ارتفاع أسعار المحروقات في شمال غرب سوريا تزامناً مع تحضيرات تركيا لاجتياح شرق الفرات
شهدت مناطق شمال غربي سوريا التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة، أزمة محروقات خلال الأسبوع الماضي، وارتفاعاً حاداً في أسعار المشتقات النفطية المحلية، حيث ارتفعت أسعار المازوت (الديزل) والكاز بنسبة 50% تقريباً، ما تسبب بارتفاع أسعار الكثير من المواد التي تحتاج إلى (الديزل) في عملها. ويعود سبب هذا الارتفاع تزامناً مع التحضيرات التركية لشن هجوم عسكري ضد “قوات سوريا الديمقراطية”، في شرق الفرات، حيث إن توفر المحروقات في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا ومناطق سيطرة تحرير الشام، مرتبط بالاستقرار الأمني في مناطق شرق الفرات الغنية بالنفط، التي تمون بالمحروقات الخام والمكررة (تكريراً بدائياً) مناطق ريف حلب الشمالي، قبل انتقالها إلى إدلب وريفها عبر منطقة عفرين، وهو ما يهدد بفقدان هذه المواد من الأسواق بفترة قصيرة نظراً لكثرة استهلاكها، إلا أن شائعات المعركة دفعت التجار إلى تخزين كميات كبيرة من المحروقات قبل أشهر، خوفاً من انطلاق المعركة المفاجئ وإغلاق المعبر من قبل قوات سوريا الديمقراطية خلال فترة المعارك في مناطق شرق الفرات.
ورصد “المرصد السوري” ارتفاع أسعار المحروقات بمناطق إدلب بنسبة تزيد عن 50%، وأصبح برميل المازوت بنحو 80 ألف ليرة سورية، بينما كان سعر البرميل الواحد أقل من 60 ألف ليرة سورية، ولا تزال الأسعار تشهد زيادة مستمرة مع زيادة في الطلب على المحروقات مع اقتراب فصل الشتاء واستخدام المازوت للتدفئة، كما يأتي هذا الارتفاع تزامناً مع بدء موسم قطاف الزيتون وتشغيل معاصر الزيتون، التي تشتهر بزراعتها وإنتاج الزيت جميع المناطق في شمال غرب سورية، كما يزيد العبء على المواطنين، في تكاليف إضافية متمثلة في أسعار الكهرباء والماء والخبز ومصاريف التنقلات.
وأفادت مصادر لـ”المرصد السوري” بأن شركة “وتد للبترول”، تعد المسيطرة على قطاع النفط بنوعيه المحلي والمستورد، وتأخذ على عاتقها مسؤولية توفر المحروقات في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، بدون وجود أي منافس لها ، وتعمل على احتكار هذه التجارة مدعومةً من هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى، وساهمت في استقرار الاسعار لفترة طويلة، بعد أن قضت على جميع التجار المنافسين لها، لتصبح حاليا هي المنافس الأول للمواطنين، الذين تتنافس القوى المحيطة على إذلالهم، في معارك لا ناقة لهم فيها أو جمل، بعد أن ضاقت بهم الأرض على الحدود الشمالية، و تهجر أهالي مدن وبلدات ريف حماة الشمالي وادلب الجنوبي والشرقي ومدينة خان شيخون، بينما تتوجه الفصائل الموالية لتركيا إلى معارك شرق الفرات بكل قوة وحماسة، متناسين مآسي أهاليهم في إدلب.