إدلب تتعرض لأشد غارات روسية منذ تهديد دمشق بشن هجوم
تتعرض محافظة إدلب في شمال غرب سوريا منذ امس لغارات روسية هي «الأعنف» منذ بدء تهديد دمشق مع حليفتها موسكو بشن هجوم وشيك على المنطقة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض».
ونفذت طائرات روسية قرابة ستين ضربة في أقل من ثلاث ساعات على بلدات وقرى في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي تزامناً مع قصف مدفعي وجوي لقوات الجيش السوري على المنطقة، وفق المرصد «المعارض»، ما تسبب بمقتل أربعة مدنيين على الأقل.
وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رفضه للمساعي الرامية لاستخدام مسألة حماية المدنيين في سوريا كأسلوب لإنقاذ المسلحين هناك.
وقال بوتين وفي مؤتمر صحفي عقد في طهران عقب محادثات القمة الروسية الإيرانية التركية حول سوريا، «نعتبر أنه من غير المقبول التستر بذريعة حماية المدنيين لإنقاذ المعارضين، وتكبيد خسائر للقوات الحكومية السورية».
وكان الرئيس الروسي بوتين اعترض خلال القمة على اقتراح نظيره التركي رجب طيب اردوغان حول إمكانية إعلان هدنة في إدلب، مشيرا إلى أن المشاركين في القمة لا يمكنهم تحمل مسؤولية المعارضة المسلحة التي لا تشارك في المباحثات.
وأضاف الرئيس الروسي أن «هذا هو الهدف الكامن وراء محاولات اتهام دمشق باستخدام المواد السامة في إدلب»، مشيرا إلى أن «روسيا تملك أدلة دامغة تشير إلى تحضير المسلحين لهذه العمليات وهذه الاستفزازات».
وتابع بوتين إنه يعتبر انضمام فصائل من المعارضة المسلحة إلى جهود مبذولة على صعيد مكافحة الإرهاب أمرا «بالغ الأهمية»، مشيرا إلى أن «ذلك يساعد على تعزيز الثقة بين الأطراف السورية».
وفيما يخص اللجنة الدستورية المزمع تشكيلها لإنجاز دستور لسورية, قال الرئيس الروسي أن «زعماء الدول الثلاث بحثوا سير تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية، مع التركيز على مهام إطلاق اللجنة الدستورية، واتفقنا على دعم عمل الأمم المتحدة الخاص بتشكيلها من ممثلي الحكومة السورية والمعارضة والمجتمع المدني». وأشار بوتين إلى أن اللجنة الدستورية مدعوة للوضع معايير لأنظمة الدولة في سوريا من شأنها ضمان الحياة الآمنة لجميع مواطني البلاد «في إطار دولة موحدة سيادية تحظى بسلامة أراضيها».
ومن المتوقع، أن تتم في الـ11 والـ12 من سبتمبر في جنيف مشاورات أخرى حول إنشاء اللجنة الدستورية السورية بمشاركة المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا وممثلي الدول الضامنة، وهي روسيا وإيران وتركيا.بالتزامن مع تحذير روسيا من مخطط لاستخدام السلاح الكيماوي بسوريا واتهام دمشق بذلك، هدد الجيش الأمريكي بوجود خيارات عسكرية لديه إذا تجاهلت سوريا تحذيرات واشنطن واستخدمت هذا السلاح.وأعلن الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إنه يجرى «حوارا روتينيا» مع الرئيس دونالد ترامب بشأن الخيارات العسكرية، إذا تجاهلت سوريا تحذيرات واشنطن من استخدام أسلحة كيماوية في هجوم متوقع على إدلب. وكشف دانفورد في تصريحات أدلى بها خلال زيارة يقوم بها للهند أنه يتوقع أن «تكون لدينا خيارات عسكرية بشأن آخر تطورات الأوضاع العسكرية».
وأكد مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن «الحكومة السورية مستعدة في حال رفض المسلحون في ادلب الاستسلام» توفير «مخرج آمن للمدنيين».
وأوضح الجعفري خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في إدلب، «في حال رفض المسلحون الاستسلام فالحكومة السورية مستعدة»، مضيفا «نأخذ جميع الاحتياطات لتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وسنوفر لهم احتياجات الغذاء والعلاج كما فعلنا في مواقف سابقة».وأضاف الجعفري أن «أي تحرك تقوم به الحكومة السورية لطرد التنظيمات المسلحة من إدلب هو حق سيادي مشروع تكفله مبادئ القانون الدولي وأحكام الميثاق وقرارات مجلس الأمن الخاصة بمكافحة الإرهاب وتفاهمات أستانا».وتابع أنه «لا يحق لأي دولة أو جهة كانت أن تحاول الانتقاص من هذا الحق أو المتاجرة سياسيا وإعلاميا بمعاناة المدنيين في إدلب لثني الحكومة السورية عن واجبها في إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية إلى هذه المحافظة».
وأكدّ مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، على «عدم جواز تجميد الوضع الحالي في محافظة إدلب»، مشيرا إلى أنه «ينشط فيها 50 ألفا من عناصر الجماعات المسلحة».
وقال نيبينزيا: إن «عناصر «النصرة» يسعون للحفاظ على سيطرتهم على هذه الأراضي، وبالتالي فإن تجميد هذا الوضع غير مقبول». وأضاف أن «المسلحين يتصرفون في إدلب بشكل عدواني ويحتجزون ملايين المدنيين كرهائن.. ويشنون هجمات على المناطق المجاورة ويقصفون المدن والبلدات»، مشيرا إلى أن نظام «وقف إطلاق النار» يتعرض لعشرات الانتهاكات يوميا.
وأعاد المندوب الروسي إلى الأذهان أن الاتفاق حول مناطق خفض التصعيد هو «مؤقت»، وأن قرارات مجلس الأمن الدولي تؤكد بوضوح أن «أي هدنة تعقد لا تشمل التنظيمات المسلحة»، مشددا على «ضرورة مواصلة محاربتها».
ونفذ سلاحا المدفعية والصواريخ في الجيش رمايات مكثفة على تحركات المسلحين الفارين باتجاه عمق الجروف الصخرية في تلول الصفا.
وشهدت مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا حالة استنفار أمني بعد سقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات بين قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية الكردية والقوات الرديفة للجيش الحكومي السوري.
وانتشرت صور تظهر جثث القتلى وعناصر قوات الأمن الكردية «الآساييش» في موقع الحادث، الذي وقع على طريق الحسكة قرب مرآب «الهلال الأحمر الكردي» في القامشلي الخاضعة بمعظمها لسيطرة الأكراد، بينما يسيطر الجيش السوري على مربع أمني فيها.
واتهمت «الآساييش» في بيان لها دورية تابعة لقوات السلطات السورية مؤلفة من ثلاث سيارات بدخول منطقة سيطرة القوات الكردية في المدينة صباح امس، وباعتقال مدنيين عزل هناك.
وأعلن «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة، أنه بدأ مناورات عسكرية في منطقة «التنف» التي توجد فيها إحدى القواعد الأمريكية في سوريا.
وذكر بيان صادر عن التحالف أن عملية «العزم الصعب» وهي تمرين عسكري قد بدأت أمس الأول.
وأوضح التحالف في البيان أن المناورات تجري في منطقة حامية التنف العسكرية ومحيطها بنصف قطر قدره 55 كم.
المصدر: عمان