أصحاب مشاريع زراعية في ريف إدلب يستغلون الفقر ويدفعون بالأطفال للعمل قرب خطوط التماس مع قوات النظام
تعيش آلاف العائلات في مخيمات ضمن مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام والفصائل، دون وجود أدنى مقومات الحياة.
ومع سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال العملية العسكرية الأخيرة على مناطق واسعة من الأراضي الزراعية في أرياف حلب وإدلب وحماة، حرم تلك العائلات من مصدر رزقها وأصبحت مشاريعهم الزراعية ضمن مناطق نفوذ النظام.
ويقبع في المخيمات آلاف الشباب عاطلون عن العمل، بينما يعمل بعضهم بأعمال خطيرة تحت مرمى قناصة قوات النظام وأسلحته الثقيلة، بأجور منخفضة تصل إلى 500 ليرة سورية في الساعة الواحدة، لا تكفي احتياجاتهم اليومية
يستغل فقرهم أصحاب الأراضي الزراعية الذين بقيت أراضيهم قرب خطوط التماس مع قوات النظام، في المنطقة الواقعة من غرب مدينة سراقب شمالا حتى الحدود الإدارية مع محافظة حلب.
ويقول أحد النازحين شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان، يأتي إلى المخيمات رجال يطلبون ورش للعمل في الأراضي الزراعية.
وخلال موسم الحصاد طلب أحد المزارعين 40 عاملا لحصاد أرضه الواقعة شرق بلدة معارة النعسان، وأثناء وصول العمال إلى المنطقة قال لهم صاحب الأرض بأنه اتفق مع قوات النظام على حصادها.
وعند الاقتراب أكثر وجدوا جثث لعناصر الفصائل ملقاة قرب مكان العمل لم يتمكن عناصر الفصائل من سحبها.
وأثناء العمل تعرض العمال لإطلاق نار مكثف من قوات النظام المتواجدة عند السواتر الترابية على بعد لا يتجاوز 200 متر عن مكان عملهم، وتمكن العمال من الهرب بعد أن قتل أحدهم برصاص قناصة.
وتتجاهل الجهات المسؤولة عن هذه التصرفات التي تعرض حياة العمال من الأطفال والكبار لخطر القتل أو الأسر، واستغلال أصحاب الأراضي الزراعية لفقرهم وتشردهم.
ويقول نازح آخر من ريف إدلب إلى مخيمات سرمدا، أثناء موسم الحصاد جاء إلى مخيمهم صاحب مشروع زراعي وطلب منهم أن يذهبوا معه لحصاد مشروع البطاطا بالقرب من مدينة سرمدا مقابل 250 ليرة سورية، للساعة الواحدة، حيث أرسل سكان المخيم أبنائهم للعمل معه، في حين أخذ هؤلاء إلى منطقة أخرى لم يتفق مع العمال عليها، حيث اتجه إلى أطراف مدينة سراقب، بالقرب من النقاط العسكرية لقوات النظام، وحذرهم من التحركات لخطورة المكان، وهنا رفض قسم من العمال الذهاب معه، وغالبيتهم من الأطفال الذين بدأو بالبكاء، وطالبوا صاحب الأرض بإخراجهم من المنطقة وإعادتهم إلى مخيماتهم.