اختفى 12 فرداً من عائلته… الصحفي مؤيد سكيف: معرفة مصير المعتقلين والمغيبين أولوية مطلقة
ذاق الصحفي المدافع بشراسة عن المعتقلين والمغيبين قسرياً من الأصوات السورية الحرة، نار ومرارة لوعة اختفاء 12فردا من عائلته في ظروف غامضة، وبرغم مأساة ماعاشه كان سكيف صوتا لهؤلاء وحاول إيصال أصوات أسرهم وصوته وتشكيل هيئة للدفاع عن معتقلي الرأي في السجون اللبنانية.
يقول مؤيد إن المآسي التي عاشها السوريون لا يمكن أن يتحملها أي بشر.
يجدر الإشارة الى النظام السوري يتزعم قائمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات في البلاد منذ2011 ولازالت أجهزته الأمنية في أوج أنشطتها التعسفية بحق المواطنين.
ويشار إلى أن دمشق لم تف بالتزاماتها في أي من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها، وبشكل خاص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسية، واتخذ مسار التنكيل بالسوريين استراتيجية بدل القيام بالإصلاحات الاقتصادية.
واختفى 12شخصا من أسرة سكيف، إضافة إلى أصدقائه وزملائه الذين غُيبوا من قبل النظام ولم يُسمع عنهم شيئا إلى اليوم، برغم محاولات معرفة مصيرهم سواءً اعتقلوا أو قتلوا، لافتا الى أن هؤلاء لم يرتكبوا أي ذنب غير إعلاء صوتهم الحر الذي كان صادحا ضد الظلم والقمع والاستبداد.
وأفاد سكيف بأن عديد الصحافيين أيضا اختطفهم تنظيم الدولة الإسلامية داعش ولم يٌعرف مصيرهم من حينها على غرار الصحفي عبيد البطل ومؤيد السلوم وزملاء آخرين غيبوا بشكل قسري، معتبرا أن الفصائل المسلحة أيضا على غرار قسد اختطفت أشخاصا لا يعرف عنهم شيء اليوم.
وقال إن السلطات التي فرضت نفسها على السوريين بقوة السلاح والدم ومختلف التنظيمات المسلحة والمليشيات الموالية لتركيا وإيران والنظام، جميعهم تورطوا في الاعتقال والاختفاء القسري وامتلأ السجون بهؤلاء الأبرياء بسبب صوتهم الحر.
وأشار إلى انعدام المحاسبة وعدم وجود أركان الدولة دفع بارتفاع وتيرة الاعتقال والاختفاء ” لا يوجد إجراءات قضائية تحاكم من تورط في التنكيل بالأحرار لذلك اعتقل واختفى الآلاف ، ويستمر هذا السيناريو التراجيدي القاهر للكلمة الحرة والقاتل للسوريين”.
وذكّر بأهمية التنديد بالتنكيل بالسوريين من قبل المجتمع الدولي الشاهد على مجازر تقتيل الشعب وتهجيره حين وقف في وجه النظام دفاعا عن حريته وكرامته ودفع ثمن ذلك باهضا، وبرغم ذلك استمر في ثورته ولم يتراجع، مجددا التذكير بتحرير المعتقلين والكشف عن مصير المعتقلين في معتقلات النظام والسجون اللبنانية وغيرها.
وأكد القيادي في حزب اليسار السوري، عبد الله حاج محمد، في حديث مع المرصد السوري لحقوق الانسان، أن اللجنة الدولية لشؤون المفقودين بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني في سوريا تركز على خطوات يمكن اتخاذها للمساعدة بالعثور على الأشخاص المفقودين والمختفين قسرا وضمان حقوق أسرهم ويهدف برنامجهم إلى انشاء قاعدة بيانات خاصة بهم بهدف تحديد مصير أعدادا كبيرة منهم لإدراج هذه المشكلة في أي عملية مستقبلية للسلام والمصالحة وتحد من نطاق السديات الكاذبة والابتزاز المادي لأهلهم وكذلك لوضع منبر لممثلي المجتمع المدني ومنظماته لوضع خطة مشتركة لتحديد مصير هؤلاء ومن خلال مراكز الاستفسار عبر الانترنيت والتواصل مع الناجين وذوي المفقودين، ” اللجنة أكدت انها تبحث عن مصير 100 الف شخص فقدوا في أثناء الصراع كما تعمل اللجنة على ضمان التعاون بين الدول المضيفة للاجئين السورين وبين المنظمات الدولية المعنية وعقدت عدة اجتماعات رفيعة المستوى لممثلي حكومات البلدان المستضيفة التي تعتبر حاسمة لضمان الدعم السياسي وسط ودعم تنفيذ برنامج اللجنة الدولية لشؤون المفقودين وتشير التقديرات التي استشهدت بها الأمم المتحدة عام 2021الى اكثر من 130 الف شخصا اعداد المفقودين وقد فقدوا بعمليات إعدام واحتجاز تعسفي بمعزل عن العالم الخارجي حتى بيدرسون في احاطته الأخيرة لمجلس الامن قال-يتطلب منا تحركا عاجلا بملف المعتقلين والمفقودين حيث تستمر عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري في كافة مناط وكبار السن”.
وتابع “لابد من وقف هذه الممارسات القمعية–ولازلت أدعو لأطلاق سراح أحادية الجانب مع إعطاء الأولوية للنساء والأطفال ولكن كل هذه الجهود الدولية لم تسفر عن إطلاق سراح مأسورا أو بيان حالة مخطوفا لأن النظام ومنذ عام 2011 يعمد لإخفاء حالات التصفية الجسدية ويعتمد على الفروع الأمنية بالتستر على الجرائم وكذلك نهجت النصرة وامراء الحرب وقسد نفس الأسلوب حتى أصبح من يقبض عليه يدخل في دهاليز النظام وان فشل الجهود الدولية المذكورة يعود إلى الخلافات السورية وخلافات الدول حول سوريا بسبب غياب القانون والمحاكم العادلة، وبسبب انعدام الإرادة السياسية لحل الأزمة السورية بين الدول المؤثرة بالحل، ان ما يحدث هو إدارة للأزمة لتتمكن كل دولة من تحقيق أهدافها والوصول الى مصالحها، فضلا عن غياب الدور السوري بسبب ارتهان النظام لروسيا وإيران والائتلاف لتركيا وقطر “.
وأشار إلى فشل المبادرة العربية رغم إعادة النظام للجامعة إلا أنه لم يتمكن من تنفيذ ما تعهد به للعرب، والسبب الأخير والهام تضارب مصالح الدول بين استمرار الوضع والوصول إلى حل، فالنظام ينفذ إرادة روسيا وإيران اللذين يعمدان لاستمراره للحفاظ على مكتسباتهم تركيا تسكت على ممارسات النصرة وامراء الحرب ضد حقوق الإنسان وفتح المعتقلات لتستفيد منهم في محاربة قسد.