق الفرات.

ونقل المرصد عن مصادر، وصفها بأنها موثوقة، أن قوات التحالف الدولي أدخلت 150 شاحنة، حملت وقودا لطائرات التحالف الدولي وعربات الهمر والعربات المتواجدة لدى قوات التحالف وفي قواعدها العسكرية، إضافة إلى معدات عسكرية ولوجستية، ضمن عملية تعزيز تواجدها والاستمرار في إمداد قواتها ضمن هذه القواعد. وسبق وأن صرحت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأن أي عملية عسكرية أحادية الجانب في شمال شرق سوريا ستكون سبب “قلق بالغ” و”غير مقبولة”.

وكشفت المعارضة السورية عن تلقيها لتحذيرات من مسؤولين أميركيين من مغبة الانجرار خلف أي عملية عسكرية تركية في شرق الفرات. وحسب رسالة أميركية وصلت إلى كل من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة و”الجيش السوري الحر”، فإن العناصر التي ستشارك في أي عملية تركية شرق الفرات ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الجيش الأميركي.

وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردي وهي الذراع العسكرية للاتحاد الديمقراطي على مساحة تزيد عن 45 ألف كلم مربع من سوريا، تبدأ من ضفاف نهر الفرات حتى الحدود العراقية شمال شرقي البلاد، وتشكل نحو 480 كلم من حدود بلاد مع تركيا، من إجمالي 911 كلم.

وتضم الوحدات الكردية إلى نطاق سيطرتها أكبر حقول ومنشآت النفط والغاز في سوريا، علاوة عن 60 بالمئة من الأراضي الزراعية وأكبر موارد المياه وسدود توليد الكهرباء.