أكثر من 300 استشهدوا نتيجة حصار قوات نظام بشار الأسد لمناطق سوريَّة، والمرصد يطالب المنظمات الإغاثية بإدخال المواد الغذائية والطبية إلى المناطق المحاصرة.

تمكن المرصد السوري لحقوق الانسان من توثيق استشهاد 313 مدنياً سورياً منذ مطلع العام الجاري وحتى ليل أمس 26/ 12 /2014 والذين فارقوا الحياة نتيجة لنقص المواد الغذائية والأدوية، وذلك بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المناطق التي يقطنون فيها في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص ودرعا.

من بين الشهداء الذين فارقوا الحياة نتيجة الحصار، 101 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و34 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، كما أن الغالبية الساحقة من الشهداء كانت في الغوطة الشرقية حيث تخضع هذه المناطق لحصار خانق تفرضه قوات النظام منذ نحو سنة ونصف.

وعلى الرغم من تبني مجلس الأمن الدولي بالإجماع، بتاريخ 22/2/2014 القرار رقم 2139 والذي طالب فيه، كافة الأطراف، والسلطات السورية بوجه خاص، بأن تسمح للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين، بالوصول  إلى من هم بحاجة للمساعدة، بسرعة وأمان ودون معوقات، بما في ذلك عبر خطوط النزاع وعبر الحدود، إلا أن النظام السوري لا يزال يفرض حصاره على عدة مناطق سورية، وبالأخص غوطة دمشق الشرقية، التي يقطنها مئات آلاف المواطنين، ضارباً بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2139، عرض الحائط، في تحد واضح، لكل ما يصدر من قرارات عن مجلس الأمن.

إن استمرار النظام بفرض حصاره على عدة مناطق سوريّة، وبشكل خاص غوطة دمشق الشرقية وحي الوعر بمدينة حمص، يعتبر جريمة حرب، وفقاً للقوانين الدولية، وكون النظام السوري يكرر هذه الجريمة بشكل ممنهج، في نفس المكان والزمان، فهي ترقى لجريمة ضد الإنسانية.

إننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، سنستمر بمطالبة مجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت وترتكب في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، لأنه من المعيب على الدول التي تتشدَّق بالدفاع عن حقوق الإنسان، إعاقة إحالة هذا الملف، إلى القضاء الدولي المختص، الأمر الذي يعطي الضوء الأخضر لمرتكبي هذه الجرائم، للاستمرار في جرائمهم بحق أبناء الشعب السوري، الذي استشهد وجرح منه مئات الألوف، وشُرِّد ملايين آخرين، كما أننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، نطالب منظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر وكافة المنظمات الإغاثية الدولية، القادرة على العمل في سوريا، بإدخال كافة المستلزمات الغذائية والطبية إلى كافة المناطق المحاصرة.

تقرير