أكثر من 50 مقاتلاً من الفصائل وعنصراً من التنظيم قضوا خلال طرد الاخير من 17 قرية وبلدة قرب دابق خلال 48 ساعة

39

لا تزال المعارك متواصلة بعنف بين الفصائل المدعومة من القوات والدبابات التركية من طرف، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من طرف آخر في عدة محاور بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تمكنت الفصائل من التقدم والسيطرة على قرية كفرة بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد سيطرتها اليوم على بلدة قرية الظاهرة وبلدة احتيملات، فيما تزال المعارك مستمرة للسيطرة على بلدة دويبق والاقتراب أكثر من بلدة دابق ذات الرمزية الدينية لدى تنظيم “الدولة  الإسلامية”، وأسفرت الاشتباكات الدائرة خلال الـ 48 ساعة الفائتة عن سقوط خسائر بشرية كبيرة من الطرفين، حيث قضى ما لا يقل عن 30 من مقاتلي الفصائل بالإضافة لمقتل أكثر من 20 من عناصر التنظيم في هذه الاشتباكات التي أسفرت كذلك عن سقوط جرحى من الجانبين.

 

وبهذا التقدم يرتفع إلى 17 عدد القرى والبلدات التي سيطرت عليها الفصائل الإسلامية والمقاتلة المدعمة بالدبابات والطائرات التركية خلال الت 48 ساعة الفائتة، وهي كفرة واحتيملات والضاهرية وبراغيدة والبل وجازر والشيخ ريح وكفرغان وشويرين وتل حسين ومريغل وراعل والفيروزية وغزل والعدية والطوقلي ويحمول، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين، في قرية دويبق ومحيط منطقة كفرة، كما تكون الفصائل قد تقدمت في شمال وشرق دابق، لمسافة نحو كيلومترين ونصف، في محاولة للسيطرة على بلدة دابق الاستراتيجية وذات الأهمية والرمزية الدينية، لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يعتبر هذه البلدة “منطلقاً للجيوش الإسلامية للسيطرة على  العالم وقتال الروم “مستنداً إلى الحديث النبوي عن أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«لاتقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق – أو بدابِقَ – فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون : لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ؟فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا ، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله ، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا ، فيفتَتحِون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد عَلَّقوا سُيوفَهُهْم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفَكم في أهاليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبيناهم يُعِدِّون القتال، يُسَوُّون صفوفَهم، إذا أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى بن مريم ، فأمَّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب في الماء فلو تركه لا نزاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده -يعني المسيح- فيريهم دَمه في حربته””.

 

وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد أعد قواته في الأشهر الفائتة، لمعركة دابق، وقام في نهاية نيسان / أبريل، ومطلع أيار / مايو من العام الجاري، بإرسال نحو 800 من مقاتليه إلى منطقة دابق الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، من بينهم كتيبة “أبو الأنصاري المهاجر”، والتي تعد من أقوى كتائب التنظيم في سوريا، حيث رفضت قيادة الكتيبة في البداية التخلي عن جبهاتها مع قوات سوريا الديمقراطية في ريف الرقة الشمالي، إلا أن قادة “شرعيين” في التنظيم أقنعوهم بضرورة توجههم إلى دابق، لأنها “باتت في خطر ومن الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها”.