الأسير سركون ديفيد الآشوري يبدل اسمه إلى أبو عمر ويدخل الإسلام
وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة من شريط مصور، يظهر الشاب الآشوري سركون ديفيد، الذي أسره تنظيم “الدولة الإسلامية” بريف الحسكة، في أواخر كانون الثاني / يناير من العام الجاري، ويظهر متحدث من تنظيم “الدولة الإسلامية” موجهاً رسالته::”” إلى من يرانا من النصارى وأخص الآشوريين الذين أثرت عليهم الغزوة الأخيرة لجنود الدولة الإسلامية، والذين جيّشهم عباد الصليب واليهود، بأن الدولة الإسلامية وجنودها متعطشين للقتل والذبح، نقول لهم اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا، وخير مثال هذا الرجل الذي كان منكم، نصرانياً يحمل السلاح، وقبضنا عليه قبل الغزوة، وأسلم عندنا””.
وأضاف المتحدث:: “”أيها النصارى إنما خرجنا امتثالاً لأوامر الله عز وجل ولرسولنا محمد بن عبد الله حي قال في حديث نقله عنه ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله، فإننا نقول لكم أيها النصارى، ارجعوا إلى الله عز وجل، وأسلموا فتسلموا، وعاهدوا تعاهدوا”، وقال تعالى في سورية التوبة:: براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين” وقال تعالى “وإن أحداً من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون””.
ومن ثم يتحدث إلى الشاب الآشوري ويطلب منه توجيه رسالة إلى أهله “الذين يرونه اليوم والذين أوهمهم الإعلام بأن الرجل سركون ونحن نناديه بسركون كما كان يناديه الآشوريون، واليوم اسمه أبو عمر، أننا قتلناه وغيبناه ودفناه ولا يعلمون أن هذا الرجل كان في تلك الفترة، هو رجل أسلم وعمل دورة شرعية عندنا، ليتبين ما هي حقيقة الدين، ولم نجبره على الإسلام، إنما خيرناه لكنه اختار الإسلام، عندما بقي فترة في السجن، ورأى الأخوة المسلمين السجينين معه، ونظر إليهم فعندما رآهم يصلون ويعبدون الله، ويدعون الله أن يفرج عليهم، وجد نفسه في ضلالة، وأنه لا يعبد الله إنما كان يعبد ما يأمره به رجال الدين المزيفين، والمسيسين، من قبل عباد الصليب والنصارى، وأرجو أن تتكلم وتوضح لأهلك ماذا لقيت من معاملة لدى الدولة الإسلامية””.
وقال الشاب الآشوري”” أريد أن أوضح لأهلي ولكل النصارى بأنني دخلت دين الإسلام وأصبحت واحد منهم، ويا ليت كل نصراني وكل مسيحي يتقدم إلى هذا الدين ويصبح مسلماً ولا يكون مشركاً وأتمنى أن ينضم لدين الإسلام””.
وقال المتحدث في التنظيم :: “”نحن هنا بكلام هذا الرجل، سيأتيكم هذا الرجل وترونه، نرى أن تسمعوا منه، وتسألوه إذا كان أسلم قسراً أو جبراً، إنما أسلم باختياره، فاسألوه واعلموا أن من يعاهدنا له عهداً وأن من ينقض عهداً معنا فلا عهد له معنا بعد اليوم””.
ومن ثم يظهر الشاب الآشوري وهو يصلي مع اثنين آخرين، وبعدها يأكل اللحم المشوي ويقول الشاب بأنه كان يعيش في ضلالة ولم أكن أعلم شيئاً عن الدين، وحين أسلمت والحمد لله وعرفت معنى لا إلا الله وراية لا إله إلا الله وأن إسلامه كان عن قناعة وليس جبراً وأن الدين الإسلامي هو الدين الصحيح وانه متيقن ويظهر في نهاية الشريط وهو يعانق عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” ويرفع اصبع السبابة وهو يعلن تشهده.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” قد أفرج في الأول من شهر آذار / مارس الجاري، عن الشاب سركون دافيد، مع 19 مواطناً آشورياً آخرين، اختطفهم التنظيم مع أكثر من 200 آخرين في الـ 23 والـ 24 من شهر شباط / فبراير الفائت، لدى اقتحامه لقراهم وسيطرته عليها في ريف بلدة تل تمر، فيما لا يزال نحو 200 مواطن آشوري مختطفين لدى التنظيم.
الجدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد نشر ما ورد إليه في نسخة من بيان من أصدرته مطرانية كنيسة المشرق الآشورية في الحسكة والذي جاء فيه::
“عاش الآشوريون منذ آلاف السنين بسلام وأمان في المناطق التي يقطنوها وضمن محيطهم الملون بالأديان والطوائف ولم يعانوا يوماً ما في التعامل مع اي منهم كما لم يعان منهم احد، بل كانت همومهم مشتركة مع شركائهم في الأرض والحياة وأفراح الجميع تعنيهم كما اتراحهم ولأننا جزء من هذا المجتمع بغض النظر عن اختلافنا في الانتماء اعتمدنا نحن الآشوريين في سوريا سياسة النأي بالنفس ضمن الصراع القائم وهذا لا يعني بأن الازمة لا تعنينا بل لاننا بعيدين كل البعد عن ثقافة التسلح في حياتنا اليومية او المستقبلية.
ونحن اليوم اذ نعيش، هناك العديد من ابناء طائفتنا مع عوائلهم محتجزين نتيجة الاشتباكات التي دارت في قراهم ومناطق سكنهم في بلدة تل تمر والقرى المحيطة بها، ولأن البعض ممن ادعوا بانهم أوصياء على هؤلاء الناس عبر البيانات التي انتشرت بوسائل اعلام مختلفة، كان لا بد من التأكيد لدولة الخلافة الإسلامية على نهج النبوة التالي:
اولا- الكنيسة الآشورية لا تمثل الا نفسها والرعايا التابعين لها ومن ضمنهم المحتجزون، وهي مستقلة في قرارها ولا سلطة لها على بقية الكنائس الموجودة في المنطقة.
ثانيا- نحن والابرياء العزل ومنهم المحتجزون ليس لدينا اية جهة مسلحة تمثلنا.
ثالثا- التأكيد على ان الكنيسة الآشورية ورعاياها لم ولن تعقد اي اتفاق او تحالف مسلح أو عسكري مع حزب الـ “pkk” او اي فصيل كردي او عربي او مع اي جهة أجنبية او غربية بتاتاً.
رابعا- نصرح بأننا نتبرأ من أي تحالف مع اي جهة مسلحة تدعي بانها تمثلنا وتخالف ثقافتنا المسالمة.
وأخيرا وعلى مبدأ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ندعوكم بالعمل على اطلاق سراح جميع الآشوريين المحتجزين لديكم مناشدين بذلك سعة صدركم برحمة الله”.
كذلك كان المرصد قد أعرب عن خشيته على حياة المختطفين الآشوريين، بعد الوعود الكاذبة التي أطلقها تنظيم “الدولة الإسلامية” بالإفراج عنهم، من قبل التنظيم، الذي أعدم منذ إعلان تأسيس خلافته نحو 2000 شخص اختطفهم وأسرهم، بينهم ما لا يقل بينهم 1266 مدنياً من ضمنهم 6 أطفال دون سن الـ 18 و8 مواطنات.