أنقرة ترفض مشاركة «الوحدات» الكردية في لجنة الدستور

11

أعلنت تركيا أنها لن تقبل بمشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري أو ذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) في لجنة صياغة الدستور السوري الجديد.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن روسيا أدركت أن الوحدات الكردية هي «تنظيم إرهابي».
وأضاف جاويش أوغلو في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس، أنه لا يمكن أن تشارك الوحدات الكردية في لجنة صياغة الدستور السوري، مشدداً على أن تركيا لن تسمح بذلك.
وكانت تركيا قد تسلمت من المعارضة السورية قائمتها للمشاركة في اللجنة الدستورية، ثم سلّمتها للمبعوث الدولي لسوريا، ستيفان دي ميستورا، عندما جرى الحديث عن صياغة دستور جديد لسوريا في مؤتمر سوتشي، في 30 من يناير (كانون الثاني) الماضي، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية من ممثلي النظام السوري والمعارضة، لتعديل الدستور وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وسلّم كل من النظام والمعارضة قائمتيهما النهائية، في يوليو (تموز) الماضي، إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، من أجل تشكيل اللجنة. وأقرّت روسيا بوجود صعوبة في تشكيل اللجنة، حسب ما قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، في 4 من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
كانت تركيا قد توقعت في سبتمبر (أيلول) الماضي تشكيل اللجنة خلال شهر أكتوبر الجاري.
وتطرق وزير الخارجية التركي إلى اتفاق خريطة الطريق في منبج قائلاً: «حدث تأخير في تطبيق الخريطة، والآن بدأ برنامج التدريب المشترك بين القوات التركية والأميركية في ولاية غازي عنتاب (جنوب تركيا)، وقريباً ستبدأ الدوريات المشتركة داخل منبج».
ولفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحث مع نظيره الأميركي في المكالمة الأخيرة (ليل الأحد – الاثنين)، خريطة الطريق حول منبج، وأكد أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة ستتحسن بالمعنى الحقيقي عندما تقوم واشنطن بتنفيذ مطالب أنقرة.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عبّر عن شكره للرئيس رجب طيب إردوغان بشأن اتفاق إدلب خلال الاتصال الهاتفي الأخير بينهما.
وقال كالين في مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية عقب اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة إردوغان إن ترمب قال للرئيس التركي: «لقد منعتم من خلال اتفاق إدلب وقوع كارثة إنسانية كبيرة في إدلب التي يعيش فيها نحو 3.5 مليون شخص».
ولفت المتحدث إلى أن اتفاق إدلب لا يزال قائماً، مبيناً أن ضمان وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية ليست مسؤولية تركيا وحدها بل على المجتمع الدولي أيضاً اتخاذ خطوات في هذا الصدد.
وفي 17 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي بمنتجع سوتشي عقب مباحثات ثنائية، اتفاقاً لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب.
وأشار كالين، في الوقت ذاته، إلى أن المسؤولين الأميركيين بدأوا تسريع الخطوات بشأن منبج، وأن الدوريات التركية الأميركية المشتركة في المنطقة ستبدأ قريباً، وأن إردوغان جدد تأكيده لترمب أن تركيا لن تسمح بفرض أي أمر واقع في سوريا، وذلك في إطار وحدة الأراضي السورية.
وتابع أن إردوغان، لفت إلى التأخير الحاصل في تنفيذ خريطة الطريق بخصوص منبح، وأكد ترمب بدوره أنه يُصدر تعليماته للوزارات المعنية في هذا الصدد.
وفي 18 يونيو (حزيران) الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين التركي والأميركي تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي، ومنبج بموجب اتفاق خريطة الطريق التي أُعلنت في 4 من الشهر ذاته، نص على إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية والتنسيق بين الجانبين في حفظ الأمن والاستقرار إلى حين تشكيل إدارة محلية في المدينة.
وسيّرت القوات التركية والأميركية، بشكل منسق ومستقل، 63 دورية على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة منبج منذ بدء تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في 18 يونيو الماضي، والذي حدد الجانبان مهلة 90 يوماً من تاريخ توقيعه لتنفيذه بالكامل، لكن التوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب الكثير من الملفات التي كان أهمها ملف محاكمة القس الأميركي أندرو برانسون بتهمة دعم الإرهاب، حال دون ذلك.
واشتكت أنقرة مؤخراً من تباطؤ واشنطن في تنفيذ اتفاق خريطة الطريق في منبج، وتحدث إردوغان الأسبوع الماضي عن مهلة 90 يوماً لسحب مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية ستتدخل تركيا بعدها للقيام باللازم إذا لم يتم الانسحاب.

المصدر: الشرق الأوسط