أكثر من 800 قذيفة صاروخية تستهدف مثلث الموت، بالتزامن مع هجوم عنيف لقوات النظام والمسلحين الموالين لها والسيطرة على بلدة في محافظة القنيطرة
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدء تنفيذ قوات النظام والمسلحين الموالين لها لهجومها العنيفة والمرتقب على منطقة مثلث الموت التي تتداخل فيها مناطق من أقصى شمال غرب درعا مع مناطق من ريف القنيطرة، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع الفصائل العاملة في المنطقة منذ فجر اليوم الأحد الـ 15 من شهر تموز الجاري، ويتزامن هجوم النظام مع تمهيد وإسناد ناري جنوني، حيث استهدفت بأكثر من 800 قذيفة مدفعية وصاروخية مناطق في الطيحة وكفرناسج وعقربا والمال وتل المال ومسحرة وتلتها وذلك منذ فجر اليوم وحتى اللحظة، وعلم المرصد السوري أن قوات النظام تمكنت من خلال هجماتها المترافق مع التمهيد الصاروخي العنيف، من التقدم والسيطرة على بلدة مسحرة ونقاط في أطرافها ومحيطها، الواقعة في القطاع الأوسط من ريف القنيطرة، فيما لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية حتى اللحظة على خلفية القصف الجنوني والاشتباكات المستعرة في المنطقة.
ونشر المرصد السوري يوم أمس السبت، أنه تشهد محافظة درعا استمرار عمليات التفاوض والمشاورات للتوصل إلى حل نهائي حول بلدة الحارة وتلتها الاستراتيجية التي تعد أعلى تلة في محافظة درعا، والتي خرجت عن سيطرة قوات النظام في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2018، كما رصد المرصد السوري استمرار المفاوضات حول دخول قوات النظام إلى مدينة نوى ورفع رايات النظام وعودة المؤسسات الحكومية إلى العمل في المدينة التي تعد آخر مدينة نوى في مدينة نوى خارج سيطرة قوات النظام، كما ستتيح عملية تقدم قوات النظام إحاطة الأخيرة بالجيب الخاضع لسيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في غرب درعا، بعد تسليم أسلحة في كل من مدينة درعا ومدينة إنخل وبلدة جاسم ومناطق أخرى من ريف درعا، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إجراءات لوجستية لا تزال عائقاً لبدء عملية تهجير الرافضين للاتفاق مع النظام والروس، حيث كان من المرتقب أن تبدأ خلال الـ 48 ساعة الفائتة، تهجير أول دفعة من درعا إلى الشمال السوري.
وأكدت مصادر متقاطعة أمس السبت للمرصد السوري أن خلافات تجري بين القسم الرافض لاتفاق بلدة الحارة والقسم الآخر الذي قبل بـ “المصالحة والتسوية”، ما دفع الفصائل المعارضة للاتفاق، لتعزيز تواجدها في تلة الحارة التي تعد أعلى التلال في محافظة درعا، والذي خرج عن سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في هجوم جرى في مطلع تشرين الأول / أكتوبر من العام 2014، إثر هجوم من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والفصائل المقاتلة والإسلامية، وعلم المرصد السوري أن الصراع يدور بين الطرفين في منطقة الحارة، بغية التوصل لحل كامل حول المنطقة، فيما تحاول القوى العسكرية المسيطرة على التل إبعاد الفصائل عنها، وسط مخاوف من الأهالي من عمليات قصف قد تستهدف البلدة، بعد القصف الذي جرى عقب منتصف ليل الجمعة – السبت، من قبل قوات النظام على بلدة الحارة، وتسبب بأضرار مادية، كما كان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عملية تسليم مقاتلي الفصائل في مدينة درعا ومحيطها، لأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى النظام، بناء على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه أمس الأول في مدينة درعا، فيما تسعى قوات النظام للتوصل لاتفاق مع بقية البلدات المتبقية تحت سيطرة الفصائل في محيط حوض اليرموك، وذلك لتأمين تواجدها في محيط مناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، بغية البدء بعمل عسكري واسعة يهدف إلى السيطرة على مناطق حوض اليرموك التي تبلغ 7.2% من مساحة محافظة درعا، حيث تعمل قوات النظام على إجراء مشاورات مع وجهاء وممثلي بلدات متبقية في محيط المنطقة أنفة الذكر، للتوصل لاتفاق على غرار بقية الاتفاقات التي جرت في محافظة درعا، واستعادت بموجبها قوات النظام السيطرة على عشرات القرى والبلدات والمدن موسعة سيطرتها إلى 84.4% من محافظة درعا، كذلك كان المرصد السوري نشر صباح اليوم أنه رصد عقب منتصف ليل الجمعة – السبت، دوي انفجارات هزت القطاع الشمالي من ريف درعا، ناجمة عن عمليات قصف من قبل قوات النظام طالت مناطق في بلدة الحارة ومحيطها، ما تسبب بأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، إذ علم المرصد السوري أن القصف هذا جاء بعد تعثر التوصل لاتفاق بين ممثلي بلدة الحارة والنظام والروس حول مصير البلدة التي يتواجد بقربها أعلى تلة في محافظة درعا، أيضاً رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة، دخول قوات النظام إلى مدينة إنخل الواقعة في الريف الشمالي لمدينة درعا، بعد اتفاق “مصالحة” جرى التوصل إليه من خلال اجتماعات جرت بين ممثلين عن البلدة والنظام، حيث دخلت عناصر من قوات النظام وشرطتها إلى البلدة، بناءاً على هذا الاتفاق ، لتنضم المزيد من البلدات وفقاً لهذا الاتفاقات المنفردة إلى مناطق سيطرة قوات النظام في محافظة درعا، وتتوسع سيطرة النظام منذ الـ 19 من حزيران / يونيو من العام الجاري 2018، تاريخ بدء قوات النظام لعملية عسكرية بدعم وإسناد روسي في محافظة درعا وسيطرتها على عشرات البلدات والقرى.
كما كان نشر المرصد السوري يوم الأربعاء الفائت، ما رصده من استقدام تعزيزات عسكرية إلى ريف القنيطرة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن عشرات الآليات والعربات المدرعة ومئات الجنود شوهدوا وهم يتوجهون نحو ريف القنيطرة، حيث انتقلوا إلى مناطق التماس مع الفصائل المقاتلة والإسلامية، في ريف القنيطرة، في تشحد لقوات النظام لبدء عملية عسكرية من المرجح أن تنطلق في الفترة المقبلة في ريف القنيطرة ضد الفصائل العاملة في المنطقة، حيث تحاول قوات النظام إعادة فرض قوتها العسكرية في ريف القنيطرة وكامل الجنوب السوري، أو التوصل لـ “تسوية ومصالحة” مع المقاتلين العاملين بريف القنيطرة.