اجتماع حول الأزمة السورية غداً في برلين

32

أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم أن الرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل سيعقدون اجتماع عمل يتناول الأزمة السورية غداً في برلين بعد قمة حول أوكرانيا.

وقالت أوساط هولاند إن الهدف خصوصاً هو «إيصال الرسالة نفسها إلى فلاديمير بوتين حول سورية: وقف دائم لإطلاق النار في حلب وإيصال المساعدات الإنسانية لوقف المأساة في هذه المدينة».

من جهتها، أعانت الأمم المتحدة في بيان عقد جلسة خاصة لـ «مجلس حقوق الإنسان» التابع للمنظمة الدولية الجمعة المقبل بناء على طلب رسمي من بريطانيا لبحث الوضع المتدهور في حلب.

وقدم الطلب نيابة عن 11 دولة غربية وعربية، من بينها الولايات المتحدة وقوى إقليمية تدعم المعارضة السورية، إلى المجلس الذي يضم 47 دولة في جنيف. وذكر البيان أن الخطاب البريطاني قال إن الجلسة الخاصة ضرورية «بعد التدهور في الآونة الأخيرة في حال حقوق الإنسان في حلب وتقاعس نظام الأسد وحلفائه عن الوفاء بالتزاماتهم الدولية تجاه حقوق الإنسان».

وكثّفت روسيا التي أعلنت هدنة إنسانية لساعات في حلب الخميس المقبل غاراتها على الأحياء الشرقية في المدينة فجر اليوم، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين، فيما أعلنت موسكو في وقت لاحق اليوم أن وقف الغارات الروسية والسورية على المدينة «بادرة حسن نية» غير مرتبطة بالضغوط الفرنسية والألمانية.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن هذه الخطوة هي «بادرة حسن نية من الجيش الروسي (…) وليست مرتبطة بالانتقادات التي وجهتها فرنسا وألمانيا».

وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيشين السوري والروسي أوقفا الغارات على حلب اعتباراً من الساعة العاشرة صباحاً، موضحاً أن هذا الإعلان المُبكر ضروري لتطبيق الهدنة الإنسانية التي ستتيح للمدنيين مغادرة حلب بعد غد، وللسماح للمعارضة بالانسحاب من الأحياء الشرقية، وخيّر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين «جبهة فتح الشام» بين «الانسحاب أو الهزيمة».

لكن فصائل معارضة رفضت أي انسحاب من حلب، وقال المسؤول السياسي لجماعة «فاستقم» زكريا ملاحفجي إن «الفصائل ترفض الخروج بالمطلق والاستسلام»، وقال الفاروق أبو بكر القيادي في حرك «أحرار الشام» إن المقاتلين سيواصلون القتال، و«لا يوجد في حلب أي إرهابي».

وعلق الناطق باسم الخارجية جون كيربي بحذر عبر شبكة «سي إن إن»: «نحن راضون بالتأكيد عن سماع معلومات مفادها أنه قد يتم تقليص العنف»، لكنه تدارك: «لا يزال الوقت مبكراً للقول إن هذا صحيح وكم من الوقت سيصمد. سبق أن شهدنا هذا النوع من الالتزامات والوعود. وشهدنا أنه لم يتم الوفاء بها». وأضاف: «نتابع باهتمام، إنه إعلان مرحب به ولكن ينبغي أن نرى إذا كان يمكن الوثوق به».

ونفذت طائرات روسية بعد منتصف الليل غارات مكثفة استهدفت أحياء عدة شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة، وسقطت قذائف على حي حلب الجديدة غرب المدينة، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.

وكانت موسكو أعلنت الهدنة مساء أمس بهدف «عدم إضاعة الوقت»، في خطوة رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لكنهما اعتبراها غير كافية لإدخال المساعدات.

وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان العامة الروسية: «موسكو ودمشق اتخذتا القرار في المقام الأول للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة بحرية تامة وإجلاء المرضى والجرحى وانسحاب المسلحين»، مضيفاً أنه سيتم «فتح ممرين أحدهما عبر طريق الكاستيلو لانسحاب المقاتلين وستة ممرات إنسانية اخرى لإجلاء المدنيين».

وصرح الناطق باسم الأمم المتحدة: «نحن مسرورون بالطبع لانخفاض حدة القتال (…) لأن ذلك يحمي المدنيين»، إلا أنه أكد ضرورة أن «تصمت المدافع قبل تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية الى المنطقة وقبل إجلاء المرضى والجرحى من المنطقة». وأضاف أنه «يجب أن نحصل على تطمينات من جميع جهات النزاع، وليس فقط إعلان أُحادي بأن ذلك سيحدث»، من دون أن يكشف إن كانت الأمم المتحدة تلقت تطمينات أمنية من أي من أطراف النزاع.

وقال لاركه «نواصل الدعوة إلى هدنة مدتها 48 ساعة»، مضيفاً أن «الأمم المتحدة لديها خطة لإخلاء المرضى والجرحى من شرق حلب، إلا أنها غير مشاركة في أي مفاوضات» حول الإعلان الروسي. وتابع: «يجب أن تتم حركة المدنيين في شكل آمن وطوعي يحفظ كرامتهم، ويجب أن لا يتم الخلط بينها وبين خطة الأمم المتحدة لإجلاء المرضى والجرحى».

ومن جهة أخرى، نشر الجيش النروجي اليوم صوراً لحاملة الطائرات الوحيدة للبحرية الروسية تبحر مع مواكبة بحرية مهمة باتجاه سورية حيث ستعزز الوجود العسكري الروسي. والتقطت صور أمس للحاملة «الأميرال كوزنيتسوف» ومقرها سيفيرومورسك في بحر بارنتس وسبع سفن حربية في المياه الدولية قبالة النروج، بحسب ما أعلنت الناطقة باسم مركز عمليات الجيش النروجي القومندان اليزابيث ايكلاند.

وقالت «ابلغنا انهم في طريقهم الى المتوسط»، موضحةً أنه «من غير المعهود ان نرى هذا العدد الكبير من السفن تبحر معا قبالة النروج». ومن جهته، أعلن الأسطول الروسي ان حاملة الطائرات تبحر الى سورية وعلى متنها طائرات ومروحيات قتالية عدة لتعزيز الوجود العسكري الروسي في هذه المنطقة.