أنقرة تتحدث عن خلافات في وجهات النظر الدولية حيال حلب
واصلت أنقرة تحركاتها الدبلوماسية بعد اجتماع لوزان بشأن سوريا، والذي لم ينته إلى نتائج محددة، فيما بدت مطمئنة إلى تأمين حدودها مع سوريا من التنظيمات الإرهابية، في الوقت الذي بحث فيه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأميركي جون كيري، في اتصال هاتفي أمس الاثنين، آخر المستجدات في سوريا.
وقالت مصادر دبلوماسية تركيا إن الاتصال جاء بناء على طلب كيري، وتم خلاله تناول التطورات في سوريا، وعلى رأسها المساعي المبذولة لمحاولة إعلان وقف إطلاق النار في البلاد، والاستمرار في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب التطورات المتعلقة بعملية الموصل ضد «داعش» في شمال العراق.
وقالت الحكومة التركية إن هناك خلافات في وجهات النظر بين الدول في ما يتعلق بحلب. وأكد نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة نعمان كورتولموش، أن الأمر الملح بالنسبة لتركيا بخصوص حلب، هو إعلان وقف إطلاق نار غير مشروط بشكل عاجل، قائلا إنه من الممكن تشكيل قافلة مساعدات إنسانية دولية للوصول بشكل عاجل إلى حلب.
وقال إن مشاركة جميع الدول المعنية في القافلة سيحول دون استهدافها بالقصف من جانب أي طرف، أو من جانب النظام السوري أو أي دولة أخرى.
وأضاف كورتولموش أن مجلس الوزراء التركي ناقش في اجتماعه أمس التطورات في سوريا والعراق، واستمع من وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى تقييم للتطورات.
وأكد أن عملية درع الفرات شمالي سوريا مستمرة بنجاح وفي إطار الخطوط الحمراء التي وضعتها تركيا منذ البداية، والتي تتعلق بالحفاظ على وحدة سوريا وتطهير حدودها معها من وجود جميع التنظيمات الإرهابية بلا استثناء، لافتًا إلى أن العملية تتقدم باتجاه تحقيق الأهداف الموضوعة لها.
واعتبر كورتولموش أن سيطرة قوات الجيش الحر المدعومة من تركيا على دابق، يعني هدوء الأوضاع على الحدود الجنوبية لتركيا، مشيرًا إلى أن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا تمكنت حتى الآن من السيطرة على منطقة مساحتها ألف و250 كيلومترًا مربعًا، وتطهيرها من «داعش».
وأعلن الجيش التركي أمس الاثنين أن مقاتلي الجيش الحر المدعومين من تركيا انتزعوا السيطرة على تسع مناطق من بينها دابق من تنظيم داعش، محققين بذلك إلى حد كبير أمن الحدود بين بلدتي كيليس وكاركميش التركيتين. وقال الجيش التركي في بيان إن السيطرة على دابق قضت على خطر الصواريخ التي يطلقها «داعش» على تركيا. وأضاف البيان أن تسعة من مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا قتلوا وأصيب 24 منهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كما قتل «الكثير» من مقاتلي «داعش». وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، إن تحرير دابق «نصر استراتيجي ورمزي» على «داعش»، وأن المهم من الناحية الاستراتيجية أن تواصل القوى المدعومة من تركيا تقدمها باتجاه بلدة الباب معقل التنظيم الإرهابي.
في السياق نفسه، دمر قصف للطائرات الحربية التركية، صباح أمس، 4 أهداف تابعة لتنظيم داعش ضمن عملية درع الفرات. وقال بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية، إنه تم تحديد أهداف تابعة لتنظيم داعش في قرى «مزرعة العيون»، و«غوز»، و«شدود»، و«حاج كوسا»، بريف حلب شمال سوريا، تبع ذلك شن الطائرات الحربية التركية غارات على تلك الأهداف.
يأتي ذلك فيما قال وزير الدفاع التركي فكري إيشيك إن عملية درع الفرات تمكنت حتى الآن من تطهير منطقة بطول 90 كم، وعمق 20 كم من تنظيم داعش على طول الحدود التركية مع سوريا. وتسعى تركيا إلى تطهير منطقة بطول 98 كم وعمق 45 كم، على مساحة 5 آلاف متر مربع، لإقامة منطقة آمنة على حدودها لإيواء اللاجئين السوريين، تحقق أهدافها في تأمين حدودها الجنوبية، وإبعاد خطر إقامة كيان فيدرالي كردي على حدودها.