أموال طائلة ومساعدات غير مسبوقة.. جشع وطمع الكثيرين يحول دون وصول المساعدات بشكل كامل إلى متضرري الزلازل على اختلاف مناطق السيطرة

18 يوماً مرت على فاجعة الزلازل التي ضربت الأراضي السورية، ومازال آثرها قائم حتى هذه اللحظة، والمساعدات الإنسانية لاتزال تدفق من كل حدب وصوب والتي من المفترض أن تكون لإغاثة منكوبي الزلازل سواء بمناطق النظام أو بمناطق المعارضة، إلا أن لضعاف النفوس والأشخاص الذين يمتهنون الجشع كوسيلة للعيش رأي آخر، حيث يؤكد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الوضع لايزال كارثي لمنكوبي الزلازل على الرغم من الكم الهائل للمساعدات المالية والعينية.
وتؤكد المصادر أن المساعدات التي وصلت لم تشهدها الأراضي السورية سابقاً، سواء المساعدات المالية المرسلة أو المساعدات الإغاثية، وبشكل قطعي تكفي وتزيد لإغاثة منكوبي الزلازل، إلا أن الواقع على الأرض مغاير كلياً، ففي مناطق نفوذ حكومة الإنقاذ على سبيل المثال، يقوم قسم من ضعاف النفوس الذين لم يتضرروا إطلاقاً من الزلازل بالتنقل من مخيم إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى للحصول على مساعدات مرة واثنين وثلاثة، وذات الشيء ينطبق على الأموال التي ترسل لأشخاص من الخارج لكي يوزعها على متضرري الزلازل إلا أنه سوء نفسه يحول دون ذلك ليسرق المبالغ ويوزع قسم قليل منها، كما يتم بعض الأهالي هيئة تحرير الشام بفرض نسبة معينة لقاء دخول القوافل إلى إدلب.
كما أن الكثير من المواطنين القاطنين في مخيمات أطمة والقريبة من جنديرس، ذهبوا للمخيم وسجلوا أنفسهم على أنهم متضررين لأخذ المساعدات كحالة من الجشع والطمع.
كذلك استغل ضعاف النفوس حالة التشرد التي حدثت بفعل الزلزال ورفعوا أسعار إيجار البيوت من 100 دولار أمريكي إلى 125 و150 و200 في إدلب.
ذات الشيء ينطبق تماماً على مناطق نفوذ النظام ومناطق نفوذ الحكومة السورية المؤقتة، فطائرات المساعدات لا تتوقف والقوافل الإغاثية كذلك الأمر فضلاً عن المساعدات المالية المرسلة من الخارج إلى الداخل، لكن دائماً ضعاف النفوس هم من يتصدرون القائمة، والسبب الرئيسي بذلك هو العشوائية بالتوزيع وعدم وجود جهات معنية تكون مسؤولة بشكل كاملة عن المتضررين من الزلازل وضمان وصول المساعدات لهم، ليبقى المتضرر من الفاجعة بحالة ذهول تام، فهو لم يصحو بعد من كارثة فقدان ذويه وأحبائه وخسارة ما يملك من أموال، ليصدم بسرقة مساعدات خُصصت له من قبل ضعاف النفوس.