اردوغان يجدد تهديده بشن عملية عسكرية “جوية وبرية” في سورية
جدّد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس تهديده بشنّ عملية عسكرية “جويّة وبريّة” في سورية ضد الحركات الكردية المسلحة التي تعتبرها انقرة “إرهابية”.
وكان اردوغان قال سابقا إنّ صبر تركيا ينفد بعد ما توصل مسؤولون أتراك وأميركيون لاتفاق لإقامة منطقة عازلة في شمال سورية في آب (اغسطس) الفائت.
وقال في خطاب متلفز “قمنا باستعداداتنا وأكملنا خطط العملية وأعطينا التعليمات الضرورية”، مضيفا أن الهجوم قد يبدأ “في أقرب وقت اليوم(امس) أو غدا(اليوم)”. وتابع “سنقوم بهذه العملية على الأرض ومن الجو”، مشيرا إلى أنها ستدور شرق الفرات.
وهدّد ارودغان مرارا بشنّ هجوم عابر للحدود وقال أخيرا إنّه لم يحرز تقدماً مع الولايات المتحدة بخصوص المنطقة العازلة في الشكل الذي تريده انقرة.
وفيما يسيّر البلدان دوريات تركية أميركية مشتركة، تريد انقرة في شكل عاجل إقامة “منطقة آمنة” لإعادة ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري.
وتستقبل تركيا نحو 3.6 ملايين لاجئ غالبيتهم العظمى من السوريين وقد تصاعد السخط الشعبي لوجودهم أخيرا.
كما تريد انقرة تحريك وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من حدودها، وهي تقول إن الوحدات ذراع “إرهابي” للمتمردين الأكراد في تركيا.
وساهمت هذه الوحدات الكردية مع القوات الأميركية في الحرب ضد متطرفي تنظيم “داعش”، وقد أدت مشاركاتها في القتال لاستعادة مناطق واسعة في شمال سورية.
وشنّ الجيش التركي هجومين في سورية الأول في العام 2016 ضد تنظيم الدولة الإسلامية والثاني في 2018 ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
بالسياق، قتل تسعة مقاتلين متطرفين على الأقل أمس جراء غارات روسية استهدفت مواقع تابعة لفصيلين متشددين ينشطان في شمال غرب سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأورد المرصد أن “ضربات جوية روسية استهدفت صباح امس تمركزات وموقعاً لتنظيمي حراس الدين وأنصار التوحيد في شرق إدلب”. وأحصى مقتل “ما لا يقل عن تسعة” من مقاتلي التنظيمين وإصابة ثمانية آخرين منهم بجروح.
وينشط فصيل حراس الدين، المرتبط بتنظيم القاعدة ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، وفق المرصد، مع فصيل أنصار التوحيد المتشدد في شمال غرب سوريا. ويقاتلان إلى جانب هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في المنطقة.
وجاءت هذه الضربات رغم كون منطقة إدلب ومحيطها مشمولة بوقف لاطلاق النار منذ نهاية آب (أغسطس) أعلنته موسكو ووافقت عليه دمشق. وغابت بموجبه الطائرات الحربية عن الأجواء لكن الخروقات بالقصف المدفعي والصاروخي تستمر بشكل بتقطع.
وغالباً ما تشن روسيا الداعمة لقوات النظام السوري ضربات تطال تحركات وتمركزات التنظيمات المتشددة في إدلب ومحيطها.
وتعرضت مواقع تابعة لفصيلي حراس الدين وأنصار التوحيد في 31 آب (أغسطس) لاستهداف أميركي أثناء اجتماع قيادات من الفصيلين قرب مدينة إدلب.
وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى الكولونيل ايرل براون حينها إن القوات الأميركية استهدفت قادة جماعة “تنظيم القاعدة في سورية”، من دون أن يحدد نوع الأسلحة التي استخدمت في الهجوم. إلا أن المرصد أفاد من جهته عن ضربات صاروخية استهدفت اجتماعاً لقياديين من الفصيلين، وتسببت بمقتل “أربعين منهم على الأقل”.
وتشهد سورية نزاعا داميا تسبّب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى الى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
المصدر: الغد