إيران تبطئ إنتشارها في سوريا..وتنقل صواريخها الى العراق

27

قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن إيران أبطأت وتيرة نشر قواتها في سوريا، وعزا السبب إلى التدخل العسكري الإسرائيلي وأزمة طهران الاقتصادية.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن ليبرمان قوله، إنه “لا أنشطة في هذه المرحلة من جانب إيران لبناء مصانع لإنتاج صواريخ في الأراضي السورية”. لكنه أضاف أن الإيرانيين “لم يتخلوا عن الفكرة، إنهم مستمرون في التفاوض مع حكومة الأسد بشأن إنشاء مواقع عسكرية في سوريا”.
وأضاف ليبرمان إن “السبب الرئيسي وراء هذا التوقف هو عملنا اليومي الشاق في سوريا” والضغوط الاقتصادية، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وتوقع ليبرمان أن تسوء الأوضاع أكثر في إيران بعد بدء المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر.
من جهة ثانية، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر إيرانية وعراقية وغربية أن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل في العراق، وهي تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط ولامتلاك وسيلة تمكنها من ضرب خصومها في المنطقة.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية إن إيران نقلت الصواريخ الباليستية القصيرة المدى خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسؤولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.
ونقلت الوكالة عن مسؤول إيراني بارز أن “المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة إن هي هوجمت”. وأضاف “عدد الصواريخ ليس كبيراً.. مجرد بضع عشرات، لكن بالإمكان زيادته إن تطلب الأمر”.
والصواريخ المنقولة هي صواريخ “زلزال” و”فاتح 110″ و”ذو الفقار”، ويتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر، مما يضع الرياض في السعودية وتل أبيب في إسرائيل على مسافة تتيح ضربهما إن تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق أو غربه.
وقال المصدر الغربي إن عدد الصواريخ لا يتجاوز العشرات وإن الغرض من عمليات النقل إرسال إشارة للولايات المتحدة وإسرائيل وخاصة بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سوريا. وأضاف “يبدو أن إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية”.
وذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قراراً اتخذ قبل نحو 18 شهراً بالاستعانة بفصائل مسلحة لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الأشهر القليلة الماضية بما في ذلك وصول قاذفات صواريخ. وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني لـ”رويترز”: “لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة من بينها العراق، فإن هاجمتنا أميركا هاجم أصدقاؤنا مصالح أميركا وحلفاءها بالمنطقة”.
وقال المصدر الغربي والمصدر العراقي إن المصانع المستخدمة في تطوير صواريخ بالعراق توجد في الزعفرانية شرقي بغداد وجرف الصخر شمالي كربلاء. وقال مصدر إيراني إنه يوجد مصنع أيضاً في كردستان العراق.
وقال المصدر بالمخابرات العراقية إن مصنع الزعفرانية أنتج رؤوساً حربية ومادة السيراميك المستخدمة في صنع قوالب الصواريخ في عهد صدام حسين. وأضاف أن جماعات شيعية محلية جددت نشاط المصنع عام 2016 بمساعدة إيرانية. وتابع أنه “تمت الاستعانة بفريق من المهندسين الشيعة ممن عملوا في المنشأة في عهد صدام، بعد فحص سجلاتهم، لتشغيل المصنع”. وقال إنه “جرى اختبار الصواريخ قرب جرف الصخر”.
وفيما امتنعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووزارة الدفاع عن التعليق. أكد مسؤول أميركي لـ”رويترز”، أن طهران نقلت على مدى الأشهر القليلة الماضية صواريخ إلى جماعات بالعراق، لكنه لم يستطع تأكيد إن كانت هناك أي قدرة على إطلاق تلك الصواريخ من مواقعها الحالية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول ثانٍ في المخابرات العراقية أن بغداد على علم بتدفق الصواريخ الإيرانية للمساعدة في محاربة تنظيم “داعش”، لكن الشحنات استمرت في الوصول بعد هزيمة التنظيم. وقال: “الأمر كان واضحاً لأجهزة الاستخبارات العراقية بأن تلك الترسانة من الصواريخ و التي مصدرها إيران لم تكن لغرض محاربة داعش لكنها ورقة ضغط تستخدمها إيران عندما تدخل في صراع إقليمي”.
وأضاف “لا نستطيع منع الميليشيات من إطلاق الصواريخ الإيرانية لأنه وببساطة مفتاح الإطلاق ليس بأيدينا. إنه مع الإيرانيين الذين يتحكمون بزر الإطلاق”. وتابع: “إيران بالتأكيد ستستخدم الصواريخ التي أرسلتها إلى الميليشيات التي تساندها لغرض إرسال رسالة قوية لأعدائها في المنطقة وإلى الولايات المتحدة مفادها أنها تمتلك القدرة على استخدام الأراضي العراقية منصة إطلاق لصواريخها لتوجيه ضربة في الزمان و المكان الذي تختاره”.
وتعليقاً، نقلت القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة عن ضابط أن الجيش الإسرائيلي، كان يعلم بعمليات نقل صواريخ من إيران إلى العراق منذ أسابيع. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي تابع عن كثب هذه العملية.
وتابع أن “التقديرات داخل الجيش الإسرائيلي، تتلخص في أن نقل الصواريخ الإيرانيّة للعراق، جاء رداً على الهجمات الإسرائيليّة على القواعد الإيرانيّة في سوريا”. وأضاف أن “نشاط إسرائيل الجاد والقوي ضد تمركز القوات الإيرانية في سوريا ومعارضة واشنطن لذلك، دفع طهران لنقل بعض الصواريخ إلى العراق”.

المصدر: المدن