إجلاء 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من معضمية الشام قرب دمشق

40

دخلت الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية، أمس، يومها الثاني من دون أن تتعرض لأي غارات غداة إعلان روسيا تعليق القصف الجوي على المنطقة، فيما قالت وزارة الخارجية السورية إن الجيش سحب قواته للسماح للمعارضة المسلحة بمغادرة شرقي حلب عبر ممرين محددين، وأكدت الوزارة أن الحكومة السورية «تستخدم أقصى ما لديها من إمكانات من أجل استقرار الوضع في مدينة حلب وأنه تم ترتيب نقل السكان المدنيين دون قيود وتوفير نقل الجرحى وخروج المسلحين مع سلاحهم دون عوائق من الأجزاء الشرقية للمدينة»، في وقت خرج حوالى 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: «ليست هناك غارات جوية منذ صباح الثلاثاء في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمالي سوريا».
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء» إبراهيم أبو الليث: «ليس هناك طيران حالياً، ولكن هناك قذائف وراجمة صواريخ»، وأضاف أن «السكان لا يزالون خائفين لأنهم لا يثقون بالنظام وروسيا».

 

واستغل سكان الأحياء الشرقية الثلاثاء، توقف القصف للخروج من منازلهم لشراء المواد الغذائية التي لا تنفك تتضاءل كمياتها في السوق، إلا أن الاشتباكات مستمرة على محاور عدة في المدينة وخصوصاً المدينة القديمة، وفق عبدالرحمن الذي أشار إلى تبادل قصف، مدفعي من جانب قوات النظام وإطلاق الفصائل المعارضة للقذائف.
وشككت الولايات المتحدة في الإعلان الروسي المفاجئ الذي أدرجه الكرملين في إطار «بادرة حسن نية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي: «سبق أن شهدنا هذا النوع من الالتزامات والوعود، وشهدنا أنه لم يتم الإيفاء بها».
وخرج حوالي 620 مقاتلاً مع عائلاتهم من مدينة معضمية الشام المحاصرة قرب دمشق بموجب اتفاق تسوية بين الفصائل المقاتلة والحكومة السورية، وفق ما أفاد به مسؤول لجنة المصالحة في المدينة حسن غندور. وقال غندور: «الحافلات التي تقل المسلحين تحركت باتجاه إدلب (شمال غرب)»، مشيراً إلى أن ال620 مقاتلاً يتضمنون 420 مقاتلاً من معضمية الشام و200 آخرين نزحوا إليها من مناطق مجاورة هي داريا وكفرسوسة والمزة، إضافة إلى عائلاتهم. وبحسب غندور، فإن أكثر من «2500 مقاتل وفار من الخدمة الإلزامية فضلوا البقاء… لتسوية أوضاعهم».
وأوضح عضو في لجنة المصالحة فضل عدم الكشف عن اسمه أن عدد المقاتلين مع عائلاتهم «يصل إلى حوالى 2100 شخص»، مشيراً إلى أن الخطوة الثانية بعد الإجلاء «هي تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في التسوية بعد تسليم الأسلحة الثقيلة». وبعد ذلك، بحسب قوله، «سيدخل الجيش السوري إلى البلدة مع عودة كل مؤسسات الدولة إليها».
في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المعارك بين تنظيم «داعش» والفصائل السورية المدعومة من تركيا وصلت إلى مشارف القرى الواقعة ضمن ريف مدينة الباب الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي والتي يسيطر عليها التنظيم، وأوضح المرصد أن الفصائل وسعت نطاق سيطرتها إلى ما يقارب ألفي كم مربع من مساحة الشمال السوري.
وأضاف أنه خلال ال 24 ساعة الماضية، أصبحت الفصائل المدعمة من تركيا من جهة، و«قوات سورية الديمقراطية» (التي يشكل الأكراد المكون الأكبر فيها) من جهة ثانية، وتنظيم «داعش» من جهة ثالثة، على خط تماس مشترك في منطقة حساجك ومحيطها.

 

المصدر : الخليج