اشتباكات عنيفة تشهدها محاور في شرق دمشق وأطراف غوطتها الشرقية مع قصف صاروخي على محاور فيها
تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفيلق الرحمن من جهة أخرى، في محور طيبة بحي جوبر عند أطراف العاصمة، ومحيط وادي عين ترما في الغوطة الشرقية، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك، ترافق مع سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض على مناطق في بلدة عين ترما، ونشر المرصد السوري لحقوق الانسان صباح أمس الجمعة أن مقاتلي فيلق الرحمن تمكنوا من استعادة 3 نقاط كانت خسرتها لصالح قوات النظام، خلال هجمة للأخير في ساعات الليلة الفائتة، وترافقت الاشتباكات العنيفة مع قصف مكثف ومتبادل بين طرفي القتال، حيث قضى وأصيب عدد من مقاتلي الفيلق ومعلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما كانت رجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذا التصعيد يأتي كتمهيد، لتنفيذ قوات النظام عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد الفصائل المقاتلة والإسلامية” في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية.
في حين جاء هذا التصعيد، بعد 52 يوماً من الهدوء الذي تخلله قصف متقطع محدود من قوات النظام على حي جوبر، كما يعد هذا أول تصعيد من نوعه منذ انتهاء عملية التهجير وخروج آخر دفعة من الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق في الـ 29 من أيار / مايو الجاري، إضافة لمجيء التصعيد هذا، بعد هدوء تخللته استهدافات محدودة من قبل قبل قوات النظام لحي جوبر خلال الـ 52 يوماً، في حين نشر المرصد السوري في الـ 29 من أيار / مايو الجاري أن القافلة الأخيرة من مهجَّري حي برزة استكملت خروجها، وغادرت الحافلات الحي الدمشقي الواقع في شرق لعاصمة، متجهة نحو وجهتها في الشمال السوري، لتنتهي بذلك عملية تهجير قاطني حي برزة من مقاتلين ومدنيين، على أن يجري “تسوية أوضاع” من تبقى في الحي، وضمت القافلة مئات المقاتلين مع عوائلهم والمدنيين الرافضين لـ “التسوية مع النظام”، حيث استعادت قوات النظام بذلك سيطرتها على أحياء العاصمة الشرقية باستثناء جوبر، كما نشر المرصد سابقاً أن حي جوبر يشهد منذ الـ 24 من نيسان / أبريل الفائت هدوءاً حذراً تخللها جولتان من القصف الجوي والمدفعي، الذي طال الحي الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، والذي شهد في الـ الثلث الأخير من شهر آذار / مارس معارك عنيفة إثر هجوم لهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن وفصائل أخرى في أطراف الحي نحو داخل العاصمة، ووصلت الاشتباكات إلى كراجات العباسيين والمناطق الواقعة بين حي جوبر ومنطقة العباسيين وكراجاتها، وتمكنت الفصائل من تحقيق تقدم واسع في كتل ومباني ومعامل ومصانع في المنطقة الصناعية الواقعة في شمال حي جوبر في القسم الفاصل بينها وبين منطقة القابون الصناعية، قبل أن تعاود قوات النظام التقدم فيها بهجمات معاكسة، مستعينة بغطاء من الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية العنيفة والمكثفة، ومستعيدة السيطرة على كامل ما خسرته من مناطق، وقضى وقتل خلال هذه الاشتباكات نحو 200 عنصر ومقاتل من قوات النظام والفصائل.