أوروبا تتوقع وصول ملايين اضافية من اللاجئين
غداة القمة الطارئة التي عقدها قادة الاتحاد الأوروبي أول من أمس، لمناقشة أزمة اللاجئين، وإقرارهم زيادة تمويل المنظمات الإنسانية العاملة في الدول المجاورة لسورية لإبقاء المهاجرين فيها، عبر آلاف من هؤلاء بلدان البلقان أمس، فيما حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل من أن أوروبا لا تزال بعيدة من التوصل لحل لأكبر أزمة هجرة على أراضيها منذ الحرب العالمية الثانية. وحذر مسؤول أوروبي من امكانات تدفق ملايين اضافية من اللاجئين.
وقررت برلين إن الحكومة قررت تقديم مدفوعات لمرة واحدة فقط بقيمة 4.1 بليون يورو (4.6 بليون دولار) الى المقاطعات الالمانية السنة المقبلة لمساعدتها على مواجهة التدفق القياسي للاجئين.
في المقابل، صرح يوناس لازار مدير مكتب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان إن نظام حصص المهاجرين في الاتحاد الأوروبي الذي تمت الموافقة عليه في بروكسيل «فيه عيوب خطيرة» وإن بودابست تدرس الطعن فيه أمام القضاء.
وقال لازار إن «اقتراح الحصص مثال نمطي للإمبريالية الأخلاقية التي تفرضها ألمانيا على أوروبا». وأضاف أن الحكومة تريد إجراء مناقشة في البرلمان للمسألة قبل اتخاذ قرار نهائي في شأن الطعن في قرار الاتحاد الأوروبي في المحكمة.
في هذه الاثناء، أعلنت الشرطة الهنغارية أمس، رقماً قياسياً جديداً لأعداد الواصلين في يوم واحد مع تدفق 10046 مهاجراً أول من أمس من كرواتيا، فيما أعلنت السلطات النمسوية أن 8100 شخص دخلوا إلى أراضيها من هنغاريا خلال اليومين الماضيين.
وتريد هنغاريا إغلاق حدودها مع كرواتيا مع نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل، فيما اشتد الخلاف أمس، بين كرواتيا وصربيا في شأن تدفق اللاجئين بعدما قررت كل منهما التشدد في إغلاق حدودهما المشتركة. ودعا رئيس وزراء كرواتيا زوران ميلانوفيتش بلغراد إلى الكف عن توجيه المهاجرين إلى حدود بلاده، فيما ردت بلغراد باتهام زغرب بأنها تشن «هجوماً اقتصادياً» ضدها.
وبدأت كرواتيا بإغلاق حدودها الإثنين الماضي، أمام الشاحنات الآتية من صربيا على معبر «باياكوفو- بتروفشي» الأخير المفتوح بين البلدين، وردت بلغراد ليلاً بإغلاق معبرها أمام كل شاحنة تحمل لوحة تسجيل كرواتية أو بضائع كرواتية.
واتهمت كرواتيا صربيا بأنها تعيد بالاتفاق مع هنغاريا كل المهاجرين إلى حدودها.
وكان القادة الأوروبيون اتفقوا في القمة الطارئة صباح أمس، على زيادة المساعدات للدول المجاورة لسورية، وعلى تخصيص بليون يورو إضافي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة وبرنامج الاغذية العالمي، ومساعدة اضافية الى تركيا ولبنان والأردن ودول البلقان.
وبرزت انقسامات قبل القمة بين دول الاتحاد الـ28، بخاصة بين دول غرب أوروبا وشرقها. غير أن رئيس الاتحاد دونالد تاسك قال إنه على ثقة بأن لعبة «تبادل إلقاء اللوم» انتهت. وأضاف أن القادة الاوروبيين اتفقوا ايضاً على تعزيز الحدود الخارجية للكتلة، مشيراً إلى «تغيّر في طريقة التفكير في شأن حدودنا الخارجية».
وأوضح تاسك أن القادة اتفقوا ايضاً على اقامة مراكز استقبال «عاجلة» في الدول الأمامية (اليونان وإيطاليا) للفصل بسرعة بين اللاجئين الفارين من النزاعات والهاربين لأسباب اقتصادية.
من جهة أخرى، أفادت السلطات الهولندية أمس، بأنه لا يوجد مؤشر الى أن جماعات إسلامية تقوم في شكل منهجي باستغلال قوانين الهجرة الأوروبية كثغرة لتهريب إرهابيين بين اللاجئين إلى أوروبا.
ا ف ب – رويترز