أزمة المحروقات في البوكمال تُلقي بظلالها على السكان مع اقتراب فصل الشتاء
تعيش مدينة البوكمال والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية أزمة خانقة في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وانعدام توفرها بشكل منتظم، مما يزيد من صعوبة تأمين وسائل التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء. ويواجه السكان ضغوطاً كبيرة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المدينة.
ويعد تأمين المازوت للتدفئة من أبرز التحديات التي يواجهها سكان البوكمال، حيث ارتفع سعر الليتر الواحد إلى 8000 ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة العديد من الأسر، حتى المخصصات المحدودة التي تُوزع عبر البطاقة الذكية، والتي لا تتجاوز 50 ليتراً لكل أسرة خلال الشتاء، لا تفي بالغرض، ما يدفع السكان للاعتماد بشكل رئيسي على السوق السوداء.
وفي ظل انعدام المحروقات في المحطات الرسمية، يعتمد السكان على المازوت المهرب من مناطق قوات سوريا الديمقراطية عبر شبكات تهريب تسيطر عليها الميليشيات. إلا أن ارتفاع تكلفة التهريب أدى إلى رفع الأسعار في السوق السوداء بشكل كبير، مما يزيد من معاناة المواطنين.
كما أن التوترات بين الميليشيات الإيرانية وقوات سوريا الديمقراطية زادت من تعقيد الوضع، حيث أدى تشديد الإجراءات الأمنية على مناطق التهريب إلى رفع تكلفة المحروقات، لتصبح خارج متناول الكثيرين.
ومع غياب المازوت، يلجأ السكان إلى بدائل مثل الحطب، الذي يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منه بين 2500 و3000 ليرة سورية، ورغم ذلك، يرى الكثيرون هذه البدائل مكلفة، مما يدفعهم إلى استخدام وسائل أخرى تنطوي على مخاطر صحية، مثل حرق الإطارات أو الملابس البالية.
وتفرض الميليشيات إتاوات شهرية على بائعي المازوت الحر تصل إلى 200 ألف ليرة سورية، ما يزيد من صعوبة استمرارهم في العمل، في وقت يعتمد فيه السكان على هذا المصدر لتأمين المحروقات، ومع اقتراب فصل الشتاء، تبدو الأزمة مرشحة للتفاقم وسط غياب حلول حكومية أو دعم من المنظمات، مما يترك السكان في مواجهة مع برد الشتاء القادم وارتفاع الأسعار دون أفق لتحسن قريب.