إعدامات لجيش الإسلام تحاكي إعدامات التنظيم وأعلى حصيلة للقتلى في حزيران الأكراد يَطردون داعش من تل أبيض والدولة الإسلامية تعاني نقصاً بالرجال بالرقة الخميس,2 تموز 2015 الموافق 15 رمضان 1436هـ
تمكن المقاتلون الاكراد من طرد تنظيم الدولة الاسلامية مجددا من مدينة تل ابيض الاستراتيجية الحدودية مع تركيا، فيما يبدو ان اطراف النزاع الاخرى في سوريا باتت تستلهم اساليب الرعب المعتمدة من الجهاديين.
وأوقع النزاع المتشعب والمتعدد الجبهات وأعمال العنف المروعة التي تشهدها البلاد في حزيران اعلى حصيلة شهرية من القتلى المدنيين منذ بدء العام 2015.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن امس «طرد المقاتلون الاكراد تنظيم الدولة الاسلامية من حي مشهور فوقاني الذي كان سيطر عليه امس» في مدينة تل ابيض المختلطة العربية الكردية في محافظة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي.
وتسببت الاشتباكات بين الطرفين بمقتل ثلاثة مقاتلين اكراد واربعة عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية، وفق المرصد.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية ريدور خليل «القضاء نهائيا على مجموعة داعش التي دخلت الحي» و«طردها من المنطقة».
ونجح التنظيم الثلاثاء في اقتحام مدينة تل ابيض مجددا بعد اسبوعين من طرده منها وسيطر على احد احيائها الشرقية. وتحدث الاكراد عن «عملية تسلل».
وبالسيطرة على تل ابيض في 16 حزيران، تمكن الاكراد من قطع طريق امداد مهم للتنظيم عبر تركيا ومن ريف الرقة الى مدينة الرقة، مركز المحافظة.
وشن التنظيم الاسبوع الماضي هجوما مفاجئا على مدينة كوباني التي كان انسحب منها في كانون الثاني تحت وطأة المعارك مع الاكراد والغارات الجوية من الائتلاف الدولي بقيادة اميركية، وسيطر على عدد من الابنية فيها في نقاط عدّة، لكن الاكراد نجحوا في طرده منها مجددا بعد يومين. وفيما تراوح العمليات العسكرية مكانها من دون تحقيق انجازات تذكر لأي من الاطراف على الأرض، بات الرعب سيّد الموقف من دون منازع على الساحة السورية بعد اربع سنوات من الحرب.
وخلال الايام الاخيرة، نفذ تنظيم الدولة الاسلامية عمليات قتل مروعة جديدة بينها اعدام سيدتين بقطع الرأس للمرة الاولى في سوريا امام حشد من المواطنين.
وأوضح المرصد ان السيدتين اعدمتا مع زوجيهما يومي الاحد والاثنين في محافظة دير الزور (شرق) بعد اتهامهم بـ «ممارسة السحر».
كما أعدم التنظيم سيدتين الثلاثاء باطلاق النار على رأسيهما بتهمة «التعامل والتخابر مع النظام النصيري».
وأعلن المرصد امس صلب التنظيم ثمانية اشخاص وهم احياء في مدينة الميادين في دير الزور (شرق) بسبب تناولهم الطعام في شهر رمضان.
وعلق التنظيم في اعناق الرجال الثمانية لوحات صغيرة كتب على كل منها «يصلب يوماً كاملاً ويجلد سبعين جلدة لإفطاره في رمضان».
وسبق للتنظيم ان صلب عشرين شخصا وهم احياء بينهم قاصران، وبذلك يرتفع عدد الاشخاص الذين نفذ بهم تنظيم الدولة الاسلامية «هذا العقاب» منذ بدء شهر رمضان الى 28، بحسب المرصد.
ونفذ تنظيم الدولة الاسلامية خلال سنة في سوريا وفق المرصد، اكثر من ثلاثة آلاف اعدام صلبا او شنقا او ذبحا او رجما او حرقا او رميا بالرصاص بتهم عدة تراوح بين الكفر والمثلية الجنسية و«قتال الدولة الاسلامية» و«التجسس للنظام النصيري» والسحر وغيرها.
ورداً على قتل تنظيم الدولة الاسلامية عناصر من «جيش الاسلام»، ابرز فصيل اسلامي مقاتل في ريف دمشق، نشر الفصيل شريط فيديو الاربعاء على الانترنت يتبنى فيه اعدام 18 عنصرا من التنظيم الجهادي.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية نشر الخميس الماضي شريطا مصورا يظهر اقدام عناصر منه على اعدام 12 عنصرا من فصائل قاتلت ضده عبر قطع رؤوسهم، قائلا انهم اسروا خلال معارك في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبينهم عناصر من «جيش الاسلام».
واعتمد الشريط الذي اعده «جيش الاسلام» تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية وتعابير شبيهة بتلك التي يستخدمها التنظيم الجهادي في اشرطته الترويجية.
وظهر في الشريط 18 رجلا باللباس الاسود مقنعي الوجوه وموثوقين بقيود وكرات حديدية ثقيلة في اقدامهم مع سلاسل حديدية ضخمة في ايديهم واعناقهم، وهم يسيرون الى جانب عناصر من «جيش الاسلام» ارتدوا اللباس البرتقالي، وهو لباس سجناء غوانتانامو الذي يلبسه تنظيم الدولة الاسلامية لضحاياه قبل اعدامهم.
ويقوم عناصر «جيش الاسلام» بإزالة الاقنعة عن وجوه الاسرى الـ18 الذين جثوا ارضا قبل ان يطلقوا النار على رؤوسهم من الخلف من بنادق حربية، فتتدفق الدماء من رؤوسهم.
واتهم «جيش الاسلام» تنظيم الدولة الاسلامية بالتنسيق مع النظام السوري «النصيري» من اجل «اقامة ولاية داعش» في الغوطة الشرقية.
ويتحصن «جيش الاسلام» خصوصا في الغوطة الشرقية حيث يقاتل النظام مع فصائل اخرى.
وحصلت مواجهات عدة خلال فصل الشتاء بينه وبين تنظيم الدولة الاسلامية.
نقص بالرجال
في هذا الوقت، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد نشر كاميرات مراقبة في مدينة الرقة معقله في سوريا لعدم وجود أعداد كافية من عناصره فيما يبدو للقيام بدوريات في الشوارع.
وأضاف المرصد نقلا عن نشطاء على الأرض أن التنظيم أرسل فيما يبدو أفرادا من قواته من الرقة للقتال في مناطق أخرى من سوريا مما أدى إلى نقص عدد الأفراد المكلفين بأعمال الدورية في شوارع المدينة.
وتعد الرقة عاصمة فعلية للتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من الأراضي تمتد بين سوريا والعراق.
ويتعرض التنظيم لضغط في شمال سوريا بفعل هجمات وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحين سوريين متحالفين معها إضافة إلى الغارات الجوية التي يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وفرض التنظيم نمطا صارما للحياة في الرقة استنادا إلى تفسيره المتشدد للإسلام.
ويشمل ذلك القتل العلني للأشخاص المتهمين بانتهاك أي أحكام فضلا عن حظر الخمور والسجائر وفرض لباس يغطي المرأة من الرأس حتى أخمص القدم.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا والذي يجمع معلوماته من مصادر على الأرض إن الكاميرات نشرت أيضا للمساعدة في حماية كبار شخصيات التنظيم بالمدينة الذين يخشون من وجود جواسيس ينقلون المعلومات لأعداء التنظيم.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن تنظيم الدولة الاسلامية يخشى من قيام أشخاص في الرقة بنقل احداثيات مواقع قادته وقواعده للقوات التي تقودها الولايات المتحدة لقصفها.
ويفرض الجهاديون نظاما صارما للسيطرة على الاتصالات بالمدينة. كما انهم يديرون الخدمات العامة مثل المياه والكهرباء ودفع الرواتب وحركة المرور ويديرون كل شيء من المخابز وحتى المدارس.
وقال المرصد إن تنظيم الدولة الاسلامية يوجه الخدمات مثل الكهرباء للمناطق التي يعيش فيها قادته في الرقة بينما تقطع عن المناطق الأخرى.
في غضون ذلك، قتل ثمانية اشخاص على الأقل جراء غارات جوية لقوات النظام استهدفت بلدة صيدا في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد الذي اشار الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب «وجود جرحى في حالات خطرة».
ووثق المرصد السوري امس مقتل 1502 مدنيا في سوريا، بينهم 288 طفلا دون الثامنة عشرة، خلال شهر حزيران، في اعلى حصيلة شهرية للقتلى المدنيين منذ بدء العام الحالي.
أما اجمالي القتلى من مدنيين وعسكريين خلال الشهر الماضي فقد بلغ 5247 شخصا، وهي ثاني اعلى حصيلة شهرية للقتلى منذ بداية 2015.
من جهة ثانية، قالت قوة المهام المشتركة إن طائرات الولايات المتحدة وحلفائها شنت 17 غارة جوية ضد أهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق يوم الثلاثاء في أحدث جولة من الهجمات على التنظيم المتشدد.
وأضافت قوة المهام المشتركة التي تشرف على الغارات في بيان يوم الأربعاء إن شمال سوريا شهد خمس غارات باستخدام طائرات هجومية وقاذفة ومقاتلة قرب الحسكة وكوباني وتل ابيض.
النقص بالتمويل
وسط هذه التطورات، اعلن برنامج الاغذية العالمي امس انه سيخفض مساعداته الى اللاجئين السوريين في لبنان والاردن بسبب النقص في التمويل، مطالبا بـ138 مليون دولار ليستمر في برامجه.
وقال مهند هادي المدير الاقليمي للبرنامج في بيان «في الوقت الذي كنا نعتقد ان الوضع لا يمكن ان يكون اسوأ، نجد انفسنا مجبرين اليوم على خفض المساعدات اكثر فأكثر».
وقال ايضا «ان اللاجئين كانوا اصلا يجدون صعوبة كبيرة للصمود بالقليل الذي كنا نقدمه لهم».
وستصبح قيمة القسائم الغذائية الموزعة في لبنان 13.50 دولارا للشخص شهريا، في حين ان توزيع هذه المساعدات قد يتوقف تماما في الاردن ابتداء من الشهر المقبل في حال لم يصل تمويل اضافي على وجه السرعة.
وبدلا من توزيع المواد الغذائية اختار برنامج الاغذية العالمي توزيع قسائم الكترونية يستطيع الشخص ان يشتري بقيمتها من الاسواق المحلية.
ويعتبر برنامج الاغذية العالمي اكبر وكالة اغذية في العالم ويتم تمويله من مساهمات دول ومؤسسات وافراد.
واوضح هادي ان «بعض السوريين يقومون بسحب اولادهم من المدارس او يختصرون الوجبات الثلاث اليومية او يستدينون للعيش. ان انعكاسات هذا الوضع على المدى الطويل قد تكون كارثية».
وحصل برنامج الاغذية العالمي عام 2014 على 5.38 مليارات دولار كمساهمات اي بزيادة بلغت 27٪ عن العام 2013. الا ان تفاقم الازمة في سوريا يزيد الحاجات وبالتالي النفقات.
دي ميستورا
سياسياً، يتوجه وسيط الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى نيويورك، الاثنين، كي يرفع تقريراً عن مهمته إلى المنظمة الدولية، بحسب ما أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق.
وقال المتحدث إن دي ميستورا «سيجري محادثات مع مسؤولين، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومن ثم في مجلس الأمن»، موضحاً أن الموفد سيرفع «توصياته حول الخطوات الواجب اتباعها مع أخذ محصلة مشاوراته في الاعتبار».
ويجري الموفد الأممي، الذي عين قبل نحو عام، منذ الـ5 من مايو «مشاورات منفصلة» مع أطراف النزاع في سوريا.
والتقى في هذا الإطار مسؤولين في النظام والائتلاف، كما التقى عدداً من ممثلي وسفراء دول المنطقة. كما التقى الأسد في دمشق منتصف حزيران.
وكان من المقرر أن تستمر هذه المشاورات التي جرت في جنيف لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، لكن دي ميستورا أعلن مؤخراً أنه سيواصلها في تموز. ويعود آخر تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي إلى 24نيسان.
(اللواء – وكالات)