أيام داعش الأخيرة في صور
تستأنف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية هجومها الشرس على بقايا تنظيم داعش، بعد محاصرتهم في باغوز، التي تقع في أقصى الشرق من مدينة دير الزور السورية، وتحاذي الحدود العراقية بمسافة 3 كيلومتر.
استعرضت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير مصوّر على موقعها الإلكتروني، الوضع في باغوز ورصدت معاناة المدنيين الذين يغادرون باغوز متوجهين إلى مخيمات اللاجئين.
توضح الصحيفة البريطانية أن الشاحنات تنقل النساء والأطفال والرجال الأكبر سنًا إلى مراكز إيواء لاجئين، بينما يقوم مجموعة من المدنيين برحلتهم سيرًا على الأقدام.
وحسب تقارير إعلامية، فإنه تم نقل حوالي 300 مدني من باغوز إلى مخيم في شمال شمال سوريا، بعد أن منحت قوات سوريا الديمقراطية المدنيين فرصة للفرار والنجاة بحياتهم.
ووفقًا لعمال الإغاثة المتواجدين في المنطقة، فإن أكثر من 1200 شخص قبلو العرض، وغادروا المكان سيرًا على الأقدام، ووصلوا إلى المخيمات حفاة وعراة، يشعرون بإنهاك شديد لما تحمله الرحلة من مشقة.
وقال مسؤول عسكري أمريكي، في تصريح صحفي، إن قرابة 1000 من مقاتلي داعش فروا من سوريا إلى الجبال والصحارى في المناطق الغربية من العراق في الأشهر الستة الماضية ومعهم ما يصل الى 200 مليون دولار نقدا.
وتواصل قوات سوريا الديمقراطية تمشيط المناطق المزروعة بالألغام التي انسحب منها مسلحو داعش مؤخرا، لذلك أجلت إعلان “النصر” على التنظيم بشكل رسمي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء.
وقال المرصد إن المفاوضات بين من تبقى من تنظيم داعش من جهة، والقوات الكردية بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور من جهة أخرى، لم تسفر عن أي نتائج حتى اللحظة.
وحسب مصادر ميدانية فإن من تبقى من أفراد التنظيم طلبوا ممرا آمنا للخروج إلى منطقة مجهولة، رجحت أن تكون باتجاه البادية العراقية، ولكن قيادة قوات سوريا الديمقراطية رفضت طلب التنظيم، فيما وافقت على إدخال مساعدات غذائية إلى أكثر من 300 شخص، من بينهم أفراد من داعش وعائلاتهم بالإضافة إلى مدنيين محاصرين هناك.
ومع استمرار العد التنازلي لنهاية داعش، يتزايد خوف العالم من مقاتليه الأجانب الذين يطالب بعضهم بالعودة إلى أوطانهم مرة أخرى، وتحذر أجهزة الاستخبارات العالمية من احتمالية عودة إرهابييه إلى الدول الغربية وشن هجمات دموية.
وكانت صحيفة جيروزاليم بوست قد نقلت عن تقرير استخباراتي إسرائيلي صدر مؤخرًا، قُدم إلى رئيس أركان جيش الاحتلال منذ أسبوعين، أن ما بين 150 ألف إلى 200 ألف مقاتل لدى داعش غادروا سوريا والعراق، وانتقلوا إلى أماكن أخرى حول العالم.
قالت الصحيفة الإسرائيلية إن الهزائم المتلاحقة التي عانى منها التنظيم لا تعني أن العالم أصبح في أمان، لاسيما وأن أيديولوجية داعش منتشرة بين عدد كبير من الشباب المتواجدين في جميع أنحاء العالم، خاصة الشرق الأوسط، حيث يوجد عدد كبير من العاطلين عن العمل والمشردين والبائسين، وهؤلاء الذين يشعرون بالظلم والاضطهاد والعزلة.
وتتوقع أجهزة الاستخبارات العالمية أن يواصل خبراء الدعاية والإعلام لدى داعش عملهم على المواقع الإلكترونية ويستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، لاقناع مؤيديه بالدفاع عن “خلافتهم الافتراضية”، وربما يحثونهم على شن هجمات في بلادهم.
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلفائه الأوروبيين لقبول أكثر من 800 إرهابي من التنظيم، الذين سيتم إطلاقهم بعد خروج الجيش الأمريكي من الأراضي السورية، بناءًا على قراره بسحب قواته هناك بعد انهائها المهمة الموكلة إليهم.
ورفض الدول الأوروبية طلب ترامب، وأرجعت ذلك إلى خوفها من أن ينشر جهاديو التنظيم الفكر المتطرف أو ينفذون هجومًا في البلاد.
المصدر: مصراوي