أنقرة تحذر من دخول النظام إلى منبج
اعتبرت تركيا أنه “لا يحق” لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، أن تطلب من الجيش السوري دخول منطقة منبج في شمال سوريا لحمايتها من التهديدات التركية.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ، “وحدات الحماية” “التي تسيطر على المنطقة بقوّة السلاح ليس لها الحق أو السلطة بأن تتكلّم باسم السكّان المحليّين أو أن توجّه دعوة لأيّ طرف كان”، محذّرة كلّ الأطراف من مغبّة القيام “بأي عمل استفزازي”. وحذرت بالقول “إننا نتابع المسألة عن كثب”.
وفي وقت سابق، الجمعة، أعلنت قوات النظام دخولها إلى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” في شمال البلاد، بعد طلب مساعدة من الأكراد في مواجهة التهديدات التركية، وبالتزامن مع تطورات دبلوماسية متسارعة لصالح دمشق.
وأعلن النظام دخول قواته إلى منطقة منبج، بعد وقت قصير من توجيه “وحدات حماية الشعب”، العمود الفقري لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، دعوة الى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية، وفق ما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وأورد الجيش السوري في بيان، تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري “استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها”.
في غضون ذلك، نقلت “فرانس برس” عن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن “انتشار أكثر من 300 عنصر من قوات النظام والقوات الموالية لها على خطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لها”. وقال إن قوات النظام “فرضت ما يشبه طوقاً عازلاً بين الطرفين على تخوم منطقة منبج من جهتي الغرب والشمال”.
في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن النظام السوري يقوم بـ”عملية نفسية” في منبج شمالي سوريا، موضحا أن لا شيء مؤكداً حتى اللحظة حول ذلك على الأرض. وأضاف أردوغان في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول”: “تواصلت مع أصدقائنا ومع جهاز الاستخبارات، نعلم أن هناك شيئا من قبيل رفع علم (النظام) هناك، لكن لم يحدث أي شيء مؤكد بعد، والجهات الرسمية الروسية تؤكد الأمر نفسه”. وتابع: “علينا أن نأخذ الأمر على محمل الجد”.
وأكد أردوغان أن الوضع لا يتعلق بمنبج وحدها، بل يتم السعي من أجل القضاء على المنظمات الإرهابية المنتشرة في كامل المنطقة. وشدد بالقول “نعارض تقسيم سوريا وهدفنا هو خروج التنظيمات الإرهابية منها وعندما يتحقق ذلك لن يبقى لنا شيء نفعله في هذا البلد”.
وأردف الرئيس التركي “هدفنا تلقين (ي ب ك) الدرس اللازم ومصرون تماما على ذلك”. وأوضح أردوغان أن علاقات بلاده مع الجانبين الأمريكي والروسي متواصلة في صورة طيبة.
وفي السياق ذاته، أشار أردوغان إلى إمكانية اجراء مباحثات هاتفية أو زيارة يقوم بها إلى موسكو للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين للحديث حول المستجدات في سوريا. وأضاف أن وفدا تركياً برئاسة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، سيتوجه السبت إلى موسكو، وسيناقش هناك القضية السورية بشكل مفصل. وسيضم الوفد وزير الدفاع خلوصي آكار، ورئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان، وممثل الرئيس إبراهيم كالين، فضلا عن السفير التركي في موسكو.
المصدر: المدن