إجلاء 2000 شخص من مخيم اليرموك بعد تقدم «داعش»

56

تمكنت 400 عائلة ــ أي ما يقارب 2000 شخص ــ من مغادرة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، بعد سيطرة تنظيم «داعش» على أجزاء واسعة منه، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إلى تجنيب اللاجئين الفلسطينيين في سورية أتون الصراعات التي تشهدها البلاد منذ أعوام عدة.

وتفصيلاً، قال رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبدالهادي «فتحنا معبراً آمناً من بيت سحم (جنوب شرق) والبلدية (شمال شرق)، وتمكنا يومي الجمعة والسبت، بمساعدة الحكومة ومنظمات إغاثة، من إخراج نحو 400 عائلة ــ أي ما يقارب 2000 شخص ــ إلى حي الزاهرة»، المجاور والخاضع لسيطرة قوات النظام.

وأضاف «تم إيداع السكان مراكز إيواء في منطقة الزاهرة، وقدمت إليهم الاحتياجات اللازمة، كما تم إسعاف نحو 25 جريحاً إلى مشفى المجتهد ومشفى يافا».

وأكد هادي في وقت لاحق استمرار عمليات الإجلاء، أمس، لافتاً إلى ان عدداً من سكان المخيم باتوا موجودين في حي يلدا (الخاضع لسيطرة قوات النظام) المجاور، وينتظرون نقلهم إلى مراكز إيواء.

وقال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كريس غينيس، في بيان، إن «94 مدنياً بينهم 43 امرأة و20 طفلاً تمكنوا من الهرب من المخيم (أمس) بعد اشتباكات عنيفة ليلاً».

وأشارت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» إلى «خروج نحو 2000 شخص من سكان المخيم هرباً من إرهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة إلى مراكز إيواء جهزتها الحكومة السورية في حيي التضامن والزاهرة».

ونقلت عن وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط تأكيدها «التزام الحكومة بتأمين خروج جميع المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية في مخيم اليرموك، لاسيما الأطفال والنساء».

وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إجلاء مدنيين من مخيم اليرموك بعد اقتحامه الاربعاء الماضي من مقاتلي تنظيم «داعش»، الذين خاضوا اشتباكات عنيفة ضد مقاتلين فلسطينيين وتمكنوا في اليومين الأخيرين من السيطرة على أجزاء واسعة من المخيم.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إلى «إيجاد حل لحماية» سكان المخيم. وقال للصحافيين لدى افتتاحه حديقة في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، إن مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية «يعاني حروباً واعتداءات لا علاقة للاجئين بها، لكنهم يدفعون ثمن هذه الصراعات».

وأضاف: «إننا لا نتدخل في شؤون أحد، ولا نريد أن يتدخل أحد في شؤوننا، فنحن لا علاقة لنا بما يجري في سورية من قتال داخلي»، مشيراً إلى أن «مخيم اليرموك كان آمناً مطمئناً، لأننا لا نتدخل مع هذه الجهة أو تلك». وقال «ندعو الذين يريدون إقحامنا في هذه الصراعات إلى الابتعاد عنا، فكفانا تعباً وحرباً في كل مكان»، مؤكداً العمل على إيجاد حلّ يحمي سكان المخيم من مأساة لا ذنب لهم فيها.

ويسيطر تنظيم «داعش» ــ وفق عبدالهادي ــ على وسط المخيم والمنطقة الغربية الجنوبية، فيما يسيطر مقاتلو «أكناف بيت المقدس»، وهو فصيل فلسطيني قريب من حركة «حماس» على المنطقة الشمالية الشرقية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان استمرار الاشتباكات العنيفة بين تنظيم «داعش» وكتائب أكناف بيت المقدس في المخيم، لافتاً إلى إلقاء المروحيات التابعة لقوات النظام، ليل أمس، 13 برميلاً متفجراً على الاقل مستهدفاً مناطق عدة في المخيم.

وقال مصدر أمني سوري، إن «الجيش عزز وجوده حول المخيم واليقظة تامة لوضع حد لأي تطور»، لافتاً إلى انه «لا قرار بالدخول إلى المخيم بشكل مباشر»، في موازاة تأكيده «التعامل مع أي هدف ارهابي أينما كان». وأسفرت الاشتباكات ــ وفق المرصد ــ عن مقتل 26 شخصاً على الاقل من مدنيين ومقاتلين من الطرفين منذ بدء الهجوم الأربعاء الماضي.

وتحاصر قوات النظام المخيم منذ أكثر من عام، ما تسبب في نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية، أسفر عن وفاة 200 شخص. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 ألفاً قبل اندلاع النزاع إلى نحو 18 ألفاً.

من جهة ثانية، أعلنت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان تفجير مقاتلي تنظيم «داعش»، صباح أمس، كنيسة داخل بلدة آشورية في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، بعد محاولة مقاتلين أكراد ومحليين اقتحام البلدة.

وقالت الشبكة في بيان، ان تنظيم داعش فجر كنيسة السيدة العذراء في بلدة تل نصري، أمس، الذي يصادف عيد الفصح لدى المسيحيين الذين يتبعون التقويم الغربي.

وأوضح مدير الشبكة أسامة إدوار، أن «مقاتلي التنظيم فجروا الكنيسة بعد محاولة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي مدعومين بقوات حرس الخابور والمجلس العسكري السرياني اقتحام البلدة».

وأشار المرصد من جهته إلى سماع دوي انفجار في محيط الكنيسة، لافتاً إلى تصاعد أعمدة الدخان نتيجة حرق أجزاء منها. وكان تنظيم «داعش» شن في 23 فبراير هجوماً استهدف منطقة الخابور التي تضم 35 بلدة آشورية، وتمكن من السيطرة على 14 بلدة ــ وفق المرصد ــ بينها تل نصري. ودفع الهجوم الآلاف من سكان المنطقة إلى النزوح، خصوصاً بعد اعتقال التنظيم 220 آشورياً، ولايزال يحتجز 212 منهم، وفق الشبكة.

وقال إدوار، إن «البلدة اليوم خالية تماماً من سكانها الذين نزحوا بعد دخول التنظيم إليها في السابع من مارس، واتخاذ مقاتليه الكنيسة المشيدة عام 2004 مقراً لهم». ولفت إلى أن هذه الكنيسة هي الخامسة التي يدمرها أو يحرقها التنظيم منذ سيطرته على منطقة الخابور، التي تعرضت بلداتها وقراها لعمليات سلب ونهب وتدمير في الشهرين الأخيرين.

ويبلغ عدد الآشوريين الاجمالي في سورية نحو 30 ألفاً من بين 1.2 مليون مسيحي، ويتحدر معظمهم من القرى المحيطة بنهر خابور في الحسكة.

 

المصدر: الإمارات اليوم