احتدام المعارك جنوب حلب… وموسكو تستبعد هدنة جديدة

8

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الإثنين أن إعلان هدنة «إنسانية» جديدة في مدينة حلب السورية أمر «غير مطروح»، في وقت استؤنفت المعارك بين القوات النظامية السورية وميليشيات موالية لها وبين الفصائل المعارضة في ثاني مدن البلاد.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن اشتباكات عنيفة تدور بين «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً) والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة أخرى، في محاور مشروع 1070 جنوب غربي حلب ومحور خان طومان – كتيبة الصواريخ في ريف حلب الجنوبي وحيي العامرية والشيخ سعيد جنوب حلب «وسط استمرار عمليات القصف المتبادل بين الطرفين». وكانت القوات النظامية سيطرت الأحد على كتيبة الدفاع الجوي جنوب حلب بعد معارك عنيفة ضد «فتح الشام» التي أعلنت شن هجوم معاكس لاستعادتها لكنها لم تنجح في ذلك، كما يبدو، إذ إن القوات الحكومية تقدّمت مجدداً أمس في المنطقة ذاتها وسيطرت على تلة بازو القريبة من الكتيبة.

وترافق ذلك مع قصف القوات النظامية حيي المشهد والأنصاري في مدينة حلب، في حين قُتلت طفلة وأصيب أكثر من 14 آخرين بجروح نتيجة سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق سيطرة النظام في حي صلاح الدين بمدينة حلب. وتمكنت الفصائل من أسر عنصرين من قوات النظام خلال الاشتباكات على محور صلاح الدين، وفق ما قال «المرصد» وهو أمر أكدته «حركة نور الدين الزنكي» التي وزعت صورة لأسيرين لديها من الجنود الحكوميين.

أما المصادر الإخبارية الموالية للحكومة السورية فأوردت معلومات عن «إغارة» قامت بها وحدات عسكرية على مواقع المعارضة في محور سوق الجبس (عقرب) بمحاذاة مشروع 1070، جنوب حلب، وفق موقع «المصدر نيوز». ونقل الموقع عن «مصدر ميداني» أن «قوات الجيش تمكنت من قتل 8 مسلحين وأسر ثلاثة آخرين» في العملية التي حصلت على هذه الجبهة. وأوضح «المصدر نيوز» أن سيطرة الجيش النظامي على منطقة سوق الجبس سيسمح له بقطع «طريق الإمداد الغربي لمشروع 1070» الذي تتقاسم السيطرة عليه القوات النظامية وفصائل المعارضة.

وأوضح الموقع ذاته أمس أن الطائرات الحكومية السورية رمت مناشير على أحياء سيطرة المعارضة في شرق حلب حملت صور قتلى من عناصر المعارضة وإلى جانبها عبارة «هذا هو مصيرك» إذا لم تغتنم «الفرصة الأخيرة» التي يمنحها النظام للمحاصرين كي يغادروا شرق حلب.

وفي هذا الإطار، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الإثنين أن إعلان هدنة «إنسانية» جديدة في مدينة حلب أمر «غير مطروح». وقال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية أن «مسألة تجديد الهدنة الإنسانية غير مطروحة»، بعدما انتهت مساء السبت «هدنة إنسانية» أولى أعلنتها موسكو من طرف واحد من دون أن تنجح في إجلاء جرحى أو مدنيين أو مقاتلين من أحياء شرق حلب المحاصرة.

وتابع ريابكوف أنه من أجل إقرار هدنة جديدة، «من الضروري أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة (السورية) بسلوك مقبول، بعدما حالت دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية».

وانتقد موقف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، معتبراً أنه يفضّل انتقاد دمشق وموسكو على «ممارسة نفوذه فعلياً على المعارضة» من أجل إبقاء الهدنة. وأضاف: «ما كنا في حاجة إليه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتحقق».

وقالت موسكو أن الهدف من الهدنة التي انتهت مساء السبت خروج من يرغب من السكان والمقاتلين من الأحياء الشرقية حيث يعيش حوالى 250 ألف شخص، لكن لم يخرج أحد. كما لم تتم عملية إجلاء الجرحى التي كانت مقررة.

ولم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي والجيش السوري ليخرج من يرغب من السكان والمقاتلين عبرها، أي حركة منذ صباح الخميس حتى مساء السبت. علماً أن أحد المعابر الرئيسية شهد في اليوم الأول من الهدنة اشتباكات.

واتهمت قوات النظام وموسكو فصائل المعارضة بمنع الناس من المغادرة، بينما عبّر سكان عن خوفهم من الخروج لعدم ثقتهم بالنظام وبموسكو حليفته، ولخوفهم من التعرض للقنص أو القصف.

من جهة أخرى، رأى ريابكوف أن «الظروف غير متوافرة» لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي جون كيري وسيرغي لافروف، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 8 تشرين الثاني (نوفمبر).

 

المصدر : الحياة