أهالي مدينة المالكية يخرجون في مظاهرة حاشدة تنديداً بالعملية العسكرية التركية، و”الإدارة الذاتية” تبدأ عملية إخلاء مخيم مبروكة الذي يضم آلاف النازحين بعد سقوط قذائف تركية عليه
رصد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” خروج مظاهرة حاشدة في مدينة المالكية “ديريك” بريف الحسكة بعد ظهر اليوم الجمعة، وذلك تنديداً واستنكاراً للعملية العسكرية التركية القائمة على منطقة شرق الفرات، وشارك في المظاهرة فعاليات دينية ومدنية من جميع مكونات المنطقة، على صعيد متصل رصد “المرصد السوري” وصول مئات العوائل التي نزحت من مناطقها عند الشريط الحدودي مع تركيا شرق الفرات، إلى مدينة الرقة على خلفية عملية “نبع السلام”، حيث يواجه النازحون ظروف إنسانية صعبة للغاية من حيث العثور على مكان يقيمون فيه، إذ جرت العادة أن يتوجه النازحون إلى مدارس المنطقة إلا أن مدينة الرقة تعاني من دمار غالبية مدارسها بسبب العملية العسكرية لقسد والتحالف إبان سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المنطقة.
على صعيد متصل أبلغت مصادر المرصد السوري، أنه جرى إغلاق مشفى في تل أبيض وإفراغه من الطاقم الطبي بعد سقوط قذائف صاروخية أطلقتها قوات التركية عليه، دون معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، في حين قالت “الإدراة الذاتية لشمال وشرق سوريا” في بيانٍ لها، “أنها بدأت عملية إخلاء مخيم المبروكة الذي يبعد عن الحدود مع تركيا كيلومترات قليلة ويضم 7000 نازح، وذلك بعد سقوط قذائف من قبل المدفعية التركية على المخيم”.
وجاء في البيان الذي حصل المرصد السوري على نسخة منه :: “”أعلنت الحكومة التركية عن غزو مناطق شمال وشرق سوريا بتاريخ 09/10/2019 ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف الدولية، ومعرضةً حياة المدنيين للإنتهاك والخطر في خرقٍ فاضح لكل حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
ولم يكن النازحون في منأى عن مخاطر هذا العدوان إذ تعرض مخيم المبروكة الواقع جنوب الحدود السورية التركية ب 12 كم لسقوط قذائف مدفعية مما شكل خطراً مباشراً على حياة أكثر من 7000 آلاف نازح يقطنون في المخيم، وكذلك مخيم عين عيسى والذي يضم 13000 نازح منهم 785 شخص من عوائل مقاتلي داعش و479 لاجئ عراقي.
واستجابةً لنداءات المدنيين داخل المخيم والذين هم أساساً ضحايا لإرهاب داعش وباتوا الآن ضحايا لإرهاب الدولة التركية، وحرصاً منها على القيام بواجبها الأخلاقي ولإعتباراتٍ تتعلق بأعداد النازحين ومستوى التهديد، ستبدأ الإدارة الذاتية وعلى الفور بعملية إخلاء مخيم المبروكة ونقل سكانه إلى مخيم العريشة جنوبي مدينة الحسكة.
أما بالنسبة لمخيم عين عيسى فالنقاشُ مستمرٌ مع الجهات والمنظمات المعنية لإيجاد حل أو موقع بديل لنقل المخيم، والإدارة الذاتية ستتخذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لضمان سلامة قاطني المخيمات، علماً أن سلامة وأمن هؤلاء هي أساساً من مسؤولية الأمم المتحدة والتحالف الدولي لمكافحة إرهاب داعش التي في حال تأخرها عن القيام بواجبها اتجاه المخيمات وسكانها من النازحين فقد تعرضهم لخطر الإبادة والموت المحقق على يد آلة الحرب التركية.
لذلك نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية الدولية بتحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين والنازحين على الأخص، والضغط على الحكومة التركية لإلزامها بأحكام اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1994، والبروتوكولان الإضافيان لإتفاقيات جنيف لعام 1977، وقواعد القانون الإنساني العرفي والتي تلزم الأطراف المتنازعة باتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل تجنب الأوضاع التي قد تؤدي إلى تشريد الأشخاص المدنيين، وبالإضافة للحماية التي توفرها أحكام القانون الدولي الإنساني للأشخاص المشردين داخلياً.””
عدسة المرصد السوري ترصد مظاهرة حاشدة خرج بها أهالي مدينة المالكية “ديرك” بعد ظهر اليوم تنديداً واستنكاراً للعملية العسكرية التركية على منطقة شرق الفرات