الأردن استضافت محادثات إسرائيلية أمريكية روسية سرية حول سوريا
من وديع عواودة وعبد الرزاق النبهان ووكالات: كشفت مصادر لصحيفة « هآرتس « أن إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، أجرت الشهر الماضي، سلسلة من اللقاءات السرية في عمان وإحدى العواصم الأوروبية في موضوع اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا. من جهة أخرى سلم جيش العشائر مواقعه لقوات النظام السوري وانسحب باتجاه الأراضي الأردنية في ريف السويداء الشرقي دون إبلاغ الفصائل الأخرى بذلك، بينما قتل 29 مدنياً بينهم 14 طفلاً على الأقل جراء غارات للتحالف الدولي بقيادة أمريكية استهدفت مدينة الرقة السورية خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة وشخصيات دبلوماسية غربية لـ»هآرتس» أمس إنه خلال اللقاءات التي سبقت إعلان روسيا والولايات المتحدة عن اتفاق وقف إطلاق النار، قدمت إسرائيل تحفظات كثيرة، وأوضحت أن القوتين العظميين لا توليان الأهمية الكافية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا. وقالت المصادر إن دبلوماسيين وجهات أمنية من الدول الثلاث شاركت في تلك اللقاءات. وبعد أيام عقد لقاء مشابه بين ممثلي إسرائيل وأمريكا وروسيا في إحدى العواصم الأوروبية. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع أن اللقاء في أوروبا تم على مستوى أعلى من لقاءات عمان، وإن إسرائيل عرضت خلال هذا اللقاء أيضا تحفظاتها بشأن وقف إطلاق النار في جنوب سوريا.
من جهة أخرى وليس بعيداً عن الأردن أكد ناشطون في ريف السويداء الشرقي جنوب سوريا، لـ»القدس العربي»، أن جيش العشائر، أحد الفصائل التابعة للمعارضة السورية المسلحة، قام بتسليم مواقعه للنظام السوري، وانسحب منها في اتجاه الأراضي الأردنية، مما أدى إلى سيطرة قوات النظام عليها. وأكد الناطق الإعلامي باسم «جيش أسود الشرقية» سعد الحاج، أن فصيل أحرار العشائر انسحب من مواقع هناك.
وفي تطورات معارك الرقة والضحايا المدنيين ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس فإن الغارات التي نفذها التحالف الدولي على مدينة الرقة تسببت بمقتل 29 مدنياً على الأقل، بينهم 14 طفلاً وتسع نساء خلال 24 ساعة. وأشار المرصد إلى أن بين القتلى «14 شخصاً من عائلة واحدة» حيث تواجه «قوات سوريا الديمقراطية»، والتي يشكل الأكراد الثقل الأساسي فيها، التي تتقدم ببطء داخل المدينة مقاومة شرسة من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» في الدفاع عن معقله الأكبر معتمداً على كثافة الألغام وقناصة محترفين، وفق ما أكدته المتحدثة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد. التي ذكرت في تصريحات لوكالة فرانس برس ليل الثلاثاء من مدينة عين عيسى الواقعة على بعد أكثر من خمسين كيلومترا من مدينة الرقة «تستمر قواتنا في التقدم داخل الرقة ولكن بشكل بطيء».
المصدر: القدس العربي