إيران وميليشياتها في آب: 37 قتيلاً باستهدافات جوية وبرية.. ومواجهات مستمرة مع القوات الأميركية.. وسعي متواصل لتجنيد أهالي الدير رغم الأوضاع العسكرية

المرصد السوري يطالب الجهات الدولية بالعمل الجاد على إخراج إيران وميليشياتها من سورية وتقديم المتورطين بقتل وتهجير السوريين إلى محاكم عادلة

194

تواصل إيران وميليشياتها فرض هيمنتها المطلقة على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق البلاد، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها.
بل على العكس من ذلك تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال الشهر الثامن من العام 2024.

 

الخسائر البشرية
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 37 من الميليشيات التابعة لإيران ضمن الأراضي السورية خلال الشهر الثامن من العام 2024، قتلوا جميعاً باستهدافات برية وجوية متفرقة، وجاءت التفاصيل على النحو الآتي:
– 9 من الجنسية السورية باستهداف جوي أميركي
– 4 من الجنسية السورية باستهدافات جوية إسرائيلية
– 5 من جنسيات غير سورية باستهدافات جوية إسرائيلية
– 1 من الجنسية السورية بعملية اغتيال
– 18 من الجنسية السورية باشتباكات مع قسد

 

الميليشيات تواصل هجماتها على القواعد الأميركية
جددت القوات المدعومة من إيران في العراق وسورية هجماتها المتصاعدة على قواعد التحالف الدولي داخل الأراضي السورية، في إطار حملة الانتقام لغزة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، 3 هجمات على قواعد التحالف، توزعت على النحو الآتي:
— 1 على قاعدة معمل كونيكو للغاز
— 1 على قاعدة حقل العمر النفطي
— 1 على قاعدة خراب الجير بالحسكة

فيما جاءت تفاصيل تلك الاستهدافات وفق الآتي:
-3 آب، استهدفت الميليشيات الموالية لإيران منطاد مراقبة تابع لقوات “التحالف الدولي” قرب قاعدة حقل العمر النفطي أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، شرق دير الزور، مما أدى لسقوطه
-9 آب، استهدفت طائرة مسيّرة “هجومية” قاعدة “خراب الجير” التابعة لقوات “التحالف الدولي”، في منطقة رميلان في ريف الحسكة، حيث سقطت في القاعدة، ما أدى لإصابة 8 جنود.
-13 آب، استهداف الميليشيات المدعومة من إيران المتمركزة على الضفة الغربية لفرات، بالقذائف معمل كونيكو للغاز الذي تتمركز ضمنه قوات أمريكية
بينما ردت القوات الأميركية بقصف جوي بتاريخ 11 آب، حين قتل 9 عناصر من الميليشيات الموالية لإيران وأصيب آخرون بجراح، جراء استهداف طائرة مسيّرة لسيارة عسكرية كانوا يستقلونها بين قريتي الكشمة والدوير في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية – العراقية.

 

رفع حالات التأهب في ظل المواجهات مع التحالف وقسد
أوعزت قيادة الميليشيات الإيرانية في دير الزور برفع حالة التأهب للدرجة القصوى ضمن مناطق سيطرتها واستدعاء العناصرة وقادة المجموعات من جنسيات سورية وغير سورية من إجازاتهم، كما أخلت الميليشيات المقرات التابعة لها في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية – العراقية، ونقلت عربات تحمل راجمات صواريخ من المدينة باتجاه جهة مجهولة، وسط تأهب أمني شديد.
يأتي ذلك على خلفية المواجهات المتجددة بين الميليشيات بدير الزور عبر المسلحين المحليين موالين لها من جانب، وقوات سوريا الديمقراطية والتحالف من جانب آخر، حيث قتل 18 من المسلحين الموالين لإيران خلال الاشتباكات بشهر آب.
وفي السياق، تعمد الميليشيات الموالية لإيران إلى إفراغ مقرات عسكرية ونقلها من مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي باتجاه بعض القرى المحيطة، مع توقف شبه تام عن استقدام السلاح والعناصر.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أفرغت الميليشيات العديد من المقرات العسكرية من المربع الأمني داخل المدينة ومن قرب مشفى بدر باتجاه قرى محيطة مثل الغبرة والسيال، وذلك تحسباً لأي استهداف من قبل طائرات “التحالف الدولي”.

 

تدريبات مستمرة غرب الفرات
تواصل الميليشيات التابعة لإيران إجراء تدريبات عسكرية ضمن مناطق نفوذها غرب الفرات بمحافظة دير الزور، ففي 6 آب، دوت انفجارات عنيفة هزّت مدينة دير الزور ، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية للميليشيات الإيرانية في معسكر الطلائع غرب المدينة.
وفي 20 آب، دوت انفجارات عنيفة هزّت مدينة دير الزور، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالمدفعية الثقيلة والهاون للميليشيات الإيرانية في معسكر الطلائع بمدينة دير الزور، تزامنا مع نشر تلك الميليشيات عدة مدافع في قرية الجفرة.

 

تصاعد بعمليات إدخال الشحنات العسكرية إلى “المحمية الإيرانية
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، استمرار عمليات إدخال السلاح من قبل الميليشيات التابعة لإيران إلى دير الزور قادمة من العراق، حيث دخلت 3 دفعات خلال شهر آب جاءت تفاصيلها وفق الآتي:
-2 آب، أدخلت الميليشيات الإيرانية شاحنتين محملتين بالأسلحة عبر معبر السكك في البوكمال قادمة من العراق، برفقة سيارتين لميليشيا “حزب الله” العراقي، وتوجهت إلى مدينة دير الزور.
-6 آب، استقدمت الميليشيات الموالية لإيران 4 شاحنات، محملة بمعدات لوجستية وطبية، داخل “برادات”، يرافقها سيارات مدنية قادمة من العراق، عبر معبر السكك إلى مدينة البوكمال شرقي دير الزور، برفقة عناصر حماية، وبحسب مصادر المرصد السوري، فقد توجهت الشاحنات نحو تجمع مقرات للميليشيات في المدينة ليتم تفريغ بعض من حمولاتها في التجمع، وإرسال المتبقي منها إلى مقرات عسكرية أخرى.
-24 آب، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، دخول شاحنتين محملتين بالأسلحة إلى مدينة دير الزور، قادمتين من العراق، وتوجهتا نحو معسكر الطلائع الذي تتمركز ضمنه ميليشيا “حزب الله” اللبناني في القسم الشرقي من المعسكر.

 

رغم الأوضاع العسكرية.. دورات مستمرة لتجنيد أهالي الدير
أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني افتتحت دورة تدريبية لنحو 60 طفلاً دون سن الـ 15 في معسكر عين علي الواقع في بادية القورية ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في ريف دير الزور الشرقي، حيث سيتلقى الأطفال تدرييات للدفاع عن النفس ودروس فكرية حول مذهب “ولي الفقيه”، ووفقاً للمصادر، فإن جميع هؤلاء الأطفال تم استقطابهم من خلال المركز الثقافي الإيراني، وعدد من الجمعيات المدعومة من إيران، ومنظمة “الجهاد والبناء” في مدينة الميادين.
وفي 20 آب، أطلقت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني دورة عسكرية جديدة في معسكر قاسم سليماني بريف دير الزور الغربي ضمن مستودعات عياش، تشمل الدورة 40 عنصراً من المنتسبين المحليين براتب 150 دولاراً أمريكياً، وتتناول التدريبات استخدام مضادات الدروع والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة والدروس الفكرية الخاصة بولاية الفقيه. حيث ستستمر لمدة 45 يوماً.
وفي 27 آب، نظم المركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور دورات مجانية لتعليم اللغة الفارسية، مستهدفة الشباب والأطفال، ضمن جهود نشر فكر “الولي الفقيه”، مستغلين الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها سوريا، حيث افتتحت العضو في المركز الثقافي الإيراني، (ف. ط)، اليوم، دورة جديدة في مدينة دير الزور، انضم إليها العشرات من أبناء سكان المحافظة.
وأعلن المركز الثقافي الإيراني في مدينة دير الزور عن تقديم جوائز مالية قيمة لكل من يتقن اللغة الفارسية.
كما وعدوا الطلاب بتنظيم رحلات ترفيهية للشباب والشابات لتعزيز المشاركة.

 

حزب الله اللبناني يتخفى عند الحدود مع لبنان
تغيب دلالات تواجد “حزب الله” اللبناني عند الحدود السورية -اللبنانية وقرب الجولان المحتل، منذ ما يزيد عن الشهرين، مطلع حزيران الماضي، تجنبا للضربات الإسرائيلية، بعد أن كانوا يظهرون فوق الأرض قبل أكثر من شهرين، حيث أزال الحزب من أعلى المقرات والأماكن التي كان يفرض سيطرته عليها، حيث رصد نشطاء المرصد خلال اليومين الفائتين، في القصير والقلمون في ريف دمشق، غياب كامل لعناصر “حزب الله” ومظاهره العسكرية في أماكن تواجده السابقة، وبالمقابل تواجد سوريين بأعداد قليلة فيها.
فيما لاتزال مجموعات “الحزب” متواجدة في سورية بقناع وأماكن أخرى، حيث يتواجد الآلاف من عناصر الحزب عند الحدود السورية-اللبنانية كانوا ظاهرين للعيان قبل أشهر، بالإضافة لمئات العناصر من العراقيين والسوريين وقوات النخبة الذين كانوا يظهرون في ريف القنيطرة وريف دمشق، قبل اختفائهم بشكل كامل.
واتخذ “الحزب” إجراءات احترازية كمنع منع تجول القادة العسكريين والعناصر بشكل علني، ومحاولة عدم كشف تنقل الشاحنات التابعة له بين لبنان وسوريا.
ويتخوف الحزب من تكرار استهداف مواقعه والأبنية التي يتحصن فيها والآليات العسكرية التي يستخدمها من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي تجنباً لتكبده المزيد من الخسائر عقب التصعيد الإسرائيلي الكبير خلال الفترة السابقة والذي ركز بشكل أساسي على استهدافه في سوريا ملحقاً العديد من القتلى والجرحى في صفوف عناصره والسوريين العاملين في صفوفه.

 

استباحة إسرائيلية مستمرة..
تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر آب، 6 استهدافات إسرائيلية، 5 منها جوية، و1 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 16 هدف ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

وتسببت تلك الضربات بمقتل 9 من العسكريين بالإضافة لإصابة 14 آخرين منهم بجراح متفاوتة، والقتلى هم:
– مستشار إيراني الجنسية
– 1 من حزب الله اللبناني
– 4 من الميليشيات التابعة لإيران من الجنسية السورية
– 3 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسية غير سورية

بالإضافة لاستشهاد سيدة بالاستهدافات الإسرائيلية

فيما توزعت الاستهدافات على الشكل التالي:
-2 لدمشق وريفها
-1 لدرعا
-3 لحمص
-1 لحماة

وفي إطار ذلك، أفرغت الميليشيات الإيرانية مستودعات مكشوفة لها قرب مواقع عسكرية استراتيجية، إضافة إلى نقاط عسكرية قرب مراكز البحوث العلمية في مصياف وحلب ودمشق ومنطقة السيدة زينب وجنوب غرب دمشق.
ونقلت الميليشيات العتاد العسكري إلى أماكن سرية في جرود سلسلة جبال القلمون الغربية وما يعرف بهضبة عسال الورد التي تبتعد 55 كيلومتر عن العاصمة دمشق، ومناطق تتداخل حدوديا بين سورية ولبنان.

 

ويؤكد المرصد السوري بأن إيران لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.
وفي ذات الوقت، تقصف إسرائيل المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.

وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.

ويشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.