إردوغان ينتقد الدعم الأمريكي للأكراد في سوريا
انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة بشأن دعمها للأكراد في سوريا، وقال إن عدم اعترافها بحزب الاتحاد الديمقراطي جماعة إرهابية سيخلق “بركة من الدماء” في المنطقة.
وتقول تركيا إن الحزب، الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة في حربها على ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، هو فرع من حزب العمال الكردستاني المحظور.
جاءت تعليقات إردوغان في الوقت الذي تواجه فيه تركيا ضغوطا للسماح بدخول 30 ألف لاجئ سوري تقطعت بهم السبل على حدودها.
وكان اللاجئون قد فروا من الصراع الدائر بين قوات الحكومة السورية والميليشيات التي تدعمها إيران، والضربات الجوية الروسية الداعمة التي تستهدف مناطق تسيطر عليها المعارضة حول مدينة حلب المنقسمة في شمالي البلاد.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جهة مراقبة مقرها بريطانيا، عن مقتل أكثر من 500 شخص، بينهم عشرات المدنيين، منذ بدء الهجوم قبل عشرة أيام.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن القتال شدد من الضغوط على نظام الرعاية الصحي المتدهور بالفعل في مدينة أعزاز الحدودية.
وحذرت موسكيلدا زانكادا، رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود، من أن النازحين، من بينهم أطفال ومسنون، قد يحاصرون في العراء في ظروف طقس متجمد له تأثير شديد على صحتهم.
وتؤوي تركيا بالفعل ما يربو على 2.5 مليون لاجئ سوري خلال السنوات الخمس الماضية، وقالت إنها ستواصل ذلك بطريقة “محكمة”.
سياسة أمريكية “غامضة”
وتسائل الرئيس التركي في بعض تصريحاته اللاذعة حتى الآن والتي تنتقد الولايات المتحدة خلال كلمته في أنقرة يوم الأربعاء : “هل أنتم إلى جانبنا أم إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني؟”
وأضاف : “هل هناك فارق بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي؟ هل هناك فارق مع وحدات حماية الشعب؟ (وهي قوات شعبية كردية تختص بحماية الأكراد بشكل أساسي في سوريا)”.
وقال : “كتبنا تأكيدا وقلنا للأمريكيين إنها جماعة إرهابية، لكن الأمريكيين وقفوا وقالوا : لا، نحن لا نراهم جماعة إرهابية”.
وأضاف إردوغان إن الإخفاق في عمل ذلك يعني أن المنطقة “تحولت إلى بركة من الدماء”.
وفي الوقت الذي تعتبر فيه تركيا “حزب الإتحاد الديمقراطي” و “وحدات حماية الشعب” أفرع لحزب العمال الكردستاني المحظور، تعتقد الولايات المتحدة أنهم قوات فعالة ضد تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض في سوريا، بحسب تقرير مارك لوين، مراسل بي بي سي في اسطنبول.
وتعرب أنقرة عن قلقها من أنهم سيؤيدون انفصال الأكراد في تركيا وأن السلاح الذي أعطي للأكراد السوريين سيتسلل عبر الحدود إلى حزب العمال الكردستاني، الذي استأنف صراعه المسلح مع تركيا، بحسب مراسلنا.
ويتهم إردوغان دوما الغرب بشأن سوريا، ويتهمهم بالتآمر وعدم التدخل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، كما يصف النقد القائل بأن الجهاديين سُمح لهم بعبور الحدود التركية بأنه “لا أساس له”.
وأعرب لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي المنقضية فترة ولايته، عن شكوكه في التزام الولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة في سوريا قائلا إن سياستها “الغامضة” تسهم في المشكلة.
وقال فابيوس إنه لم يتوقع أن يغير الرئيس الأمريكي باراك أوباما استراجيته قبل أن يغادر منصبه، بغض النظر عما قاله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للداعمين الرئيسيين للأسد.
وأضاف : “لست متأكدا من أن نهاية فترة ولاية أوباما ستدفعه إلى عمل كما أعلن وزير خارجيته . توجد كلمات، لكن الأفعال مختلفة ومن الواضح أن الإيرانيين والروس يشعرون بذلك”.
المصدر: BBC عربي