الأكراد يحاصرون «داعش» لقطع شريانه شمال سورية
فرضت وحدات الحماية الشعبية الكردية أمس حصاراً على مدينة تل أبيض في ريف محافظة الرقة شمال سورية، محاولة بذلك قطع خط إمداد رئيسي بين مناطق سيطرة تنظيم «داعش» وبين الأراضي التركية. وعلى رغم أن سقوط تل أبيض قد لا يكون وشيكاً، نتيجة تحصُّن مقاتلي «داعش» فيها واستعدادهم لمعركة طويلة كما يبدو، إلا أن تقدم الأكراد نحوها يجعلهم قاب قوسين من ربط مناطق سيطرتهم على طول شريط حدودي مع تركيا يمتد من محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي إلى الريف الشمالي لمحافظة حلب مروراً بالرقة معقل «داعش» والعاصمة الفعلية لـ «خلافته».
وجاء تقدُّم الأكراد في وقت كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن أن برنامجاً سرياً تديره وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) في سورية يواجه خفضاً كبيراً في موازنته، وسط اعتراضات من نواب في الحزبين الديموقراطي والجمهوري على استراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما ومخاوف في شأن قدرة المعتدلين على منع سقوط البلاد في أيدي المتشدّدين بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
في المقابل، نفى ديبلوماسيون روس معطيات تناقلتها وسائل إعلام غربية عما وُصِف بأنه «تراجع في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية» قوامه أن موسكو بدأت تستعد لاحتمال حصول «انهيار مفاجئ» لنظام الأسد (للمزيد).
في نيويورك، قال ديبلوماسي أوروبي إن «البحث جار في شأن شخصيات من النظام السوري» لا علاقة لها بالأسد «لتكون شريكاً في حل سياسي». وأضاف أن «التحضيرات جارية» للتعامل مع «شخصيات لا تكون أيديها ملطخة بدماء السوريين ومكوّنات من النظام، في إطار البحث في جنيف٣، من خلال بناء الظروف المواتية لعقده داخل سورية أو مع اللاعبين الدوليين، بهدف التوصل الى حل سلمي».
وفي غضون ذلك، أطلقت قطر والسعودية مبادرة في مجلس الأمن لجمع حشد كبير من الدول ضد استخدام البراميل المتفجرة في سورية. وتعمل قطر والسعودية إلى جانب هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لجمع أكبر عدد من الدول لتوقيع رسالة ستُسلَّم الى رئاسة المجلس تدعو الى «اتخاذ إجراءات». وجاء في نص الرسالة أن أيار (مايو) الماضي «كان الأكثر دموية في الأزمة السورية، والأسابيع الأخيرة شهدت قصف مروحيات سورية المناطق السكانية في حلب ومحيطها بالبراميل المتفجرة، ما أدى الى مئات القتلى والجرحى المدنيين». وتُذكِّر مسوّدة الرسالة بأن القصف العشوائي، بما فيه بالبراميل المتفجرة، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، وتُشدِّد على ضرورة «مضاعفة مجلس الأمن جهوده لتطبيق قراراته المعنية بسورية، ولتجنُّب أي قصف من القوات الجوية السورية، بما في ذلك البراميل المتفجرة».
ميدانياً، أفادت وكالة «مسار برس» المعارِضة بأن «وحدات الحماية الشعبية تمكّنت من محاصرة مدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة «داعش» في ريف الرقة الشمالي «من الجهتين الشرقية والغربية، بعد تقدُّمها إلى مشارف المدينة، التي يتوقع أن تصل الاشتباكات إليها خلال ساعات». وسيطرت الوحدات الكردية أمس على قرى عوض والدبس وخربة عبود وخربة البقر وأبو خرزة والرافعة وأم حويش من الجهة الشرقية لتل أبيض، كما «وصلت إلى وسط مدينة سلوك» القريبة من المدينة. ولفتت «مسار برس» إلى أن الاشتباكات من الجهة الغربية لتل أبيض طاولت قرى علو وجهجاه ومفرق أبو خرزة، قرب مدينة عين عيسى التي تبعد 16 كلم عن تل أبيض، «وسط حال هلع ونزوح مكثف للأهالي».
قلب لوزة
إلى ذلك، أصدرت «جبهة النصرة» بياناً دانت فيه جريمة قرية قلب لوزة بجبل السماق في ريف إدلب، والتي راح ضحيتها 20 درزياً. وأكدت الجبهة في البيان الذي وزّعه «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أنها «تلقت ببالغ الأسى» نبأ «الحادثة… التي شارك فيها عناصر من جبهة النصرة من دون الرجوع إلى أمرائهم، وبمخالفة واضحة لتوجيهات قيادة الجبهة». وشدَّدت على أن «ما وقع خطأ غير مبرر وتم من دون علم القيادة، ومازالت القرية وأهلها آمنين مطمئنين تحت حمايتنا وفي مناطق سيطرتنا». وتعهّدت تقديم المتورطين بالحادثة إلى «محكمة شرعية».
المصدر: الحياة