اعتقال مخرج هاجم مسرحية عرضت في اللاذقية السورية

20

تتواصل الاعتقالات في صفوف أنصار النظام السوري، لأسباب مختلفة، يعود أغلبها لانتقادهم أداء حكومته، وبعضهم لا تزال أسباب اعتقاله مجهولة على الرغم من شدة ولائه للنظام، كوسام الطير، مدير موقع “دمشق الآن” الذي لا يزال معتقلا منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2018.

وجديد الاعتقالات، طال المهندس غسان جديد، من محافظة اللاذقية، بعد حملة تهديد ووعيد طالته وردّ عليها، متحدياً، إلا أنه اعتُقل وأخضع لتحقيقات بعد كشفه وثائق مختلفة تتحدث عن فساد في إحدى وزارات النظام.

وكان جديد قد كشف بعدد من الوثائق، فسادا يضرب إحدى وزارات النظام في سوريا، ثم تلقى تهديدا بالاعتقال، لم يأبه له، كما قال في منشور فيسبوكي له بتاريخ العاشر من الشهر الجاري، وأوضح أن من وصفه بـ “رئيس جهاز أمني” قد “تحالف” مع “الفاسدين” حسب منشوره، وأن رئيس الجهاز الأمني يحاول “ترويعه” و”القبض عليه وإهانته”.

وانتهى بالقول له: “أنا في قريتي، وتفضلوا للقبض علي”. ثم اعتقل الرجل وخضع لتحقيقات مكثفة، ورشحت أنباء عن إطلاق سراحه في الساعات الأخيرة.

وقام النظام السوري، في الفترة ذاتها، باعتقال المخرج المسرحي ياسر دريباتي، ليس بسبب إشارته لفساد في بعض المواقع الحكومية، بل لأنه عبر عن عدم إعجابه بإحدى المسرحيات التي عرضت على صالة المسرح القومي في اللاذقية، أوائل الشهر الجاري، وهي مسرحية (كلب الأغا)، وهاجمها دريباتي بتاريخ السابع منه، قائلا إن مسرحية “كلب الأغا” هي عرض مسرحي هزيل، مطالبا بمساءلة وزارة ثقافة النظام، عن سبب عرضها، ومتحدثا عن لهجة سورية تمت “السخرية” منها في العرض المذكور.

فقامت الشرطة القضائية بالقبض على المسرحي المذكور، بتهمة “القدح والذم” وبأوامر من النيابة العامة في اللاذقية. وأطلق سراحه في وقت لاحق.

وكان النظام السوري قد اعتقل المهندس نبيه نبهان، في محافظة طرطوس، في الأول من الشهر الجاري، لتهم تتعلق بمساندته النازحين السوريين ومطالبته بتقديم مختلف أشكال العون لهم ومساواتهم بأبناء طرطوس، دون أن تتسرب معلومات تفصيلية عن السبب الدقيق للاعتقال، خاصة وأن بعض أقربائه قد تحدث عن دور لأبنائه، في الثورة السورية، سابقاً. ولا يزال المهندس المذكور قيد الاعتقال.

ولا يزال وسام الطير، مدير موقع “دمشق الآن” شديد الولاء للنظام، قيد الاعتقال، منذ قرابة ستة أشهر، وهو الاعتقال الأكثر غموضا بين جميع المعتقلين الذين سبقوه أو كان مصيرهم كمصيره لاحقاً، حيث لم ترشح أي معلومة عن سبب اعتقاله، سوى بعض الترجيحات التي لم تفسّر إبقاء النظام عليه معتقلا طيلة هذه الفترة، خاصة وأن شقيق الطير الأكبر، ويدعى محمد إسماعيل، قد سعى للقائه وإطلاق سراحه، إلا أن حسابه الفيسبوكي سجل آخر تدوينة له بتاريخ الثلاثين من شهر آذار/مارس الماضي، دون أن يوضح أي شيء يتعلق بسبب الاعتقال.

وكانت الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري، قد استبعدت وسام الطير من تغطية زيارة الأسد إلى إحدى مناطق الغوطة الشرقية عام 2018، فعبر عن احتجاجه بالاستقالة من عمله قائلا: “وسام الطير ليس عميلا ولا خائنا لتراقبوه وليس مؤذيا لهذه البلاد لتضيقوا عليه”.

المصدر: العربية.نت

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.