أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، الأربعاء، مصرع 96 طفلًا، وإصابة 223 آخرين، شرقي مدينة حلب (شمال سوريا)، منذ الجمعة الماضي. وقال مساعد المدير العام لـ “يونيسيف” جاستن فورسيث، في بيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة على شبكة الانترنت، إن “تزايد أعداد القتلى من الأطفال، التي وصلت 96 حالة، تكشف عن الكابوس الذي يعيشه أطفال حلب، لاسيما في ظل الاعتداءات الأخيرة، التي أسفرت أيضًا عن إصابة 223 طفلًا بجروح متفاوتة الخطورة”. وأضاف: “لا توجد كلمات تعبر عن المعاناة الحقيقية، التي يعيشها أطفال حلب”. ويعاني النظام الصحي الراهن في حلب الشرقية، التي تسيطر عليها فصائل معارضة، من تدهور شديد، حيث يشرف 30 طبيبًا فقط على الحالات الإسعافية المتزايدة يومًا بعد يوم، وسط ندرة المعدات الطبية والمستلزمات اللازمة. وعن الاعتداءات على الأطفال، لفت “فورسيث”، إلى أنه “لا يوجد أي مبررات لهذا التجاهل السافر للحياة البشرية، فهو بالتأكيد أسوأ ما رأت أعيننا”. ونقل بيان “يونيسيف”، عن أحد الأطباء العاملين، في تلك المناطق، القول،: يواجه أطفال حلب احتمالات ضعيفة للبقاء على قيد الحياة، حيث يموت الكثير منهم بشكل يومي بسبب قلة الإمدادات، وضعف الإمكانيات الصحية. وفي 19 سبتمبر الجاري، تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأمريكا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة، للأناضول، أن القصف استهدف أيضاً مركزاً للهلال الأحمر السوري ببلدة “أورم الكبرى”، بريف حلب الغربي، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية. وفي وقت سابق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقره لندن، إلى أن القصف كان مشتركاً، وبدأ بقصف مروحي للنظام تلاه قصف جوي روسي، وأدى إلى مقتل 12 من بينهم مسؤول بمنظمة الهلال الأحمر، وإصابة 18 شخصاً آخر. واستهدفت ضربات جوية، فجر الأربعاء، أكبر مستشفيين، شرقي حلب، ما تسبب في خسائر مادية وإصابات، وفق مصادر سورية معارضة. وتشن قوات النظام والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة تسببت بمقتل وإصابة المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال، منذ إعلان النظام انتهاء الهدنة في 19 سبتمبر الجاري (توصلت لها واشنطن وموسكو)، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام. ويعتقد أن حوالي 300 ألف مدني محاصرون في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من حلب، حيث أسفر القصف المكثف من جانب قوات النظام وحلفائها عن مقتل المئات منذ انهيار وقف إطلاق النار.

29
طبيب: الركام سقط على المرضى فى غرفة العناية المركزة.. 6 قتلى فى قصف مدفعى طال طابورا لتوزيع الخبز
واصل الجيش السورى وحلفاؤه، أمس، هجوما بريا تدعمه روسيا لاستعادة السيطرة على مدينة حلب شمالى البلاد، حيث دارت معارك على عدت جبهات فى المدينة، فيما توقف العمل فى أكبر مستشفيين شرقى المدينة بعد أن اصابتهما غارات جوية بشكل مباشر.

وذكر مسئول كبير بالمعارضة إن «القوات الموالية للحكومة تحتشد استعدادا فيما يبدو للمزيد من الهجمات البرية على مناطق بوسط حلب»، المقسمة إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وأخرى تحت سيطرة الحكومة.
وقال مسئول آخر بالمعارضة إن «القوات الحكومية تهاجم أيضا منطقة مخيم حندرات الواقعة على بعد كيلومترات قليلة إلى الشمال من حلب»، حسب وكالة رويترز.
وكان الجيش السورى قد تمكن من السيطرة، أمس الأول، على حى الفرافرة فى المدينة القديمة فى حلب، الذى كان تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة منذ صيف عام 2012.
إلى ذلك، أصيب أكبر مستشفيين فى المنطقة التى تسيطر عليها فصائل المعارضة فى شرق حلب، فجر أمس، بضربات جوية، ما أوقفهما عن العمل مؤقتا، حسبما أعلنت منظمة طبية غير حكومية تدير هذين المركزين.
وقال أدهم سحلول من الجمعية الطبية السورية الأمريكية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الهجوم وقع عند الساعة الرابعة صباحا عندما استهدفت طائرة عسكرية المستشفيين بشكل مباشر».
وقال #محمد أبو رجب، وهو طبيب أشعة إن «الطائرة الحربية حلقت فوقنا ومباشرة ألقت فى صواريخها على هذا المستشفى.. نحو الساعة الرابعة صباحا»، مضيفا أن «الركام سقط على المرضى فى غرفة العناية المركزة».
وأشار عاملون فى المجال الطبى بمستشفى «ميم 10» إلى أن الضربات أصابت أيضا مولدات الأكسجين والكهرباء فى المستشفى وأن المرضى نقلوا إلى مستشفى آخر بالمنطقة.
من جهتهم، أوضح سكان محليون والمرصد السورى لحقوق الإنسان أن مركزا لتوزيع الخبز فى حى المعادى (خاضع لسيطرة المعارضة) قصف نحو الساعة الثالثة صباحا، بينما كان الناس مصطفين للحصول على الخبز، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل.
ويعتقد أن أكثر من 250 ألف مدنى محاصرون فى الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة من حلب حيث أسفر القصف المكثف من جانب قوات الحكومة وحلفائها عن مقتل المئات منذ انهيار وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضى.
فى سياق متصل، رأى تيم إيتون، الباحث فى معهد «تشاتام هاوس» البريطانى أن الولايات المتحدة باتت محاصرة فى مأزق مواجهة التصعيد العسكرى الذى تدعمه روسيا فى الحرب الأهلية السورية.
وقال إيتون إنه «فى حين استمرت واشنطن فى رؤية اتفاقها مع موسكو لوقف إطلاق النار فى سوريا باعتباره الطريق الوحيد لتسوية الصراع، إلا أنه يبدو واضحا أنها ليست مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذه، وروسيا تعلم ذلك»، مضيفا أنه «فى غياب أى تقدم على الصعيد الدبلوماسى، يمكننا أن نتوقع تصعيد فى ساحة المعركة»، بحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية.
وأعرب الباحث المتخصص فى شئون الشرق الأوسط عن اعتقاده بأنه «بدلا من المضى قدما فى تنفيذ الخطة (ب)، فمن المرجح أن تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها لضمان أن المعارضة لا يزالون على قيد الحياة لفترة كافية لإحياء الخطة (أ)».
وتهدف الخطة (ب)، حسب ما أفاد تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فى أبريل الماضى، إلى تزويد المعارضة بأسلحة تسمح لها بتوجيه ضربات إلى الطائرات الحربية، ومواقع مدفعية القوات الحكومية، وذلك حال فشل الخطة (أ) التى تهدف لتسوية سياسية فى البلاد.

 

المصدر : الغد نيوز